الأحد، 28 أغسطس 2022 - 06:57 م

أعرف العاصمة الليبية طرابلس جيداً، وكنت دائم التردد عليها أيام الحصار الأمريكى المفروض عليها منذ عام 1992، مدينة جميلة وهادئة وشعبها طيب ووقف صامداً فى وجه الحصار.

أعرف شوارعها والفندق الكبير والساحة الخضراء، وكانت هذه المنطقة مكاناً لزيارات كبار السياسيين العرب والأفارقة للوقوف بجوار الشعب الليبي.
أذكر الفريق اول محمد فوزى وسامى شرف وأحمد حمروش وعزت العلايلى وسميرة عبد العزيز وحمدى أحمد ومصطفى بكرى وحمدين صباحي، وغيرهم كثيرين ممن ذهبوا إلى طرابلس مرات عديدة لمشاركة الشعب الليبي.

تذكرت ذلك وأنا أتابع أخبار المعارك الدامية الدائرة الآن فى شوارع طرابلس وسقوط قتلى وجرحى، ولسان حالى يقول: حفظ الله الشعب الليبى من كل شر، فهو لا يستحق ذلك أبداً.

لا أريد الحديث عن الصراع الدائر بين الدبيبة والحكومة المنتهية ولايتها، وباغاشا رئيس حكومة الوفاق، فهذا شأن ليبي، والشعب الليبى قادر على اختيار من يحكمه دون تدخل من أحد.

الميليشيات العسكرية هى الخطر الأكبر، والسلاح فى أيدى كثيرين فى ظل أوضاع يصعب التحكم فيها، إلا إذا سلم الجميع أسلحتهم لجيش عربى واحد يستطيع أن يعبر بالبلاد من نفق الأزمات الخانقة.

الطامعون فى ليبيا كثيرون.. منهم من يريد استمرار الفوضى لتحقيق مكاسبه فى تجارة السلاح، ومنهم من يريد امتصاص المزيد من ثروات الشعب الليبي، ومنهم من يريد تقسيم البلاد.

ولكن موقف مصر الثابت والدائم هو الحفاظ على ليبيا الموحدة، والدعوة إلى الحوار ونبذ العنف وتسليم أسلحة الميليشيات ومنح الفرصة للشعب الليبى لاختيار من يحكمه فى انتخابات حرة ونزيهة.

■ ■ ■
بعد تهنئة وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازى أطرح عليه ما يلي:
أولا: إعلان استراتيجية ثابتة للتعليم تأخذ حظها من الحوار المجتمعى والنقاش المتعمق الذى يصل إلى الوفاق، ومراحل تنفيذها، بحيث لا تتغير مع تغيير الوزراء.

ثانياً: وضع ضوابط مشددة للغش الجماعى يتم الإعلان عنها من الآن، فقد تعشمنا فى التابلت وضع حد لهذه الظاهرة، حتى فوجئنا بالغش الجماعى والعائلي.
ثالثاً: نعم وحسب تصريحكم "التطوير مستمر وفق خطة الدولة، ولكن التنفيذ على أرض الواقع يحتاج إعادة نظر".. وأتمنى أن يكون التنفيذ ليس بطريقة انسف بيتك القديم، ولكن بالاستفادة قدر الإمكان من التجربة السابقة، والتخلص من سلبياتها.

لا أحد يريد أن تستمر الأسر والطلاب حقل تجارب، ولا أن يتغير النظام مع مجيء كل وزير، فالاجتهاد يجب أن يكون له حدود.