عميد وائل الدسوقى أثناء الحوار مع مجلة آخر ساعة
عميد وائل الدسوقى أثناء الحوار مع مجلة آخر ساعة


مدير إدارة الموسيقات العسكرية بالقوات المسلحة: نشارك بـ60 فرقة فى جميع المناسبات داخليًا وخارجيًا | حوار

أحمد دياب

الإثنين، 29 أغسطس 2022 - 02:44 م

إدارة الموسيقى العسكرية من أقدم إدارات القوات المسلحة، فقد أُنشئت فى عهد محمد على باشا 1838م، وكانت تضم فى البداية 3 مدارس، وسميت عقب إنشائها بمدرسة «الطبول والنفخيات والأصوات»، ومع مرور الوقت، حظيت بشهرة على المستوى الدولى والمحلى، وأصبح يتم طلبها للمشاركة فى المهرجانات العالمية من جميع الدول على مستوى العالم.. وتمثل الموسيقات العسكرية منظومة الثقافة العسكرية لتعميق الانضباط والالتزام داخل وجدان المقاتلين ورفع الروح المعنوية، فهى الفن الذى يؤثر على الحواس والعقل ويدخل السرور على السمع ويملأ القلب بالخير والسلام، فالموسيقى لغة عالمية تتعامل بها الشعوب جميعها فالكلمة المنطوقة أو المكتوبة لها دلالة يفهمها العقل بينما على عكس ذلك العبارات والجمل الموسيقية تحرك المشاعر فهى تخاطب الأحاسيس والوجدان، وهذا ما أكده العميد وائل دسوقى، مدير إدارة الموسيقات العسكرية فى حواره التالى.

- متى تم إنشاء الموسيقات العسكرية؟
استخدمت الموسيقات العسكرية منذ القدماء المصريين وتحديدا من القرن الخامس عشر قبل الميلاد فى عصر الملك «تحتمس الثالث» الذى أدخل الموسيقى من أجل شحذ الهمم للجنود أثناء القتال وقديما استخدمت آلتا البوق والطبول فى الموسيقات العسكرية للإنذار عن قدوم أى عدائيات، وبعد ذلك تم إنشاء الموسيقات العسكرية ضمن أسلحة الجيش المصرى والحديث فى عهد محمد على باشا عام 1838، وسميت فى ذلك الوقت باسم مدرسة «الطبول والنفخيات والأصوات»، وأنشئت على هيئة ثلاث مدارس بالقاهرة والخانكة والنخيلة بأسيوط، ومرورا بمراحل عدة نالت إدارة الموسيقات العسكرية تطورا بالغا إلى أن وصلت لشكلها الحالى عام 1920 بإجمالى عدد 29 فرقة موسيقية، ومدرسة الموسيقات وورشة ومستودع إدارة الموسيقات بمستوى فنى عالٍ ومزودة بأحدث الآلات الموسيقية للعمل بالأفرع الرئيسية والجيوش الميدانية والمناطق العسكرية والكليات والمعاهد والقواعد العسكرية.

لها دور بارز فى استقبال الضيوف الرسميين للدولة

- وما دور ومهام إدارة الموسيقات العسكرية حاليًا؟
إدارة الموسيقات العسكرية هى إحدى الإدارات التابعة لهيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة فهى الإدارة المسئولة عن جميع الفرق الموسيقية بالقوات المسلحة من الناحية الفنية والتدريبية والإدارية والتى تقوم بالمشاركة فى جميع المناسبات والاحتفالات القومية والوطنية مثل احتفالات نصر أكتوبر، وأعياد تحرير سيناء، ويوم الشهيد، واحتفالات تخرج طلبة الكليات والمعاهد العسكرية، وحفلات تخرج طلبة معهد ضباط الصف المعلمين، حفلات تخرج طلبة المعاهد الصحية «ذكور وإناث» وتعتبر الموســيقات العسكريـــة مـــيزان الانضــــباط لجميع العروض والفقرات وطوابير العروض العسكرية، كما أنها تشارك بعمل عرض موسيقى بأكثر من ألف عازف خلال حفلات تخرج طلبة الكليات والمعاهـــد العسكريـــة ســـنويا، وللموسيقات العسكريـــة دور هـــام للغــاية فى استقبال الضـــيوف الرســـميين للدولة من الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الدفاع، كما تشترك فى الاحتفالات القومية والمهرجانات وكذلك طوابير التخرج فى الكليات والمعاهد العسكرية.

اقرأ أيضًا

القوات المسلحة توقع بروتوكول مع جامعة الأسكندرية لدعم المنظومة

حصلنا على كأس العالم للموسيقى العسكرية 6 سنوات متتالية

- ماذا عن دور الموسيقات العسكرية التى تُمثلنا فى المهرجانات الدولية بالخارج؟
بداية أحب أن أشكر الدول التى تنظم مهرجانات الموسيقات العسكرية لثقتهم الغالية فى إرسالهم دعوات المشاركة فى تلك المهرجانات عن طريق الأمانة العامة لوزارة الدفاع المصرية، فمنذ عام 1960 يقام كأس العالم للموسيقات العسكرية بمدينة بارى الإيطالية، وكانت الموسيقات العسكرية المصرية فى ذلك الوقت متميزة حيث حصلت على كأس العالم للموسيقات العسكرية 6 سنوات متتالية من عام «1960، 1961، 1962، 1963، 1964، 1966» وبعد فترة انقطاع نتيجة للحروب التى خاضتها القوات المسلحة المصرية شاركت الموسيقات العسكرية المصرية فى مهرجان دول عدم الانحياز عام 1977 بيوغسلافيا والذى قوبل بعاصفة من التصفيق عندما بُدئ فى تقديم العـــروض فى إحــدى الصــالات الرياضـية هـناك، كما شـــاركت بالمهــرجان الدولـــى للموسيقات العسكرية فى أدنبرة باسكتلندا عام 1955 ، وشاركت بالمهرجات الدولية التى تقام بألمانيا خلال الأعوام «2002، 2004، 2006، 2008» الماضية، واستطاع فريقنا أن يهز مشاعر المشاهدين بأنغامه وإيقاعاته ويرسم الابتسامة على وجوه المشاهدين، وشاركت بالمهرجان الدولى للموسيقى العسكرية فى مدينة طرابلس بدولة ليبيا بمناسبة الاحتفال بالعيد القومى عام 2009، ثم توقفت عن المشاركات نظرا للظروف التى مرت بها البلاد اعتبارا من 2011، ثم شاركت فى المهرجان الدولى للموسيقات العسكرية العاشر فى موسكو بروسيا 2017، والمهرجان الدولى الخامس فى الصين 2017 أيضا، وأخيرا فى المهرجان الدولى الثانى عشر فى روسيا 2019 وحصلت على المركز الثانى، والمهرجان الدولى السادس فى الصين 2019، ويتم الاعتذار عن المشاركة فى حالة تعارض المهرجانات مع الالتزامات الرئيسية للقوات المسلحة.

- كيف يتم انتقاء وإعداد وتأهيل العازف الموسيقى؟
عقب الإعلان عن قبول دفعة جديدة من المتطوعين فى صفوف القوات المسلحة يتم إخطارنا بخطاب من هيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة بدفع لجنة متخصصة لمدة شهر بفرع الانتقاء والتوجيه لانتقاء الشباب الجدد من الدفعة المتقدمة للتطوع لصالح إدارة الموسيقات العسكرية، وذلك وفقا لمعايير معينة شريطة ألا يزيد السن عن 17عاما لضمان قدرته على استيعاب المواد الموسيقية المقررة، وأن يكون لديه الرغبة فى تعلم الموسيقى، وأن يكون الطول مناسبا لا يقل عن 170سم، وأن يكون حاد السمع وذلك بقياس قدرته السمعية بجهاز قياس السمع، وأن تكون الشفاه والأسنان سليمة، والأصابع مرنة لسهولة العزف على الآلات الموسيقية المختلفـــة، وأن يجـــتاز كل اختبــار معمول به فى جميع الكليات والمعــاهد الموسيقية لقياس قدرة الفرد على مدى استيعابه لتعلم الموسيقى، وهو عبارة عن 6 أقسام كل قسم به 10 أسئلة بإجمالى 60 درجة تقيس قدرة الفرد فى تمييز الأصوات وتذكر الإيقاعات، وبعدها يتم الدفع بالشباب اللائقين إلى مدرسة الموسيقات العسكرية لمناظرتهم بواسطة لجنة فنية متخصصة لقياس قدرتهم بواسطة البيانو والإيقاع للتأكد من قدراتهم على الالتحاق بالموسيقات العسكرية، وعند قبول الشاب للتطوع بالقوات المسلحة يتم إخطارنا من هيئة التنظيم والإدارة بالأعداد المخصصــة لصـــالح الإدارة، وبعـــدهـا يتـــم التحاقهم بمعهد ضـــباط الصــــف المعلمـــين لتأهيلهم فى فترة التدريب الأساسى، ويتم متابعتهم بصفة مستمرة أثناء فترة الإعداد العسكـــرى، وبعــد انتهــاء فــترة المستجدين والتدريب الأساسى يتم دفعهم إلى مدرسة الموســيقات العسكــرية لاستكمال تدريبهم التخصصى الذى يتم فيه تعليم الأساسيات وقواعد ونظريات الموسيقى طــبقا للمناهـج المخصصــة من «تدريب سمعــى، صــولفيج، هارمــونى، أداء آلـــى»، وبعــد فــترة الإعداد العسكــرى يتـــم تأهــيل الطلبــة الموسقيين بمدرســة الموســيقات التى تؤهلهــم للعمـــل بصفوف ســـلاح الموسيقات العسكــرية عن طريق المعلمين والملحنين ونخبة من أساتذة الكليات والجامعـــات المصــريــة، كمــا تقــوم الإدارة بالتعاون مع أكاديمية الفنون ومعهد الكونسرفتوار ومعهد الموسيقى العربية فى تأهيل رجال الموسيقات العسكرية ورفع المستوى الفنى والأداء لهم، وهذا يعد إعجازا أن يتعلم الفرد كل فنون العزف الموسيقى خلال سنتين فقط بعيدا عن حياته العسكرية مقارنة بأولياء الأمور الذين يهتمون بأبنائهم منذ نعومة أظفارهم لتنمية موهبة العزف الموسيقى.

- كيف يتم اختيار الأغانى والموسيقات العسكرية فى المناسبات الوطنية؟
يتم اختيار العمل الفنى الذى يلائم المناسبة الوطنية مثل «احتفالات أكتوبر، أعياد تحرير سيناء، يوم الشهيد، تخرج الكليات والمعاهد العسكرية» من خلال المكتبة الفنية بإدارة الموسيقات، حيث يتم انتقاء الأغانى والأناشـــيد الوطـــنية والمارشـــات العسكرية التى تناسب الحدث وإعادة صياغة وكتابة النوت الموسيقية على الحاسب الآلى بالطرق الحديثة وتوزيــع اللحــن للآلات الموسيقية المختلفة وتوزيعها على أفراد الفرقة الموسيقية لأداء العزف سواء من الحركة أو من الثبات، أما بالنسبة للأعمال الفنية التى ترسلها إدارة المهرجانات الداعية لفريق الموسيقات فإنها ترسل النوت الموسيقية للأعمال المراد تنفيذها بواسطة إدارة المخابرات الحربية «فرع الملحقين العسكريين» ثم يتم توزيعها على الأفراد الموسقيين للتدريب عليها.

- ماذا عن مشاركة الموسيقات العسكرية فى الاحتفالات والمناسبات القومية؟
تعـــتبر الموســيقات العسكـريـة مـــيزان الانضـــباط لجمـــيع العـــروض والفقــــرات والأناشــيد التى تتضمنها احتفــالات تخــرج الكليات والمعاهد العسكرية، تتميز الموسيقات بعمل تشكيلات حركية بأكثر من ألف عازف فى العروض العسكرية، والموسيقات العسكرية تقوم بأداء مشرف ومظهر انضباطى رائع أثناء تشكيل اللوحات والأشكال الخاصة بفقراتهم التى تنال إعجاب كل من شاهدهم، ووصلت الموسيقات العسكرية إلى مستوى عالٍ من الاحتراف، وأصبحت تطلب فى الاحتفالات والمناسبات العالمية، كما تشارك فى حفلات دار الأوبرا المصرية كنوع من التعاون الثقافى والمعرفى مع الجهات المدنية.

- وماذا عن التعاون الثقافى بين الموسيقات العسكرية المصرية وبين دول العالم؟
ترحــــب الإدارة بالتعـــاون مــــع الـدول الصديقة والشقيقة، ومـــن أهــــم الزيارات زيارة دولة الصين مؤخرا حيث إنها أرسلت فرقة موسيقات عسكرية لعزف مشترك أثناء احتفالهم بالأســبوع الثقافى للعروض العسكرية الصــينية بمصــر، بالإضــافة إلى زيارة رئيس أركان قوات الدفاع برواندا لإدارة الموسيقات العسكرية المصرية عام 2018، كما تقوم مدرســة الموسيقات العسكرية بتأهيل الـوافـــدين من الدول العـربـيـــة والأفـريقـــية الصــديقــة مـــن خـــلال الدورات التدريبيــة المختلفة فى مجال الموسيقات العسكرية.

مدرسة الموسيقى العسكرية.. 3 أقســــــام وتدريب متطور لتصبح عازفا ماهرا

مدرسة الموسيقى العسكرية.. صرح عملاق وضخم يدار بشكل حرفى ودقيق وفق أحدث الأساليب العالمية، لديهم من الأبطال الفخورين بعملهم، يعلمون جيدا ما يقدمونه للوطن فى الداخل والخارج، ويسعون لتطوير أنفسهم، ويقدرون فرحة كل أفراد الشعب المصرى العظيم بهم، مما يدفعهم للتدريب أكثر، للظهور بالشكل المشرف الذى يليق بهم وبالقوات المسلحة.

كان لـ«آخرساعة» جولة للتعرف على تاريخ الموسيقات العسكرية عبر مراحل هامة وتاريخية يجب إلقاء الضوء عليها قبل الغوص فى سحر الموسيقى.. بعد فترة تدريب الطالب بمعهد ضباط الصف المعلمين يلتحق بمدرسة الموسيقات العسكرية، وفيها يتعلم الشق الفنى الذى يؤهله للانضمام لإحدى فرق الموسيقات العسكرية، ويكتسب الفرد العازف بالموسيقى العسكرية خبرته عبر طرق تعليمية كثيرة، من تدريب مستمر بشكل نظرى، ثم التدريب فى قاعات تدريب متطورة بشكل حديث، ثم التدريب فى البروفات الخاصة بالمناسبات، وبعدها إشراكه فى المناسبات العامة والخاصة.. وتضم مدرسة الموسيقى العسكرية 3 أقسام، منها القسم الإعدادى، ويتم التدريب فيها على المناهج بشكل نظرى، ثم القسم المتوسط ويتدرب فيه ويتخصص العازف على الآلة الموسيقية التى تتناسب مع صفاته ويتعلم العازف على السلالم الموسيقية، ثم القسم النهائى، ويتعلم فيها المراسم والمارشات والسلام الوطنى، وأخيرا العزف من الحركة، وهو أصعب خطوات العزف فى التعليم والتدريب.

كما تضم إدارة الموسيقات العسكرية العديد من الفرق منها فريق «الآلات الخشبية» وفيها آلات مثل «الفلاوت والبيكالو والأبوا والناى والقرب والفاجوت وكلارنيت والساكسفون»، كما تضم فريق الآلات النحاسية، وفيها آلات «الترومبا والفرنش هورن والترمبون والبريتون والباص تيوبا واليوفنيم»، وأيضا فريق «آلات الإيقاع»، وتضم «طبل النقارية والطبل الكبير والطبلة العسكرية الجانبية والكاسات والجونج والرق والمثلث والأكسيلفون والأجراس الأنبوبية»، بالإضافة لفريق «الآلات الوترية» ويضم «الكمان والفيولنسيل والكنترا باص».

ويوزع العازفون فى إدارة الموسيقات العسكرية، كل على الفرقة التى تليق مع قوامه الجسمانى، وكذلك تقبله لساعات التدريب، ولكل فرقة منها استخدام خاص، فمنها ما يكون فى المناسبات العامة وبعض منها لحفلات العشاء للضيوف الرسميين بالإضافة للفرق التى تشارك فى المناسبات الكبيرة، مثل حفل تخرج الكليات العسكرية، والتى يحضرها رئيس الجمهورية، والشخصيات العامة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة