عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

ثورة الساعة السادسة !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 25 أغسطس 2022 - 07:25 م

لا يوجد فقط ١٤ سببا لسقوط الأنظمة السياسية، وإنما يمكن أن نميز من خلال الدراسة التاريخية لصعود وسقوط الأنظمة السياسية عشرين وثلاثين وربما أربعون سببا لهذا السقوط، من بينها سبب مهم لا يصح إغفاله وظهرت أهميته فى الألفية الجديدة وهو منهج تغيير الأنظمة من الخارج الذى تبنته أمريكا حينما رغبت فى إعادة صياغة الخريطة السياسية لمنطقتنا بحيث تصير أنظمتها السياسية تشبه النظام التركى الذى سيطرت عليه قوى الإسلام السياسى الذى وجده الأمريكان مفيدا لحماية مصالحهم. 

ورغم توفر بعض أو كل أسباب سقوط الأنظمة السياسية فى منطقة معينة لا يستطيع محلل سياسى أو باحث أكاديمي ناهيك عن صحفى أو إعلامى التنبؤ بموعد سقوط نظام سياسى ما أو بعض أنظمة سياسية.. والتاريخ حافل بأمثلة صارخة فى هذا الشأن أكثرها وضوحا الآن هو مثال النظام السورى، الذى كان الأغلب الأعم من محللى الغرب والعرب يتوقعون سقوطه قبل أكثر من عقد من الزمان لكنه ما زال موجودا وقَائِما رغم فقدانه السيطرة على مساحات من الأراضى السورية ورغم وجود قوات أجنبية عديدة على أرضه بعضها برغبته وبعضها الآخر على غير رغبته! 

وحتى الأنظمة السياسية التى سقطت فى منطقتنا فى بداية العقد الماضى فإن من كانوا يخططون لإسقاطها لم يكونوا قادرين على تحديد موعد سقوطها بالشهر والأسبوع والساعة كما يفعل البعض الآن..

فليس صعبا توقع حدوث احتجاجات جماهيرية فى بلد ما ولكن ليس سهلا توقع ما يمكن أن تفضى إليه هذه الاحتجاجات من نتائج حتى فى ظل وجود تدخل خارجى فى هذا الصدد..

ولعل هذا  ما أشارت إليه مجلة «فورين بوليسى» فى مقال لها مؤخرا عن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على مصر..

فإن الأمريكان لا ينسون أنهم حاولوا بكل السبل الاحتفاظ للإخوان بحكم بلدنا أو إعادتهم للحكم بعد طردهم شعبيا منه ولكنهم أخفقوا، وهو كان مؤشرا واضحا على فشل نهج صياغة منطقتنا سياسيا كما يرغبون وحسب هواهم. 

 لذلك.. لا يقدر محلل أو باحث أن يتوقع بسهولة سقوط نظام سياسى معين أو بعض الأنظمة السياسية فى منطقة ما بالعالم فى توقيت محدد بالشهر والأسبوع واليوم.. وبالتالى فإن تحديد موعد حدوث تغير سياسى فى أى بلد إما يعكس رغبةً شخصيةً لمن حدد هذا الموعد، أو يعكس رغبة آخرين يعبر عنهم، وهذا ما لم تفعله مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية مؤخرا!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة