محمد‭ ‬عبدالواحد
محمد‭ ‬عبدالواحد


الخروج عن الصمت

أبو العلاء .. ومنبر واصل (٢-٢)

الأخبار

الأحد، 21 أغسطس 2022 - 05:58 م

محمد‭ ‬عبدالواحد

بالأمس‭ ‬القريب‭ ‬كان‭ ‬الحديث‭ ‬بيننا‭ ‬عن‭ ‬منبر‭ ‬واصل‭ ‬لصاحبه‭ ‬د‭. ‬مصطفى‭ ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬ليطل‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬متواصلا‭ ‬معنا‭ ‬بفكره‭ ‬وعصارة‭ ‬كتبه‭. ‬وكانت‭ ‬تسمية‭ ‬المنبر‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم‭ ‬نسبة‭ ‬الى‭ ‬صاحب‭ ‬مدرسة‭ ‬الاعتزال‭ ‬وهو‭ ‬واصل‭ ‬بن‭ ‬عطاء‭ ‬الذى‭ ‬يميل‭ ‬الكاتب‭ ‬الى‭ ‬مدرسته‭ ‬العقلانية‭ ‬حيث‭ ‬بنى‭ ‬فكره‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬وادراكه‭ ‬كما‭ ‬رأى‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬وهب‭ ‬نفسه‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلمامه‭ ‬بعلوم‭ ‬الفقه‭ ‬والحديث‭ ‬والكلام‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتى‭ ‬للمنبر‭ ‬تواصلت‭ ‬معه‭ ‬حتى‭ ‬الحلقة‭ ‬الرابعة‭ ‬التى‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬أبى‭ ‬العلاء‭ ‬المعرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ (‬رسالة‭ ‬الغفران‭) ‬،‭ ‬وقد‭ ‬رصد‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬د‭. ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬وصل‭ ‬للدكتورة‭ ‬عائشة‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬التى‭ ‬قالت‭ ‬إن‭ ‬الرسالة‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬مقدمة‭ ‬وقسمين‭ ‬وان‭ ‬مقدمتها‭ ‬صيغت‭ ‬بأسلوب‭ ‬الألغاز‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬صنعة‭ ‬لفظية‭ ‬بين‭ ‬أدباء‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭.‬

‭ ‬ثم‭ ‬يأتى‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬منها‭ ‬بوصول‭ ‬رسالة‭ ‬أبى‭ ‬القارح‭ ‬التى‭ ‬افتتحها‭ ‬بتحميد‭ ‬الله‭ ‬ثم‭ ‬رحلته‭ ‬الى‭ ‬الآخرة‭ ‬ليجد‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرحلة‭ ‬فى‭ ‬بيت‭ ‬بالجنة‭ ‬محاطا‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الاحباب‭ ‬وغلمان‭ ‬الجنة‭ ‬متذكرا‭ ‬من‭ ‬رآهم‭ ‬ومنهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الاعشى‭ ‬الذى‭ ‬استنكر‭ ‬وجوده‭ ‬فيها‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬متهما‭ ‬بالكفر‭.. ‬ويأتيه‭ ‬رد‭ ‬الاعشى‭ ‬انه‭ ‬ما‭ ‬وجد‭ ‬هنا‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قصيدته‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يعدها‭ ‬فى‭ ‬مدح‭ ‬رسول‭ ‬الله‭.. ‬ثم‭ ‬يستكمل‭ ‬رحلته‭ ‬ليرى‭ ‬أحوال‭ ‬أهل‭ ‬النار‭ ‬متذكرا‭ ‬منهم‭ ‬بعض‭ ‬الشعراء‭ ‬ثم‭ ‬يكمل‭ ‬حواره‭ ‬مع‭ ‬إبليس‭ ‬متسائلاً‭ ‬عن‭ ‬أهل‭ ‬النار‭ ‬وكيف‭ ‬صاروا‭ ‬اليها،‭ ‬ثم‭ ‬يعود‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬الى‭ ‬الجنة‭ ‬وأثناء‭ ‬عودته‭ ‬يلتقى‭ ‬بأبى‭ ‬البشرية‭ ‬ادم‭ ‬ويدور‭ ‬حديث‭ ‬بينهما‭ ‬عن‭ ‬شعره‭ ‬وينتهى‭ ‬به‭ ‬المطاف‭ ‬الى‭ ‬بيته‭ ‬بالجنة‭.‬

ثم‭ ‬يأتى‭ ‬الى‭ ‬القسم‭ ‬الثانى‭ ‬الذى‭ ‬يعتبر‭ ‬ردا‭ ‬لأبى‭ ‬العلاء‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬القارح‭ ‬وهو‭ ‬يعتبر‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يثار‭ ‬من‭ ‬جدل‭ ‬فكرى‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الزمان‭ ‬واتهام‭ ‬البعض‭ ‬بالزندقة‭ ‬والكفر،‭ ‬ورأت‭ ‬بنت‭ ‬الشاطئ‭ ‬أن‭ ‬ابا‭ ‬العلاء‭ ‬قد‭ ‬أحدث‭ ‬صورا‭ ‬خيالية‭ ‬تبهر‭ ‬العقل‭ ‬فقد‭ ‬صاغ‭ ‬جنته‭ ‬وفق‭ ‬هواه‭ ‬وعلى‭ ‬غير‭ ‬المألوف‭ ‬والمعهود‭ ‬فى‭ ‬كتب‭ ‬التراث‭.‬

وفى‭ ‬استخلاصها‭ ‬لمضمون‭ ‬الرسالة‭ ‬تقول‭ ‬عائشة‭ ‬إن‭ ‬أبا‭ ‬العلاء‭ ‬أصبح‭ ‬المبصر‭ ‬الذى‭ ‬خبر‭ ‬الدنيا‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يخبرها‭ ‬الغارقون‭ ‬لآذانهم‭ ‬فى‭ ‬خصمها،‭ ‬كما‭ ‬اصبح‭ ‬المنعزل‭ ‬الذى‭ ‬خاض‭ ‬معركة‭ ‬الحياة‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يخضها‭ ‬الغارقون‭ ‬فى‭ ‬زمرتها‭.. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الحلقة‭ ‬انتهت‭ ‬فإن‭ ‬منصة‭ ‬واصل‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تواصل‭ ‬إمتاعنا‭ ‬وكلما‭ ‬انتظرت‭ ‬زادت‭ ‬المعرفة‭ ‬وأتمنى‭ ‬ألا‭ ‬ينتهى‭ ‬الزاد‭ ‬بينى‭ ‬وبينها‭.‬

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة