الشيخ الرفاعى عبيد
الشيخ الرفاعى عبيد


الرفاعى عبيد: إحسان إلى المنصوح بصورة الرحمة وليست الفضيحة

آداب النصيحة .. عدم التشهير أوالمجاهرة

نادية زين العابدين

الخميس، 25 أغسطس 2022 - 08:51 م

للنصيحة منزلة عظيمة فى الدين الإسلامي بل هى الدين كله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) ولذا يحرص بعض الناس على تقديم النصح والإرشاد للآخرين ولكن فى سبيل ذلك يرتكب أخطاء بعيدة عن آداب النصيحة التى أقرها الإسلام فتتحول من النصيحة إلى الفضيحة والتشهير فيجاهر بها فى المجالس وعلى صفحات التواصل الاجتماعي

فما الفرق بين النصيحة والفضيحة وما هى آداب تقديم النصح وشروطه؟.يقول الشيخ الرفاعى عبيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق: النصيحة مطلوبة من المسلم لأخيه المسلم ولأبناء وطنه قال تعالى: «ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»، فالنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة والشفقة عليه والغيرة له فهى إحسان محض يصدر عن رأفة مراد الناصح منها وجه الله ورضاه فينطلق فى بذلها غاية التلطف ويحتمل الأذى. يقول الإمام الفضيل بن عياض إن المؤمن يستر وينصح وإن المنافق والفاجر يهتك ويعير، وقد نقل عن السلف الصالح أنهم كانوا يقولون:(من أمر أخاه على رءوس الملأ فقد عيره).

اقرأ أيضًا

أبرزها مشكلات الثانوية والدروس الخصوصيةl ألغام على مكتب وزير التعليم الجديد

ويضيف: للأسف بعض الناس بحجة تقديم النصح يقعون فى الفضيحة كأنما يذيع أخبارا فيقول عن هذا كذا وعن ذاك كذا وقد اطلعت على هذا وهذا وهذا، بالإضافة إلى اتخاذ بعض ضعاف النفوس من وسائل التواصل الاجتماعى بابا لتقديم النصح للآخرين وهم فى داخلهم حريصون على التشهير والفضيحة بأسلوب خبيث بعيدا عن النصيحة والإرشاد.

ويؤكد أن النصيحة كى تؤتى ثمارها المرجوة فلها شروط وضوابط يجب مراعاتها حتى لا تخرج عن مقصدها وتتحول إلى فضيحة، وذلك لأن المسلم واع ناطق بالحق ومرغب فى الخير.

من هذه الآداب التى وضعها الإسلام الإخلاص فى القصد والنية فلا يكون الهدف منها مجرد الكلام والنقد، بل تكون خالصة لوجه الله، واستخدام الأسلوب الحسن والرفق واللين قال تعالى : «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، فالله سبحانه وتعالى عندما أمر سيدنا موسى بالذهاب الى فرعون قال : «اذهبا الى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي»، وكذلك من آداب النصيحة الكتمان والسرية فهذا من باب الأمانات التى أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يذيع سرا ولا يكشف سترا وقد وضع الإمام الشافعى قاعدة للنصيحة قال فيها: (من نصحنى سرا فقد زاننى ومن نصحنى جهرا فقد شانني)، هذا بالإضافة الى الصبر على المنصوح مع تجنب النصيحة أمام الناس لأن فيها نوعا من التجريح وإحراج المنصوح بإبراز عيوبه.

ومن المهم أيضا عمل الناصح بما ينصح قال تعالى (يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون).. كل ذلك مع مراعاة اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب حتى تكون أكثر قبولا واستجابة من المنصوح، لتتحقق النتيجة المرجوة. وختاما عدم الإسهاب فى النصح فخير الكلام ما قل ودل وحتى لا يمل المنصوح.
نادية زين العابدين

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة