الجمعة، 05 أغسطس 2022 - 06:29 م

تحضرنى مداخلة تليفونية لاتغيب عن بالى منذ ١١ عاما وكان المتصل بالمذيعة أيام الفوضى التى صاحبت ثورة يناير يعرف نفسه قائلا «فلان الفلانى عضو اللجنة الشعبية بالمنيرة الغربية»!!  

مقدما نفسه بهذه الصفة وتبعها بالحديث عن أمجاده فى حماية أرواح وممتلكات أبناء المنطقة، ومستفيضا عن قيامه بعمليات التفتيش والاشتباه فى المارة سواء السائرون على الأقدام، أو راكبو السيارات الملاكى.

 الكل لازم يخضع لوجهة نظر سيادة عضو اللجنة فى شخصة!!

ولازم يمر من تحت الشومة أو السنجة التى يحملها حامى الحمى وزملاؤه، بعد أن نصب نفسه كبير المنطقة وضابط مباحثها وقاضيها وجلادها فى نفس ذات الوقت!!

ومع الأسف..

مازال أمثال هذه الشخصيات بنفس التفكير والأسلوب والتصرفات، متواجدين داخل فكر وعقل كل من يتصدر العمل العام فى مصر كرؤساء النوادى أو الجمعيات الزراعية أو اتحادات الملاك أو رؤساء جمعيات الإسكان، ومن شابههم. وبنظرة فاحصة سنكتشف أن الجميع يتحدثون لغة واحدة وهى أنه تطوع وتصدى للعمل العام من أجل الوطن، وخير البشرية فقط لاغير! مدعيا الشرف والنزاهه لآخر مدى ..

ومقابل هذا التنازل والتضحية لوجه الله والوطن لتحقيق مصلحة الأعضاء، وفى المقابل يكون على الجميع أن يضعه فى مصاف الصحابة وأولياء الله الصالحين! ..

ولزاما علي أعضاء الجمعية أو اتحاد الملاك أن ينافقوه ويقدموا له فروض الولاء والطاعة! ويا سبحان الله يا أخى..

ففى نفس ذات الوقت الذى يدعى فيه هؤلاء الأولياء الصالحون، أنهم تصدوا للعمل العام للإصلاح وعدل المايل، فإن أفعالهم وقراراتهم تصب جميعها فى مصلحتهم الشخصية، بل أنهم يتجاوزون ويخصون أنفسهم بالامتيازات التى قد تمتد لحد السرقة والاختلاس إلا من رحم ربى!!

ولو واجههم أحد المعترضين بالنقد الصريح أو بالتلميح.. فيا ويله ويا سواد ليله!!

ينقلب عليه بطل العالم فى العمل العام هو. وجوقة المصلحجية اللى وراه.. لحد مايسود عيشتك ويخليك تبيع وحدتك أو أرضك، أو تحرم تروح النادى بتاعك، وكمان تكره العيشة واللى عايشينها.. وتفضل طول عمرك أول ماتسمع بنى آدم بيقولك.. والله أنا ترشحت لهذا العمل العام ولا ابتغى سوى المصلحة العامة للجميع.

تعمل حاجة واحدة بس «تفهم أن اللقمة طرية وهياكل من وراها بقلاوة...فتاخد ديلك فى سنانك وتجرى من وشه».