جمال حسين
جمال حسين


يوميات الأخبار

لجان أولاد الأكابر !!

جمال حسين

السبت، 20 أغسطس 2022 - 08:27 م

الحفاوة التى قُوبل بها اختيار الدكتور رضا حجازى، وزيرًا للتربية والتعليم، تضع على كاهله مسئولية مُضاعفة؛ لتحقيق آمال وأحلام المواطنين فى نهضةٍ تعليميةٍ تليق بالجمهوريَّة الجديدة.

قبل ٤ سنوات، وأثناء رئاستى لتحرير صحيفة الأخبار المسائى، فاجأتنى الزميلة فاتن زكريا، محرِّرة التعليم النابهة، بإعداد تحقيقٍ صحفىٍّ مُثير مُوثَّق بالمستندات، حول ما يحدث فى بعض لجان امتحانات الثانوية العامة فى محافظات بعينها، يحرص عِلية القوم على نقل أبنائهم إليها فى الصف الثالث الثانوى؛ ليضمنوا نجاحهم، والحصول على مجموعٍ كبير يُؤهّلهم للالتحاق بكليات القمَّة، خاصةً أن المدارس التى يقومون بالتحويل إليها مشهورٌ عنها التسيُّب فى لجان الامتحانات وربَّما الغش الجماعى !!

شعرت بأن الأمر خطيرٌ، ونشرت التحقيق وقتها على صفحةٍ كاملةٍ بعنوانٍ بارزٍ «لجان أولاد الأكابر !!».. أذكر أن هذا التحقيق الصحفى أحدث ردود فعلٍ قويَّة داخل وزارة التربية والتعليم، ولدى أولياء الأمور والمهتمين بالعمليَّة التعليميَّة، حيث انزعج الجميع مما يحدث، وأصدر الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم السابق، عِدَّة قرارات؛ لمنع الغش الجماعى، ومنع التحويلات فى جميع أنحاء الجمهوريَّة إلى مدارس هذه المحافظات.

لكن هؤلاء تحايلوا على هذه القرارات، حتى فوجئ الجميع بما حدث عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة، وسادت الجميع حالة من الغضب والاستياء؛ عندما شاهدوا سباق التفاخر بين العائلات؛ لنشر قوائم نتيجة أبنائهم المتفوقين الحاصلين على درجاتٍ تتراوح من ٩٦٪ إلى ٩٢٪ !!

أعتقد أن القضية أخطر وأكبر من أن نحصرها فى مدارس بلادٍ بعينها فقط، فقد يندهش الكثيرون إذا علموا أن وزارة التربية والتعليم كانت قد فوجئت بتدفّق التحويلات من العديد من المحافظات إلى مدارس ١١ إدارة تعليميَّة فى ٥ محافظات بالصعيد والوجه البحرى؛ هى إدارات بيلا والحامول وسيدى سالم بكفرالشيخ، ونجع حمادى بقنا، ودار السلام وأخميم وجهينة بسوهاج، وإدفو بأسوان، والبدارى وديروط وصدفا بأسيوط.

لاحظت الوزارة أن النقل تمَّ إلى هذه الإدارات بالواسطة، وذلك بالمخالفة للسِعات الاستيعابيَّة المقرَّرة للمدارس، فقرَّرت وقف التحويلات، فى إطار حرص الدولة على ترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب، والقضاء على الاعتقاد السائد بوجود تساهلٍ فى الرقابة على أعمال الامتحانات بهذه الإدارات.

لكن الدهشة تتزايد إذا ما علمنا أن أبناء الأكابر لعبوا مع وزارة التربية والتعليم لعبة «القط والفأر»، وتحايلوا على قرار الوزارة، وقاموا بتحويل أبنائهم إلى مدارس خاصة بهذه المحافظات، وتردَّد أن التحويلات شملت أكثر من ٢٠٠٠ طالبٍ مقابل مبالغ كبيرة تقاضاها أصحاب المدارس الخاصة، وعندما اكتشفت الوزارة الملعوب، قامت قبيل الامتحانات الماضية، بتوزيع هؤلاء الطلاب على عددٍ كبير من المدارس؛ لمنع وجودهم فى مدرستين فقط !!

القضية خطيرة ولا بد من التصدِّى لها.. وبالتاكيد لاحظ صديقى العزيز الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم الجديد، حجم الارتياح والترحاب الذى قُوبل به عند اختياره وزيرًا للتربية والتعليم، وهو ما يضع على كاهله مسئولية مضاعفة؛ لتحقيق آمال وأحلام المصريين فى نهضةٍ تعليميةٍ تليق بالجمهوريَّة الجديدة..

نُدرك أنه يعلم كل كبيرةٍ وصغيرةٍ داخل أروقة وزارته، التى قضى فيها جلَّ عمره، ويعلم جيدًا حجم التحديات التى تُواجهه، ونأمل أن ينجح فى تطوير العملية التعليميَّة بما يعود بالنفع على مصرنا الحبيبة، وأن ينجح فى القضاء على الدروس الخصوصيَّة والغش وتسريب الامتحانات، وأن يُوقف سيل التحويلات إلى لجان أبناء الأكابر، التى لو اطلعنا على أسماء خريجيها من أبناء الصفوة والمشاهير، وتأشيرات مَنْ نقلوهم خلال السنوات الماضية؛ لأصابتنا الدهشة !!

دائرى المعادى والحاجز الخرسانى

خلال ذهابى وعودتى إلى عملى، أستمتع يوميًا بمشاهدة هذا الإنجاز الكبير لأعمال التوسعة والتطوير، التى حدثت وتحدث بالطريق الدائرى، الذى تمَّت توسعته إلى ٨ حارات فى كل اتجاهٍ، وأصبح يُضاهى أعظم الطرق الحديثة العالمية، وعمل على تيسير الحركة المروريَّة حول مدينة القاهرة.

ويتم الآن استكمال ذلك الإنجاز الإعجاز؛ بتركيب منظومة النقل الذكى والإنارة الحديثة والرادارات فائقة الدقَّة، وإنشاء مسار الأتوبيس التردُّدى السريع بإجمالى 57 محطة، تمهيدًا لمنع الميكروباصات من السير على الدائرى، وإنشاء طريقٍ سطحىٍّ دائرىٍّ جديد أسفل الطريق الدائرى من حارتين إلى 3 حارات يُخصَّص لسيارات الخدمة من مطافئ وإسعافٍ وشرطة، ولخدمة سيارات السيرفس، التى سيتم منعها من استخدام الطريق الدائرى..

وما يُؤكِّد عظمة الطريق الدائرى، أن تكلفة التطوير والتحديث والتوسعة بلغت، كما أعلن الفريق كامل الوزير، ٢١.٥ مليار جنيه.

لكن مرتادى الطريق الدائرى فى الاتجاه القادم من الجيزة إلى الأوتوستراد فوجئوا بإنشاء حاجزٍ خرسانىٍّ فى وسط الطريق، قُرب نزلة المعادى والأوتوستراد، حيث يُفاجأ به قائدو السيارات ولا يستطيعون تفاديه؛ لعدم وجود لوحات تحذيريَّة، مما أسفر عن وقوع عددٍ من الحوادث، ومن الممكن أن يشطر ذلك الحاجز السيارة التى تصطدم به إلى نصفين !!

..رواد الطريق يستغيثون، ويُطالبون الشركة المُنفِّذة للطريق بسرعة تدارك الأمر، ووضع حلٍّ عاجلٍ لهذه المشكلة؛ حتى لا تضيع بهجة الإنجاز بسبب ذلك الحاجز الخرسانى.

الإخوان وعشم إبليس

رغم الصفعات التى يتلقاها تنظيم الإخوان فى الخارج والداخل، ورغم أن الجماعة الإرهابيَّة هى الاستثناء الوحيد، الممنوعة من المُشاركة فى الحوار الوطنى، الذى يُشارك فيه كل ألوان الطيف السياسى، إلا أن التنظيم الدولى للإخوان يُحاول بكل السُبل العودة للمشهد والاستفادة من الحوار؛ بالإفراج عن بعض أعضائه المحبوسين، حتى لو كلَّفهم ذلك الإعلان المُفاجئ بالانسحاب من الحياة السياسيَّة، وهو ما اعتبره الخبراء نوعًا من المراوغة السياسيَّة التى تُجيدها الجماعة عبر تاريخها.

لكن الجديد هذه الأيام، هو ما تُشيعه الجماعة عن حوار المُصالحة، والتى تدَّعى فيه توسُّط مسئولين فى إحدى الدول المُتحالفة مع الجماعة والتنظيم الدولى لإتمامه، مقابل إعلان الجماعة تجميد النشاط السياسى للتنظيم داخل مصر نهائيًا،

لكن الجانب المصرى ما زال على موقفه الرافض لأى وساطات تستهدف عودة الإخوان الُملطَّخة أياديهم بدماء المصريين.

والمتابع للشأن الإخوانى يُدرك تمامًا أن الجماعة تعيش أسوأ أيامها، بعد الصراع النارى بين جبهة إخوان تركيا، بقيادة محمود حسين، وجبهة إخوان لندن، بقيادة إبراهيم منير، والذى وصل إلى عزل كلٍَ منهما للآخر من قيادة مكتب الإرشاد، واتهامات بالخيانة والعمالة والفساد المالى والأخلاقى.

فى ذكرى فض رابعة

قبل ٩ سنوات، وفى مثل هذه الأيام من عام 2013، قامت أجهزة الأمن بفض اعتصامى رابعة والنهضة، وإنهاء أكبر تجمُّعٍ إرهابىٍّ فى تاريخ مصر.. ورغم مرور هذه السنوات، إلا أن ما حدث فى رابعة والنهضة من جرائم إخوانيَّة لم يُفارق ذاكرتى..

٤٧ يومًا صعبة عشتها وتعايشتها مع فريقٍ من أكفأ شباب الصحفيين بالأخبار، كانوا يُواصلون الليل بالنهار؛ لتقديم تغطية صحفية مميَّزة تليق بقُرَّاء الأخبار.

خلال هذه الأيام والليالى الثقال، نفَّذ قادة الإخوان نظرية جوبلز، وزير دعاية هتلر، التى تقول: اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يُصدّقك الآخرون.. ثم اكذب واكذب حتى تُصدِّق نفسك..

فقد ظلَّ المرشد وقيادات مكتب الإرشاد يكذبون ويشحنون أتباعهم، ويدفعونهم دفعًا لحمل السلاح ضد الجيش والشرطة، وعندما حانت لحظة المواجهة، رفع قيادات مكتب الإرشاد شعار «نفسى ثم نفسى»، وهربوا من الميدان مُتنكِّرين، لدرجة أن بعضهم ارتدوا النقاب وتركوا المُغرَّر بهم من أتباعهم يُواجهون مصيرهم المحتوم.

فعندما ناشدت وزارة الداخليَّة المُعتصمين بمغادرة الاعتصام عبر ممراتٍ آمنة، طالب قيادات الجماعة أنصارهم بالثبات ومواجهة القوات حتى الموت، وبعد الانتهاء من رسائلهم التحفيزيَّة، كانوا هم أول الهاربين والفارين !!

هرب المرشد محمد بديع مرتديًا ملابس امراة مُنتقبة، وهرب صفوت حجازى ومحمد البلتاجى وعصام العريان، تمكَّنوا من الهروب إلى العمارات والعقارات المُجاورة، وغيَّروا ملامحهم؛ حتى لا يتم القبض عليهم، فحَلق صفوت حجازى لحيته وشاربه، وتم ضبطه فى سيوة قبل الهروب إلى ليبيا، وارتدى الدكتور البلتاجى هو والقيادى خالد الأزهرى زىَّ المزارعين.

أما خيرت الشاطر، فقد تمَّ ضبطه داخل شقة شقيقه بمدينة نصر، وصبحى صالح داخل فيلا ببرج العرب، وعصام العريان الذى كان مُختبئًا داخل شقة مملوكة لصديق له بمنطقة التجمع الخامس.

أوكرانيا والرعب النووى

لا تلوح فى الأفق نهاية قريبة للحرب الروسية الأوكرانيَّة، التى دخلت شهرها الثامن، وتسبَّبت فى عواقب اقتصاديَّة وخيمة تعانى منها كل دول العالم.. تحرص أمريكا وحلفاؤها على استمرار الحرب، التى تخوضها أوكرانيا بالوكالة ومدها بالأسلحة؛ لكسر شوكة التنين الروسى، ويبدو أن الحرب لن تنتهى إلا بنهاية آخر جندى أوكرانى.. لكن العالم يحبس أنفاسه؛ خشية العبث بالزر النووى الكفيل بإبادة البشريَّة..

الأمم المتحدة حذَّرت الأسبوع الماضى مُجدَّدًا من حدوث كارثة نوويَّة فى أوكرانيا، وتكرار كارثة مفاعل تشيرنوبل.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة: «نحن قلقون ولا نُريد أن نعيش تشيرنوبل أخرى بقاعدة زابوريجيا، لأن أى ضررٍ محتمل للمحطة سيكون بمثابة انتحار».
وحذَّرت وكالة الطاقة النوويَّة الأوكرانيَّة من تهديدات وزير الدفاع الروسى بتفجير المحطة، وقوله: «ستكون إما أرضًا روسية وإما صحراءً محترقة، بعد أن لغَّمنا جميع المنشآت المُهمة بها»، وهو ما جعل الرئيس الأوكرانى يُؤكِّد أن موسكو تلجأ إلى «الرعب النووى»، ومحاولة «لتكرار» كارثة تشيرنوبل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة