أسامة عجاج
أسامة عجاج


أسامة عجاج يكتب: الهوان اليمنى

أسامة عجاج

الثلاثاء، 16 أغسطس 2022 - 06:02 م

عندما يتم التعامل مع تمديد الهدنة الإنسانية فى اليمن، للمرة الثانية فى الثانى من هذا الشهر، باعتباره إنجازاً يستحق الإشادة من جهات عديدة، على جهود مبعوثى الأمم المتحدة والأمريكى ودول فاعلة فى الملف اليمنى، فنحن أمام حالة من الهوان والجنون، وصلنا من خلالها إلى ما بعد القاع، خاصة ونحن نتعامل مع أسوأ كارثة إنسانية تعيشها دولة، والوصف ليس من عندياتى، ولكن من الأمم المتحدة، كما أن المجتمع الدولى بكل قدراته، وقف عاجزا أمام إنهاء تلك الحرب العبثية، والتى لن تثمر انتصارا لأى من أطرافها، فهى مستمرة، ودخلت عامها الثامن، دون أن يكون هناك ضوء فى نهاية نفق معتم، ولا أنسى هنا أن نشير إلى أن هدف وقف إطلاق النار مرتبط بتحقيق أهداف محدودة للغاية، إن الهدنة تستهدف فقط حرية انتقال اليمنيين عبر مناطقهم، والسفر عبر مطار صنعاء، واستقبال السفن عبر ميناء الحديدة، مما يجعلها خالية الدسم، فلم تتضمن ضمانات، ولم تقر عقوبات على أى طرف لا يلتزم بها، ولعل هذا ما دفع جماعة الحوثى أن تتعامل معها بانتقائية شديدة، وأصبح الحديث عن أن فترة الهدنة فرصة للبحث فى حل سياسى للأزمة، ضربا من الخيال، فخلال الفترة من شهر رمضان حتى بداية أغسطس، جرت حوارات فى الأردن وتعددت وساطات وفى القلب منها الوساطة العمانية، لم يخرج عنها شيء، والأهم هنا أنها لم تنعكس إيجابيا على الأحوال المعيشية للمواطن اليمنى، الذى يدفع ثمن صراع على السلطة، مخلوط بنفس طائفى، (لا ناقة له فيها ولا جمل)، حيث قبلت الأطراف المتصارعة (ارتهان) بلادهم، لأزمات دولية وإقليمية، فهى فى انتظار نجاح الحوار السعودى الإيرانى، برعاية عراقية واللقاء المتوقع بين وزيرى خارجية البلدين، فى انتظار التوصل إلى إعادة إحياء الاتفاق النووى الإيرانى، وكبح جماح حزب الله وتدخلاته فى ساحات عربية.

الأوضاع فى اليمن هشة ومخيفة، وقد تؤدى إلى تقسيم المقسم، ولا تكتفى بصراع بين الحوثى والحكومة الشرعية، حيث كشفت اشتباكات إقليم شبوه الغنى بين قوات العمالقة التابع للمجلس الانتقالى الجنوبى، وقوات حزب الإصلاح، وهما معا ممثلان فى المجلس الرئاسى، الذى تم تشكيله فى أبريل الماضى، عن تهديد حقيقى يواجه مكونات الشرعية اليمنية، بعد قرار محافظ شبوه بإقالة قيادات عسكرية محسوبة على حزب الإصلاح، الخلاصة أن الشعب اليمنى يستحق قيادات أفضل، قادرة على تنحية خلافاتها السياسية والمذهبية، لصالح استقرار البلد.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة