السنباطي وفيروز
السنباطي وفيروز


صوت من السماء.. «السنباطي» يتغزل في فيروز

حاتم نعام

الجمعة، 05 أغسطس 2022 - 01:18 م

لإمكانياته العالية وقدراته غير العادية في التلحين، فتحت أبواب الزمن الجميل أمام رياض السنباطي، فقدم الكثير لفناني تلك المرحلة قبل أن يفرج عن رأيه في بعض الفنانين والفنانات.

 

ولعل فيروز كانت واحدة ممن ترك رياض السنباطي انبطاعه عنهم، فقال عنها: «هذه شيء آخر.. إحساس ومشاعر، بل فوق الإحساس والمشاعر تركزت في هذه السيدة عندما أسمعها فإنني استمع إلى صوت من السماء»، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة عام 1975.

 

منذ نعومة أظافرها، وهي تميل إلى الغناء، في البيت وفي الحمام وفي الشارع، وفي كل وقت تصدح وكأن شيئا ما يريد أن يخرج منصدرها، كأنها مزمار يعربد فيه الشوق.

 

وكان الراديو في تلك الأيام من الكماليات، ولم يكن يقتنيه إلا ميسوري الحال، وكانت تقصد بعض أهالي الحي لسماع أغاني كبار المطربين والمطربات، كأسمهان ومحمد عبدالوهاب، وفريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، إنها الفنانة نهاد الحداد والشهيرة فنيا  بـ«فيروز». 

 

ترعرعت في محلة زقاق البلاد، وهو شارع فقير في لبنان، في منزل يتكون من غرفة واحدة قرب مدرسة البطريركية، وكان أبوها وديع حداد عامل مطبعة يعمل في إحدى المطابع القريبة من بيته، حيث عرفت طفولتها البؤس، وذاقت معنى الحرمان في صباها، لكنها أصبحت أكبرمطربات الشرق والتاريخ سجل اسمها في صفحة كبار هذا العصر.


 
انضمت في الرابعة عشرة من عمرها إلى الإذاعة اللبنانية، وفي فترة وجيزة أثبتت وجودها ومواهبها، بعدما اعتبرتها لجنة الاستماع عطية نادرة فأعجبوا بها، ودخلت الإذاعة كمرددة في جوقة المرددين، وثار والدها وحاول أن يمنعها من الذهاب إلى الإذاعة، لكن المطرب حليم الرومي، وبمساعدة أصدقاء، أقنعوا الأب بشرط أن يصحبها شقيقها كلما ذهبت إلى الإذاعة.


 
وقدمها حليم الرومي إلى عاصي الرحباني، والذي كان يعمل شرطيا في البلدية ومهتما بالتأليف والتلحين إلى جانب عمله، فلما سمع عاصيصوتها أدرك أنه وجد ضالته، فقد كان الرحباني في حاجة إلى صوتها، وفيروز بحاجة إلى فن الرحباني.

 

وانطلق الصوت الذي تخال معه أنك تخترق أسرار الكون، وجمع الفن بين فيروز والرحباني، وتزوجا عام 1954، ووجهت الإذاعة المصرية دعوة لفيروز، ورافقها الرحباني، وأمضيا في القاهرة خمسة أشهر، عادا بعدها إلى بيروت، لتضع ابنها البكر زياد، ورزقت فيما بعد بثلاثة أبناء. واهتمت الحكومة اللبنانية بصوت فيروز، فدعتها لإحياء مهرجانات بعلبك الدولية، تصدح بأجمل أغانيها (لبنان يا أخضر حلو).

 

ومنذ أن غاب عاصي الرحباني عن عينيها، دخلت فيروز محارتها الصدفية، ولم تعد تطل منها إلا فيما ندر، وانطوت على نفسها، وأصبحتوحيدة تدير ظهرها لزمانها، وتمتطي حصان الحرية، وأصبحت كلماتها أيضا مقتضبة وتنزف حزنا.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة