د. محمد أبوالفضل بدران
د. محمد أبوالفضل بدران


د. محمد أبوالفضل بدران يكتب: شيخ الأزهر و«أُفُول الغرب»

د.محمد أبوالفضل بدران

الثلاثاء، 23 أغسطس 2022 - 07:51 م

ما علاقة هذا وذاك بشيخ الأزهر وأين حرية التفكير وحرية القراءة وقديما قالوا «اللى اختشوا ماتوا»

هل من حق أحد أن يرشّح الكتب التى يجب أن يقرأها الناس.. فقد انبرى أحدهم متهكما على فضيلة الإمام الأكبر لأنه يقرأ كتاب «أفول الغرب» وأضاف ساخرا لو أفل الغرب لن نجد دواء ولن نجد طائرة.. إذن لا داعى لقراءة كتاب الأفول كما يدعى ذلك المتهكم؛ أوليس من حق الإنسان أن يقرأ ما شاء؛ ولو كان كتاب «أفول الغرب» من تأليف فضيلة شيخ الأزهر لناقشناه فيما كتب اتفاقا واختلافا لكن هذا الكتاب ليس من تأليفه وإنما من تأليف المفكر المغربى حسن أوريد ويُباع فى الأسواق منذ أربعة أعوام، فما خطأ الإمام الأكبر أن يقرأه، وإذا كان ذلك الشخص يرى أن من حقه أن يحدد للإمام الأكبر ماذا يقرأ وما يجب ألا يقرأ فهذا شيء عُجاب ما سمعنا به قط، ونرجو أن ينشر لنا قائمة الكتب التى نقرأها وقائمة الكتب التى يحرم علينا قراءتها.. ثم إذا كان يخشى من أفول الغرب فليقرأ مقدمة ابن خلدون ويتدبَّر نشأة الأمم والحضارات وازدهارها واضمحلالها وليقرأ  ما يكتبه الغربيون - أنفسهم - عن مخاطر انهيار الغرب وعلاماتها التى بدت وربما كان هؤلاء وأولئك كاذبين مغرضين عملاء للروس ولكوريا الشمالية فهل نترك قراءة هذا الكتاب وأشباهه حتى يحيا الغرب ولا يأفل...

ما علاقة هذا وذاك بشيخ الأزهر وأين حرية التفكير وحرية القراءة وقديما قالوا «اللى اختشوا ماتوا» وسيأفل الغرب وبوادره تبدو واضحة لهم وسيحيا الشرق ورحم الله عمنا ابن خلدون.

ماذا نريد من وزيرى التربية والصحة ؟
د. رضا حجازى: أهنئك بهذا المنصب الوزارى الرفيع وآمل أن تحقق حلما لدى أولياء أمور الطلاب ألا وهو عودة الطلاب لمدارسهم حقيقة وليس تستيف أوراق، أن يصطفّ الطلاب فى طابور الصباح وأن نشغّل ميكرفون إذاعة الصباح ثم يتنظمون فى دراستهم حتى الثانية ظهرا، نتمنى أن نجد مدرسا يشرح بالفصل وطالبا يستمع ويفهم، وامتحانات تجمع بين الأسئلة المقالية والموضوعية وأن نخفف عن الأُسر أعباء الدروس الخصوصية، وأن يختفى الغش فى الامتحانات وتعود كرامة المُعلِّم المعنوية والمادية، هل إذا حلمنا بجدول دراسى ودفتر حضور وغياب للطلاب نكون خرجنا عن منظومة التعلم، أمنياتنا أن نجد مُوَجّهى المواد يدخلون الفصول ويسألون الطلاب ويكتبون تقاريرهم عن مستوى الطلاب الحقيقى ورؤاهم لحل مشاكل تعثُّر بعض الطلاب؛ لسنا ضد التطوير لكنا ضد تبوير التعليم المصرى الذى قاد قاطرة التعليم فى بلدان العالم العربى وكان لَبِنة رئيسة فى القوة المصرية الناعمة.. هل تتَحول الأحلام إلى واقع؟

د. خالد عبد الغفار: أبْلى الدكتور خالد عبد الغفار فى وزارة التعليم العالى بلاء حسنا يُشكر عليه وهذا أهّله أن يتبوأ وزارة الصحة التى تختلف تماما عن دولاب عمل وزارة التعليم العالى وما نوده قليل وليس كثيرا..

كل ما نبتغيه: مستشفى حكومى نجد فيه أطباء وممرضين يبتسمون فى وجه المريض ويعالجونه بضمير ويتناوبون ملاحظته بإخلاص، ويطلبون أشعة وتحاليل ضرورية نجد أجهزتها فى مستشفياتنا الحكومية، ولا نسمع فيها مقولة: «الجهاز عطلان» ونحن نعرف من عَطّله.. وتختفى منها جملة: «رُوح اشترِ الدوا من الصيدلة الفلانية» وتختفى منها جملة « ح نعمل العملية بكذا» وتختفى منها جملة «أفضل لكم المخاطَب أهل المريض انقلوه لمستشفى «كذا» الخاص... هل هذه الآمال كثيرة.. حاوِل وثِق أن التاريخ سيذكر لك أنك اجتهدت فى تغيير منظومة الصحة فى مصر وهذا ليس بمستحيل حتى لا نجد وزيرة الصحة عندما مرضت ذهبت مسرعة لمستشفى خاص ولم تذهب لمستشفى حكومى يتبع وزارتها وتشرف عليه.. وفى هذا إفادة لكل مُعتبر.

طريق قفط القصير والمثلث الذهبى
من أقدم الطرق فى مصر وأحوج الطرق إلى إعادة رصف وإنارة وازدواج لأنّ حالته سيئة ويحتاج إلى إصلاح فورى، وهذا الطريق لا ينتظر إتمام مشروع المثلث الذهبى بل هو فاتحته فهو الذى سار فيه الحجيج قرونا طويلة فى طريقهم للحج ومن قبلهم سار فيه المصريون القدماء، واستخرجوا من جنباته الذهب والمعادن النفيسة ألا يستحق الاهتمام.. سيسهم فى ربط النهر بالبحر واستخراج كنوز الصحراء وتنشيط السياحة وتخفيف أعداد العاطلين وعمل تنمية مجتمعية على جانبيْ الطريق الذى يعد من أقدم الطرق فى مصر وإفريقيا حيث يربط بين نهر النيل والبحر الأحمر وكان من الطرق الرئيسة لحجاج بيت الله الحرام المصريين والأفارقة وبلاد المغرب العربى الذين كانوا يتجمعون فى قوص وقِفط ممن كانوا يأتون سُفُنا عبر النيل أو بالجِمال ثم يشقون هذا الطريق حتى ميناء عيذاب قُرب القصير ليُبْحِروا نحو ميناء ضبا قرب جدة وقد تكونت مجتمعات عمرانية قديما على جانبيْ الطريق وإن كانت قليلة عدد السكان كما أن وجود رسومات جدارية قديمة فى كهوف بوادى الحمامات وغيره يؤكد وجود حضارة قديمة فى هذا الطريق، ويمر هذا الطريق بوادى الذهب مما ينبغى على الدولة استكشاف الذهب الذى كان ينقل بآلاف الجنود إلى العاصمة قديما، أملى فى المثلث الذهبى الذى سيوسع هذا الطريق ويعمل على ازدواجه وإنارته بالطاقة الشمسية، كما أتمنى أن تتجه بحوث الجامعات ومعاهد البحوث العلمية الى دراسة هذه المنطقة الغنية بالمعادن وأن تدرج فى الخارطة السياحية وكم أتمنى أن يشملها القطار فائق السرعة (قنا- قفط- القصير) حتى ينتقل الناس من الوادى الى البحر ونُعمِّر ما بينهما.

قصيدة للشاعر الألمانى مانفرد مالزان
يعد الشاعر الألمانى مانفرد مالزان Manfred Malzahn  أستاذ الأدب الإنجليزى فى جامعة الإمارات العربية المتحدة من كبار الشعراء الألمان المعاصرين ويميل إلى الرؤى الفلسفية وعُمق المعانى وإيقاع الكلمات ، وقد ترجم له المؤرخ والروائى الدكتور أحمد السرّى قصيدته «وأخيرًا» التى لخص فيها سيرة البشر:
وأخيرا.. أخيرا  ها هو يزحف
أخيرا ها هو يثرثر
أخيرا ها هو يهرول
أخيرا ها هو يكتب
أخيرا ها هو يستكشف
أخيرا ها هو يجرّب
أخيرا ها هو يفهم
اخيرا ها هو يبتعد
أخيرا ها هو يهرب
أخيرا صار شاباً
أخيرا صار  قويا
أخيرا صار  مُزهرا
أخيرا وقع فى الحب
أخيراً ها هو يُسمع
أخيرا ها هم معا
أخيرا ها هم سعداء
أخيرا ها هم متخاصمون
أخيرا ها هم مطلقون
أخيرا  ها هو مريض
أخيرا ها هو يرحل
أخيرا تم دفنه  
أخيرا تم شَطْبُه.

مواهب الصفوة
فرحتُ كثيرا بزيارة مدرسة الصفوة حيث استمعت إلى تلاميذ فى المرحلتين الابتدائية والاعدادية يتحاورون ويتناقشون مع د.عصام حشمت ود. سعيد عبيد والفنان طه عبده عن الشعر والتراث والفلسفة والفن ويستمعون إلى محاضرات حول أهمية التراث والثقافة ودورهما فى تعزيز الهوية المصرية لدى الناشئة؛ وعن الفلسفة ودورها فى تكوين الشخصية وفهم الآخر؛ ثم عن الفن و دوره فى الارتقاء بشخصية الإنسان وعندما استمعتُ إلى مواهبهم الأدبية تيقنت أن شبابنا بخير وأن اللغة العربية فى تقدم ورأيت فيهم سفراء التميز وصنّاع الأمل زهور اللغة العربية وفرسانها فتحية إلى مديرة المدرسة الأستاذة عواطف والأستاذ عبد الله محمد عبد الرحيم، تحية لمدارس الصفوة ومؤسسها المرحوم خضرى عبدالسلام والأستاذ حسن حسين و إدارتها الحالية.جميل أن نزرع فيهم حب اللغة العربية وجمال الفنون وانتماء لمصرنا الحبيبة؛ تحية لمواهب الطلاب اسماعيل اشرف السباعى ومريم مصطفي
وفاطمة محمد عبد الرحمن وعبد الله بسام وعمر احمد جمال ومحمد كمال ومحمد حسام وياسمين محمد أبو الليل ومحمد علاء عطيتو وعمر حسين
وماجد محمد عيطة وميس العادل وعمرو حمدى وكريم محمد عبدالفتاح
هؤلاء يجعلوننا نتفاءل بالجيل الجديد ونعلق عليه الآمال .

نداء إلى رئيس جامعة الأزهر
طلاب جامعة الأزهر فى محافظة قنا والأقصر وأسوان  والبحر الأحمر الراغبون والراغبات فى استكمال دراساتهم/نّ العليا (الماجستير والدكتوراه)  عليهم الذهاب إلى القاهرة أو أسيوط أو طنطا وهذا أمر شاق فى السفر ومكلّف ماديا  فلماذا لا يُسمح لهم بالتسجيل فى كليات الأزهر المقامة بمحافظاتهم بدلا من الذهاب إلى أسيوط والقاهرة  وتُرسل الأوراق للاعتماد من أسيوط ومن المركز بالقاهرة من باب التيسير على الطلاب ولاسيما الطالبات اللواتى يعدّ السفر لهن إرهاقا ماديا ومعنويا ومن الصعب عليهن وعلى أسرهن وقد يرغبن عن الدراسة العليا لهذا وذاك، فهل تحقق لهم هذه الرغبة غير المكلفة؟ مع الشكر
فى النهايات تتجلى البدايات
فجأةً صَحَتْ، وباغَتتْ
هَرْوَلَتْ نحو قلبى الذى غفا منذ حين.. فأيقظتْ
وحكتْ وشَكَتْ.. لم تقل أى شيء  لكنها أَطْنَبتْ
حين قالت عيونٌ ما خَفَتْ.. مدّت الأحزانُ كفًّا، لامَسَتْ
عنَّفَتْهُ... عانقتْ.. وعيون عاتبتْ
وقلوب أدمَعَتْ
وحكيْنا فى بحار الصمت حينا
وَرَسَوْنا عند شطٍّ وأَبَتْ
قلتُ نمضى ما تبقّى من حياةٍ أَوْشَكتْ...
ونعيد النَّبْتَ للشطآنِ، نغفو فوق أمواجٍ خَبَتْ
قلتُ ها قد كان حلمًا... وَمَضَتْ     

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة