عمر
عمر


«عمر» .. رحيل بهجــــــــــــــة «أخبار اليوم» وفــارس الكلمـة الحـلوة

الحـــــزن والصمت والدعاء

عمرو الخياط

الجمعة، 26 أغسطس 2022 - 08:45 م

رحل عن عالمنا فجأة وفى صدمة مدوية الأحد الماضى الكاتب الصحفى الكبير محمد عمر، مدير تحرير أخبار اليوم، وأحد أهم المحررين البرلمانيين عبر تاريخ الصحافة المصرية..

كان مكتب الرجل مفتوحا دائما للصغير والكبير، يتآنس الجميع بجلساته وثقافته الواسعة فى مختلف المجالات، وشهد عبر مشوار عمله الصحفى - الذى يزيد على 40 عاما- العصر الذهبى لعمالقة الصحافة المصرية.

وللراحل صولات وجولات كثيرة فى الصحافة السياسية، فكان محررا لشئون رئاسة الجمهورية، والبرلمان، ومجلس الوزراء، ووزارة الدفاع ثم مشرفا على صفحة البرلمان والأحزاب بأخبار اليوم والتى بفضل علاقاته وخبراته التقطت خبايا وأسرار مجلس النواب، بحرفية عالية، بفريق عمل رائع ترأسه.. ولم تقتصر مهارات الرجل الصحفية على اقتناص الأخبار السياسية التى كانت منها مانشتات أخبار اليوم.

ظل الرجل بخبرته ومهارته فى الرصد والتحليل، أستاذا لأجيال تعاقبت، لتنهل من خبرة نادرة افتقدتها أخبار اليوم، ولكنها ستبقى فى أرشيف ذاكرتها إلى الأبد.. هنا على الورق..

بعض الشهادات لزملاء الكاتب الراحل، وأجيال متعاقبة من تلاميذه، يسردون بكلمات قليلة ذكرياتهم معه، وفى قلوبهم جبال من الحزن والأسى على الكاتب الكبير، ولكن عزاؤنا فى ذلك أن الأساطير لا ينساها التاريخ، وستظل خالدة فى العقل والقلب، وإن مرت السنون فستبقى سيرتهم العطرة عصية على النسيان ولن تموت أبدا.

ماذا يفعل الإنسان عندما يجد نفسه أمام حقيقة مجردة.. لا يملك تغييرها أو حتى الهروب منها.. فيصبح الحزن والصمت هما السبيل ازاء الحقيقة.. متألماً على ما حدث.. مفجوعاً من الفراق.. مذهولاً من الحقيقة التى تأخذنا الأحداث ومجرياتها عنها دون ان نتنبه إلى حقيقة حدوثها فى يوم من الأيام.

«إنها حقيقة الموت التى لا نملك أمامها سوى الصمت والدعاء للمتوفى الراحل.. فمنذ أيام رحل زميلى وصديقى محمد عمر.. بعد أن كان يملأ الدنيا صخباً وضحكاً وكأنه متمسك بالحياة إلى اخر لحظة..

لم تتغير طبيعته منذ أن عرفته وزاملته فى أخبار اليوم وتحت قبة البرلمان وخلال السنوات الماضية.. هو كما هو.. لم يتغير.. فنان من الطراز الأول.. يرسم لوحته فى صومعته دون أن يبوح لأحد بما قدمه.. يتعامل مع فنون الصحافة المختلفة بمقياسه الفنى.. انسان ذو طبيعة خاصة جداً..

 

يخلد للنوم يومياً فى الثامنة مساءً ويستيقظ مبكراً مع أذان الفجر.. نشاط مستمر بالرغم من تقدم السن.. عاشق للضحكة والبهجة.. لم أجده فى يوم من الأيام عابساً أو متجهماً..

 

دائما دائما وأبداً ضاحكاً حتى فى أصعب الأوقات.. صداقتى به امتدت لسنوات وتعمقت فى السنوات الاخيرة فعرفته عن قرب أكثر.. فاكتشفت كم هو جميل هذا الانسان الذى دائماً ما كان يفاجئنى بأشياء كثيرة فى صميم عمل الجريدة.. وكأنه تعود على هذه المفاجآت..

والتى كانت دائماً سعيدة ومتألقة.. ولكن هذه المرة قرر ان تكون مفاجأته حزينة على الجميع.. فرحل فجأة..

وكأنه كان يريد أن يعرف مدى حب الناس له.. ومدى حزنهم على رحيله.. وكم كنت أتمنى ألا تكون ضمن خططه تلك المفاجأة الصادمة.. وإنما كانت مشيئة المولى عز وجل.. ورحل عمر.. ولكنى لازلت انتظره كل يوم.. ليدعونى على فنجان قهوة كالمعتاد..

ويطلق سيل الدعابات التى لا تنتهى.. وداعاً صديقى وأخى عمر.. واثابك الله أجر محبيك وعوضنا عنك خيراً بإذن المولى».

 

 

 

 

 

شدة الفقد

نوران محمد عمر

أبى الغالى..

لا يمكن للكلمات وصف شدة الفقد الذى أشعر به منذ غادرت عالمنا..

فقد تركتنا نواجه قسوة هذا العالم الموحش الذى كنا نعده نعيما فقط لكونك فيه.. إلا أنك غادرت العالم كما عهدتك وعهدك الكثيرون، أنيقا، مبتسما، ساخرا، تملأ الدنيا صوتا وحياة..

أتمنى أن أحدثك كما اعتدنا كل صباح وكل مساء لأحكى لك عن حزن الناس على فراقك..  عن جميع من يحبونك بصدق.. عن كل الذين يعتبرونك قدوة ومعلما.

فقد كانت الأيام الأخيرة خير شاهد على عملك الصالح وعلى صدقك وحبك لعملك وعلى الخير الذى كنت تتمناه وتقدمه لكل من حولك دون انتظار لمقابل..

أبى وحبيبى الغالى..

على الرغم من رحيلك، إلا أننى أشعر بوجودك فى كل شىء حولى..

وأسمع صوتك بوضوح فى أذنى وقلبى يطمئننى بأنك دوما معى..

أتمنى فى يوم ما أن أحقق كل ما تمنيته لى وكل ما تمنيت أن أكونه لأشعرك بالفخر..

إلى لقاء يا حبيبى فى مكان أفضل لا فقد فيه ولا حزن ولا ألم.

 

توأم روحى

رانا محمد عمر

 إلى أبى الغالى، قرة عينى وتوأم روحى..

افتقدك افتقدك بشدة..

افتقدك للحد الذى يوقظنى شوقى إليك ليلا.. للحد الذى يجعلنى استشعر وجودك فى كل الأوقات..

علمتنى الكثير والكثير لكنك لم تعلمنى أبدا كيف أعيش بدونك..

كيف سأمضى أيامى دون أن أكلمك أو أراك..

دون أن أستمد قوتى منك لأواجه هذه الأيام وهذه الحياة..

لا أستطيع أن أتخيل غيابك، فأغمض عينى بشدة وتمر على كلماتك وضحكاتك وذكرياتك كأى فاقد ليس له سبيل سوى أن يعانق ذكرياته..

ليتك تستطيع أن ترى كيف تبدو بداخلى..

ليتك تعلم كم من فخر ينتابنى عندما اتبع اسمى باسمك..

سيظل دائما اسمى المفضل هو «محمد عمر الصغيرة»..

دمت بنعيم ربى حتى نلتقى.

 

مش قادر أكتب

خالد القاضى

الموت حق..

البعث حق..

ولا نقول إلا ما يرضى الله إنا لله وإنا إليه راجعون وإنا لفراقك يا محمد لمحزونون..

الصدمة كانت صعبة جدا..

الخبر نزل علينا كالصاعقة..

فقد كان معنا يوم الجمعة..

صوته يملأ طرقات أخبار اليوم..

فى صالة الديسك.. صالة التنفيذ.. فى مكتب رئيس التحرير.. بين مكاتب الزملاء.. كعادته دائما يملأ المكان حيوية تصل أحيانا إلى درجة الضجيج لكن كله بالحب والمودة والعلاقات الطيبة مع كل الزملاء على مختلف درجاتهم.. عندما أبلغنا الأستاذ عمرو الخياط بوجود صفحتى رثاء للمرحوم محمد عمر احترت ماذا اكتب؟

وجدتنى «مش» قادر اكتب فكيف أرثى زميلا عشت معه على مدار ثلاثين عاما عملت معه وشاركته الحلوة والمرة وقد اذيع سرا لأول مرة أن المرحوم بإذن الله محمد عمر أستاذ فى ربط الكرافتات وكان يربط لى كل كرفتاتى ويجتهد رغم مهارته حتى تتناسب معي.. رحم الله الزميل محمد عمر واسكنه فسيح جناته وألهم اهله الصبر والسلوان.

 

 

 

رسالة إلى الأستاذ

هند فتحى

طلبوا منى أن اكتب مقال رثاء لك، طلبوا أن أنعيك فى كلمات، ولأول مرة يعجز قلمى عن الكتابة عن وصف وجع القلب وحزنى الشديد على فراقك.. كلنا راحلون نعم راحلون لكن الأحباب يرحلون بوداع.. انت كنت معانا يا أستاذ وبنهزر وصوتك وضحكتك يوم الجمعة..

عارف يا أستاذ أنا عاهدت نفسى ألا أحزن على فراق أحد بعد أبى لأننا حتما سنغادرها، لكن يوم وداعك أوجعنى وهزنى بشدة، 22 عاماً من عمرى معك ومع الأحباب فى بيتنا أخبار اليوم نصف عمرى معك.. سنوات فرح وأسرار وتعب وعمل وصداقة وأستاذ وتلامذته.

يا أستاذ كده ينفع؟ أول جمعة مرت أمس وصوتك مش مسموع وانت مش موجود.. يا أستاذ لسه فيه كلام كتير.. يا أستاذ عمر انت سامعنى حاسس بحب الناس يا أستاد عمر؟ لنا لقاء فلم انته من حديثى معك بعد.. رزقك الله نعيم جناته.

 

 

 

 

بصمة الحزن

محمد عبدالوهاب

كانت صدمة كبرى لى برحيل الاستاذ محمد عمر وأكتب الأستاذ لأول مرة لانه كان استاذا لى وللكثيرين عرفته قبل 23 عاما وتعلمت منه الكثير.

استاذ عمر أعلم بأنك لن تكلمنى ولن تقرأ كلماتى وأعلم أنك لن تأتينى لكنى أتمنى من كل قلبى أن تعود ولو لثوانٍ قليلة لأقول لك أحبك استاذى وصديقى وعلمك ننتفع به وأديت رسالتك..

استاذى فى ذاكرتى حكايات كثيرة جمعتنا أتلوها على قلبى أواسيه بها حتى لا يقتله ألم الفراق أستاذى وداعا وإلى لقاء قريب فى حياة اخرى سبقتنا اليها.

 

 

 

 

 

 

 

 المعلم .. الغائب الحاضر 

ناصر عبد المحسن

 

لقد غيب الموت أستاذنا ومعلمنا الحبيب الغالى، محمد عمر جسداً، لكنه سيبقى فى قلوبنا، وسيظل بأعماله وحديثه وسيرته نبراساً وقدوة.

فارق الفارس الدنيا، بعد مسيرة عطاء عريضة، ومشوار حياة حافلة بصحافة اخبار اليوم، تاركاً سيرة عطرة..

 

ومهما كتبنا من رثاء، لن نوفيك حقك لما قدمته من علم، وعلمتنا من أخلاق وقيم فاضلة، وغرست فينا حب العلم والمعرفة، ونما فى اعماقنا قيم المحبة والخير والانتماء،انت الان فى مكان أفضل..

رحمك الله واسكنك فسيح جناته وداعا وإلى لقاء بإذن الله. 

 

 

 


 الأب الروحى

مصطفى متولى

رحل الجسد ويبقى الأثر خالدا..

تبقى المواقف والنصائح باقية.. تبقى النفوس حزينة ومهمومة على الفراق.. تبقى العقول غير مصدقة..

رحل الأب الروحى فى هدوء شديد.. رحل بعد أحاديث ونقاشات كثيرة..

رحل بعد مكالمة هاتفية قبل إجراء العملية الجراحية لساعات معدودة..

أصر فيها على عدم ذهابى للمستشفى معه فى الصباح..

عاصرته ٨ سنوات كان ناصحا ومرشدا ومعلما وملهما.. لم يبخل بشىء..

فبابه كان مفتوحا دائما أمام الجميع.. مواقف كثيرة وذكريات لن تنسى بالرحيل..

طبت وطابت ذكراك مدى الحياة أستاذتى ومعلمى وأبى الروحى.

 

وداعا الأب

أسرة خدمات اخبار اليوم

 منذ معرفتنا بالكاتب الصحفى الكبير محمد عمر مدير تحرير أخبار اليوم ونحن نحبه ونحترمه ..

وكان دائما ينادى علينا واحد تلو الاخر لمعرفة اخبارنا  فكان لا يبخل علينا بأى شىء من نصحية وجبر خاطر لنا وكان مكتبه ملجاءاً فى أى مشكلة تواجه أى واحد منا..

وودعنا يوم الجمعة قبل الماضية بعد أن أنهى الطبعة الأولى والبسمة لا تغادر وجهه البشوش..

ولم نكن نعلم أنه سيفارقنا الى دار الحق حتى جاء الخبر ونزل علينا كالصاعقة ودون سابق انذار ..

فرحم الله الاستاذ والاب لنا جميعا وأسكنه الله فسيح جناته والهمنا وأهله الصبر والسلوان.

 

كأنك كنت تودعنا

عبدالواحد سعودى

عرفت الأستاذ محمد عمر- الله يرحمه - منذ ثلاثون عاما فى بداية التسعينيات القرن الماضى .

كنت اعمل سكرتارية للاستاذ إبراهيم سعدة رئيس مجلس الادارة ورئيس تحرير اخبار اليوم فى ذلك الوقت .

كان محمد مثالا للصحفى المتميز فى عمله وقتها كان مندوبا لأخبار اليوم فى رئاسة الجمهورية ثم بعد ذلك كان المحرر البرلمانى لمدة اكثر من عشرين عاما .  وكان سهل التعامل  مع جميع الزملاء .

 كان ساخر دائما بطبعه وكتاباته مثل شخصيته، مر بالكثير من التجارب الصحفية فاصبح يتعامل مع الصحفيين الجدد بمبدأ المعلم فيساعد الصحفيين الذين يلجأون إليه للاستفسار عن اى معلومة..

صباح يوم الجمعة الماضى تقابلنا وتحدثنا عن احوال العمل وكانت لاتظهر عليه اى علامات التعب. وفى آخر النهار تقابلنا مرة أخرى فى صالة التحرير بالدور السادس بالمبنى الصحفى كان شعلة نشاط فى اعداد الاخبار التى ستصدر فى الجريدة صباح السبت يتابع كل كبيرة وصغيرة بابتسامته المعهودة مع كل الزملاء وكانه كان يودعنا.

 

 

«جان بريميير» أخبار اليوم

تميم عزمى

فى عالم السينما يتداول السينمائيون مصطلحا فرنسيا هو «جان بريميير» فى إشارة إلى فتى الشاشة الأول الذى يتمتع بقدر كبير من الوسامة والقبول وتتقدم الموهبة حتما كل تلك الصفات، أشياء انطبقت على أستاذى الغالى «محمد عمر» أو كما يشتهر بـ «أستاذ عمر».

ترتسم فى ذاكرتى تفاصيل أنامل يديه الممسكة بقلمه ليسطر مقالا أو يكتب خبرا بأسلوب رشيق جذاب، وقد آثر أن ينقل لنا جُل خبراته، فأشهد الله أمام الجميع أن الفضل يعود إليه فى إتقانى كتابة الخبر الصحفى، كان «أستاذ عمر».

بمثابة اليدين التى تتلقف المواليد الجدد فى بلاط صاحبة الجلالة، كان بمثابة جواهرجى يزيح الغبار عن المواهب الصحفية لتتلألأ على صدر صفحات أخبار اليوم، فنصب نفسه وعن جدارة ناظرا لمدرستنا، ما يزيد من لوعة فراقه أنه كان دون وداع، كان عنوانا للمرح والبهجة ليتركنا فريسة للألم من دون حتى عناق أخير .. رحمك الله يا أستاذى الغالي.

 

 

 

 

الفارس النبيل

وليد عبيد

فجأة ودون سابق إنذار غادر دنيانا محمد عمر.. أحد أبناء الجيل الذهبى لصحافة الملايين (أخبار اليوم).

استحق القائد هذا اللقب بكل ما يحمله فى طياته من معنى.. فهو أحد القلائل الذين استطاعوا تحقيق المعادلة الصعبة فى صياغة المادة التحريرية.. كان قادرا على توصيل الفكرة المعقدة بأسلوب سلس رشيق.. تحمل النكهة اللاذعة دون أن تخلو من خفة ظل اتسمت بها روحه.

لم يكن من أنصار صحافة الطبطبة وكان قلمه (مرصداً) لكشف التجاوزات.. وأن تكون تلميذا لمحمد عمر فهو وسام شرف لا يدرك حقيقته سوا من عاصره أو تتلمذ على يديه.

ترجل أحد أبطال الرواية الصحفية فى عصرها الذهبي.. تاركا خلفه تاريخاً يدعو إلى الفخر وقلوب يعتصرها الألم.
رحم الله نبيل أخبار اليوم وفارس كلمتها.
 

 

«اللقاء الأخير»

معتز عبد المجيد

رحل فى هدوء لكنه ترك أثرا عظيما فى نفوس المحبين والأصدقاء وتلامذته..

رحل الكاتب الصحفى الكبير محمد عمر الذى لم يكن مجرد اسم من أسماء لمعت فى بلاط صاحبة الجلالة.. لكنه كان بمثابة الأب والمعلم والأخ والصديق..

بسمة دائمة كانت لاتفارق وجهه البشوش..

خفة دم تجعلك تضحك من القلب ولا تمل من جلساته وقبل كل ذلك كان معلما أو «صنايعي» كما نطلق على أساتذتنا الكبار فى بلاط صاحبة الجلالة.. أستاذ «عمر» كان  أحد أهم الصحفيين الذين تعلمت منهم الكثير..

على يديه تعلمت كيف أصنع الخبر وكيف اكتبه..

على يديه تعلمت كيف «انكش» مصدرى للحصول على معلومة اصنع منها مانشيت للجريدة..

ومرت السنين وزادت خبراتى إلى أن توليت فريق إعداد الطبعتين الثانية والثالثة فكان اللقاء الأخير بمكتبه يوم الجمعة قبل الماضية وكما تعودت دائما أن أمر عليه أولا فاستقبلنى بابتسامته المعهودة وقال لى: «رئيس التحرير مبسوط منك علشان مجهودك فى الطبعتين الثانية والثالثة» وتبادلنا الضحكات كالعادة ثم خرجت من مكتبه..

رحلت يا أستاذ «عمر» قبل أن أشكرك على دعمك ومساندتك لكن عزائى هو انك فعلت ذلك دون أن تنتظر كلمات الشكر والثناء..

وداعا أستاذى إلى أن نلتقى مرة أخرى فى دار الحق.

 

فقدت حبيبى الملهم

عمرو شاكر

 نعم هو  حبيبى أنا اكتبها بملء القلم والفم هو أستاذى  الكاتب الصحفى الكبير محمد عمر..

 دقات قلبى لم تتوقف عن سرعتها المتلاحقة حتى وصلت إلى مسامع أذنى منذ أن سمعت تلك الصاعقة أحاول أن أظهر فى ثبات ولكن هناك زلزال بداخلى يكاد أن يطيح بجسدى على الفراش دموعى أحاول أن اتجاهالها ولا أظهرها ولكن من شدة الصدمة تكلبت  فى لحظات الضعف الإنسانية لأنه كان إنساناً بمعنى الكلمة فانهمرت أمام أمى الغالية ولأنى حاولت أن أتعلم منه كيف اصبح قوياً فى الشدائد وأن اقف صلبا أمامها كيفما كان يفعل دائما أمامى رغم أى صعاب ألمت به دون شكوى منه على الاطلاق وأن هذه إرادة الله بأن يسترد وديعته كيفما شاء . 

 

 

الساحر الساخر 

رانيا الزاهد

 سر خفى يجعلك تتعلق بكتاباته وبشخصيته فهو تركيبة فريدة بين المهنية والقدرات الابداعية فى الكتابة وخاصة الساخرة والشخصية القوية، بسهولة تقع أسيرا لسحر شخصيته من أول لقاء.

لم يكن ممن يزينون الكلمات أو يخفون الحقائق ..

قوى، صريح وصارم فيما يتعلق بالعمل وفى الوقت نفسه طيب القلب خفيف الروح وارقى من أن يوصف ببرنس الصحافة..

فهناك نبلاء نادرا ما يجود الزمان بمثلهم ولكن لحسن حظى التقيت به على مدار ١٥ عاما داخل اخبار اليوم. لم يبخل يوما بنصيحة أو معلومة وترك بصمته داخلنا جميعا ..  

وداعا ايها الساحر الساخر.

 

 

ســر الغــرفــة 902

زكريا عبدالجواد

 طرقت باب الغرفة 902 بالدور التاسع بأخبار اليوم، فوجدته جالسًا، بارستقراطية لافتة، على كرسى أنيق، وينظر إلى وردةٍ بديعةٍ تتمايل فى إصيص، يحتسى رشفة تأملٍ من فنجان قهوة، وينفث دخانًا من رأس بايب فاخر جدا، ربما ليستدعى من الأفكار ما يصلح لمانشيت العدد..

كان هذا لقائى الأول مع الأستاذ محمد عمر مدير تحرير أخبار اليوم، قبل سنوات بعيدة، ويومها استقبلنى ببشاشةٍ وودٍ..

وجرنى بأسلوب سخريته «العبقرية» إلى التعرف على أشياء كثيرة فى دهاليز السياسة، باعتباره أحد أهم المحررين البرلمانيين عبر تاريخ الصحافة المصرية..

كان رشيق العبارة، يمتلك قلبًا عفيًا، مهمومًا بقضايا الوطن، ورغم ارستقراطية الرجل، إلا أنى كلما جلست معه أرى فيه إنسانًا طيبًا، بسيطًا جدا، كان يبهج الجميع بقفشاته، فيكتظ مكتبه بضحكات مدوية..

كنت أتأمل شروده وهو يسطر الجمل الصحفية الأنيقة بخطه الرائع، وتوجيهاته لكثير من الزملاء،الذين نهلوا من خبرة تجاوزت أربعين عامًا فى أروقة الصحافة والسياسة، رحل الرجل فجأة، كعادة كل الذين نحبهم، ولم تترك لنا الأقدار شيئًا سوى تذكرهم بكل خير، والترحم عليهم على رجاءٍ بلقاءٍ قريب.

 

أعــز النــاس

عبدالتواب فايد

أيها الموت أعلن أننى أنهزم أمامك فى كل مرة فلقد اعتدت أن تأخذ أعز الناس على القلب وهذه المرة أخذت الأستاذ محمد عمر ..

صاحب الوجه البشوش والقلب الصافى والضحكات الدائمة..

يا سادة الموت حدث قديم يتكرر كل يوم ليؤلم قلوبنا ويدمع عيوننا..

 فقيدنا الغالى الأستاذ عمر كان مدرسة صحفية متفردة بذاته..

كان يستطيع أن يختصر أى خبر إلى أقل عدد من الكلمات دون الإخلال بالمعنى..

لقد كان الأستاذ عمر متفرداً فى ذلك..

رحمة الله على فقيدنا الغالى وألهمنا الله الصبر والسلوان.

 

رحيل بلا وداع

آلاء المصرى

لم يعط لنا القدر فرصة أخيرة للوداع.. ولكن ستظل ابتسامتك الدائمة المرسومة على شفتيك والتى كنت تستقبلنا بها بداية كل يوم خميس فى ذاكرتنا دائما.. سيظل أسلوبك الساخر المختلف فى توجيهانا خلال عملنا حاضرا بقوة داخل أروقة الطابق التاسع.. ستظل خطوط قلمك الحبر «الأحمر» المميز فى تعديل بعض أخطاءنا اللغوية والتحريرية نورا يضىء حياتنا المهنية القادمة..

وستظل كل كلمة علمتها لنا شلالا من الحسنات ينسدل فى ميزان حسناتك.

 

 

 

 

المرح.. الواضح ..الصريح

نهى الهوارى

لم أتخيل يوما مرورى بمكتبك دون أن أراك تقرأ الجرائد كعادتك وتحتسى كوب القهوة، ويشهد الله أنك كنت نعم المعلم، الذى تعلمت على يديه الكثير، كنت يا حبيبى ساخرا مرح واضح صريح، لم تبخل يوما على أحد بنصيحة، قلبى حزين على فراقك ودموعى لا تجف لكنها سنة الحياة لله ما أخذ وله ما أعطى، لن أقول لك وداعا ..

لكنى سأقول: إلى لقاء قريب يا أستاذى العزيز.

 

 

 

 

 

 


 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة