الثلاثاء، 30 أغسطس 2022 - 07:21 م

كنا فى شبابنا من عشاق «بورسعيد» نحرص على السفر إليها كل فترة للتسوق وشراء الملابس والأدوات الشخصية المستوردة بأسعار بسيطة أو كما يقولون «بتراب الفلوس».. ففى أول يناير عام ١٩٧٦ تغيرت خريطة المنطقة وصدر قرار بتحويل المدينة الحرة إلى منطقة تجارة وسوق لكل منتجات الغرب التى كنا نسمع عنها فقط وعلى رأسها ملابس «الجينز» والأدوات المكتبية والمنزلية والشخصية.

كانت بورسعيد تجربة مصرية رائعة اعتمدت فى مرحلتها الأولى على الاستيراد من الخارج.. ومنذ أعوام مع تولى الرئيس السيسى تغيرت الخريطة لتنهال الأيدى المصرية وتحول أرضنا الطيبة والرمال الصفراء إلى أرض خضراء وقاطرة للتنمية بالمشروعات والمحاور التنموية والقلاع والمناطق الصناعية التى وصل عددها إلى أربعة والتحول من الاستيراد إلى إنتاج الملابس الجاهزة وتصديرها.. بالإضافة إلى أن العديد من السفن السياحية تأتى إليها لقضاء «سياحة اليوم الواحد» بما يؤدى إلى زيادة الدخل وتنشيط الحركة التجارية.
يضم ميناء الخديو سعيد مدينة «أفرو آسيوية» وهى بورفؤاد التى تحولت من حى إلى مدينة بقرار رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف فقد أنشئت كمدينة عام ١٨٥٩ وكانت تسمى «عموم القنال» وظل تاريخها مرتبطا بالأحداث الوطنية ودورها أثناء الاحتلال البريطانى.. وعاش أبناؤها ملاحم البطولة أثناء العدوان الثلاثى وبروز دور «البورسعيدى الفدائى» واتخذ من يوم زوال المعتدين فى ٢٣ ديسمبر عيداً قومياً.
يحيط ببوابة قناة السويس من الشرق «شمال سيناء» ومن الجنوب «الإسماعيلية» ومن الغرب «دمياط» وتطل على واحدة من البحيرات الرائعة التى تعكف الدولة على تطهيرها وبها سبعة أحياء رئيسية هى الشرق والعرب والمناخ والضواحى والجنوب والزهور والغرب، بالإضافة إلى المدينة الرائعة بورفؤاد التى تحافظ على جمالها ورونقها وأصالتها.

وقد نص القانون على حق الامتياز فى المعاملة الجمركية للمدينة الحرة ما تسبب فى انتعاش اقتصادى وتتميز بمناطق الجذب السياحى منها المتحف القومى ويضم حوالى ٩٠٠٠ قطعة أثرية من كل العصور والحربى وبه بعض القطع الحربية والأسلحة التى كانت تستخدم فى حروب ٥٦ و٦٧ وتحقيق النصر فى أكتوبر ٧٣ وهناك أيضاً كنز وهو مبنى هيئة قناة السويس وبه مقتنيات أثرية ولوحات زيتية تعود تاريخها إلى حفر القناة وإنشاء الهيئة.. والفنار القديم الذى أنشئ عام ١٨٦٩ ويعد أول بناء خرسانى فى العالم وهناك جزيرة «تنيس» التى تبعد حوالى ٩ كم فى بحيرة المنزلة ويمكن الوصول إليها باللنشات.. ولا ننسى أن مياه بورسعيد شهدت إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات.. إنها حقاً مدينة التاريخ والجمال.