الخميس، 01 سبتمبر 2022 - 07:37 م

كتب: محمد طلعت

في كل بيت من بيوتنا، قاتل يتربص بنا في صمت، نغذيه كل لحظة، فيكبر وينتشر، حتى يأتي اليوم الذي يفتك فيه بضحاياه أمام عيوننا، ثم نجلس والندم يملأنا لنفكر كيف حدث ذلك ولماذا تركناه يفعل ذلك دون أن نقف أمام الأسباب التي أدت لتلك النتيجة لكن في السطور التالية سنحاول الإجابة على ذلك السؤال خاصة ولازلنا في فصل الصيف حيث ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة.

حريق ضخم يلتهم محتويات مبنى بالكامل والسبب ماس كهربائي، بالتأكيد كل شخص قرأ أو سمع عن حادثة بنفس ذلك المعنى خلال الفترة الأخيرة حتى كاد الأمر أن يصبح ظاهرة، بها من المآسي الإنسانية ما لا تستطيع الكلمات أن تعبر عنها مهما حاولنا، آباء فقدوا أطفالهم وضاع مستقبلهم في لمح البصر، وأطفال تيتموا واصبحوا دون سند لهم أو مأوى في الحياة، هؤلاء الضحايا الذين ارتقت أرواحهم لا ذنب لهم على الاطلاق لكنهم تواجدوا في المكان والوقت غير مناسب فكانت نهايتهم الاليمة، لكن كيف نستطيع تجنب مثل هذه الحوادث حتى لا يسقط ضحايا جدد بسبب الماس الكهربائي، ذلك السؤال طرحناه على عدد من خبراء الدفاع المدني والسلامة فكانت روشتتهم في عدة نقاط؟

اول نصيحة واهمها تأتي في اللحظة التي يقرر فيها شخص ما شراء أسلاك ومعدات كهربائية لكي يستخدمها في منزله، فالثقافة العامة لدى كثير منا في ذلك الشأن تتجه مباشرة لشراء المنتجات الرخيصة الأقل ثمنًا وذلك لأسباب كثيرة، وبالطبع تلك الأسلاك لكي يتم بيعها بتلك الاسعار البسيطة يتم استخدام خامات رديئة مضروبة يتم تصنيعها في مصانع غير مرخصة أو كما تعرف بمصانع بير السلم وهى اماكن تكون بعيدة عن أي رقابة أو جهات الجودة المسؤولة عن متابعة المنتجات ومعرفة مدى صلاحيتها للاستخدام.

تلك الأماكن التي يتم فيها تصنيع المنتجات الرخيصة المقلدة تكون في أغلب الوقت بمناطق عشوائية قد تكون هى الأخرى معرضة لمخاطر كثيرة لأن تلك الأماكن بكل تأكيد غير مجهزة لانتاج مثل هذه المعدات ولذلك شاهدنا وقوع حرائق ضخمة خلال السنوات الماضية في أماكن تصنيع غير مرخصة.

اقرأ أيضًا

محافظ الإسكندرية: عودة « كارفور» للعمل بإستثناء مكان الحريق | فيديو

هذه البضائع لها زبائن يرغبون بها لأسباب اقتصادية وهى الاكثر انتشارًا في الاسواق العشوائية فإذا ذهبت للعتبة على سبيل المثال ستجد اغلب المنتجات مقلدة ومضروبة وليس لها مصدر محدد والتي هى الأرخص في مصر كلها ولها سوق ضخمة ورواد يتسابقون على شراء مثل هذه المنتجات ويتم استخدامها في المنازل سواء كانت اسلاك كهربائية أو معدات ورغم ما تقوم به وزارة الداخلية من حملات ضخمة للقضاء على هذه المنتجات المغشوشة والتي يتم خلالها ضبط عشرات المصانع غير المرخصة والتي يتم فيها انتاج مثل هذه المنتجات إلا أن الربحية الضخمة التي تأتي من مثل هذه المنتجات تجعل آخرين يدخلون لمثل هذه الصناعات المقلدة وهو ما يجعل الأمر مستمرًا وجهود الداخلية مستمرة في القضاء على هذه المنتجات المقلدة والمضروبة.

خاصة أن تلك المنتجات عندما تدخل المنازل تكون بداية الخراب لأنها معدات غير مطابقة للمواصفات وبالتالي عند تركيبها يزداد خطر الماس الكهربائي في المنزل لذلك عند شراء الأجهزة الكهربائية التي سيتم وضعها في المنزل يجب التأكد من سلامتها ومراجعة كل أسلاكها ومعرفة هل مرت بكل إجراءات السلامة وفقا لما هو مكتوب في بياناتها، أيضا من النصائح المهمة التي نصح بها خبراء السلامة والدفاع المدني استخدام اسلاك ملائمة وعدم الاستسهال بالحصول على اسلاك رخيصة لذلك يجب أن يتم مراجعة كل هذه الأمور بكل دقة حتى ننهي هذه الظاهرة المهلكة ونحافظ على أرواح المتواجدين في المكان.

صيانة دورية
كذلك من النصائح المهمة التي وضعها خبراء الحماية والسلامة الصناعية للحفاظ على أماكن الإقامة أو العمل هى الصيانة الدورية والاهتمام بها هو العامل الأساسي لكي نتجنب الانفجارات والحرائق حيث يجب على كل شخص سواء كان في منزله أو مسؤول في مكان عمل أن يضع خطة سنوية للصيانة تكون مرتين في السنة أولها في بداية فصل الشتاء والأخرى في بداية فصل الصيف لأن كل فصل فيهم يحتاج لخطة صيانة معينة للأجهزة وخاصة لأجهزة التكييف والتي تعتبر من أهم أسباب الحرائق في الفترة الأخيرة لكثرة استخدامها بسبب التغير المناخي وارتفاع درجات حرارة الأرض بصورة كبيرة تجعل الأجهزة التي يتم ضغط عملها في حاجة لصيانة دورية ولذلك إذا لم تكن هناك صيانة بصورة دائمة بالتأكيد هذه الأجهزة ستتلف ويمكن أن تكون سببًا رئيسيًا في حوادث الماس الكهربائي كما حدث في كارفور الإسكندرية أو في حادث كنيسة ابو سيفين بإمبابة كما ذكرت النيابة العامة في بيانها.

أما النصيحة المهمة لاي شخص يكون في مكان ما ولاحظ انبعاث رائحة حريق أو وجدت شرارة كهربائية فيجب على الفور أن يقوم بفصل التيار الكهربي بالكامل عن المنزل وعدم إعادة التيار إلا بعد معاينة المكان الذي أتت منه الرائحة من قبل متخصص حتى لا يتفاقم الأمر لأنه كما يقال فإن أغلب الحرائق تتم من مستصغر الشرر ولذلك عدم الاهتمام وترك الأمر دون تحرك سريع يؤدي لتفاقم الأمر وإشعال حرائق ضخمة، ولزيادة الامان يحب أن يتم وضع أجهزة إنذار الحريق حتى يتم التنبيه لمالكي البيت من وجود حريق في المكان حتى لا يتفاقم الوضع وهذا أمر مهم لكن في أغلب المنازل المصرية لا يتم وضع مثل هذه الأجهزة وهو أمر في غاية الخطورة وليس ذلك فقط بل إن اماكن العمل نفسها في أغلبها تكون أجهزة إنذار الحريق غير مفعلة وإذا وقع حريق لا تنبه أحد على الاطلاق قبل وقوع الحادث وهو ما يتسبب في زيادة أعداد الضحايا.