ميرفت شعيب
ميرفت شعيب


ميرفت شعيب تكتب: المستريحون

ميرفت شعيب

الأربعاء، 31 أغسطس 2022 - 07:07 م

ما بين فترة وأخرى تنشر الصحف أخباراً عن القبض على مستريحين جدد قاموا بجمع ملايين الجنيهات من الناس لتشغيلها فى أنشطة متعددة ووعدوهم بصرف أرباح ضخمة يسيل لها لعاب المواطنين وتزيد عن أرباح البنوك وتوفير البريد . والواقع أن هذه الظاهرة انتشرت وتفاقمت بشكل كبير ولافت وتحتاج إلى دراسات تتضمن لقاءات مع الضحايا لمعرفة دوافعهم وأسباب انسياقهم وراء هذه الأوهام رغم أن هذه الظاهرة الخطيرة بدأت فى الثمانينات مع قضية الريان الشهيرة الذى جمع ملايين الجنيهات من أناس ينتمون لمختلف الطبقات ومنهم مسئولون بمراكز مرموقة ولم يكن الريان موضع شك منهم وكان يسدد لهم الأرباح الشهرية من أموالهم وبعد القبض عليه ضاعت الأموال وخربت بيوت ومات بعضهم كمداً وحزناً على ضياع مدخراته وتحويشة عمره وسقط آخرون فريسة للأمراض وكان الفقر والعوز مصير الجميع ولم يكن سجن الريان كافيا لشفاء جروح ضحايا الثقة فى الريان والطمع فى المكسب السهل السريع ولم يعتبروا سحب أرصدتهم من البنوك وبيع مصوغات الزوجات كلها كانت مقامرة على المستقبل، حتى المصريون العاملون فى الدول العربية وضعوا مدخراتهم عند الريان وكان الزحام عليه شديداً وبحث البعض عن واسطة من أحد معارف الريان ليقبل ويأخذ أموال الضحية الذى انقلبت أفراحه إلى أحزان وصدمة عمت المجتمع كله ولم يتصور أحد أن تعود ظاهرة تشغيل الأموال مرة أخرى وكان أشهرها قضية المستريح فى إحدى المحافظات ونسبت إلى اسمه كل القضايا المتشابهة وظل الناس ينجرفون إلى النصب باسم توظيف الأموال رغم أننا نعيش فى عصر السوشيال ميديا حيث تتدفق المعلومات الصحيحة والمغلوطة وحيث تناقش وسائل الإعلام كل الظواهر السلبية ولابد أن يدرس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية ظاهرة توظيف الأموال والعزوف عن الادخار فى البنوك التى تضمن فوائد حلال ومضمونة وأن تتضمن الدراسة آراء ضحايا توظيف الأموال ليبرروا أسباب لجوئهم لهذا النمط من التوظيف الذى لا يخلو من المغامرة والذى يعتمد على الثقة ولا يعتمد على المستندات التى تضمن الحقوق حتى لا تضيع ملايين الجنيهات من المدخرات المفروض أن يتم تشغيلها فى مشروعات تخدم التنمية بدلا من أن تضيع فى النصب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة