جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

أوروبا لم تعد تتحمل!!

جلال عارف

الأحد، 04 سبتمبر 2022 - 07:06 م

فى وقت تحتشد فيه دول أوروبا لمواجهة أزمة الغاز والنفط بعد أن قطعت روسيا الامدادات البترولية عنها.. جاءها جرس الإنذار الأكبر مما كانت ومازالت تخشاه.. خرج ٧٠ ألفا فى العاصمة التشيكية «براج» فى مظاهرة حاشدة ترفع شعارات تطلب من الحكومة ان تكون أولوية اهتمامها ما يعانيه الشعب التشيكى قبل الاهتمام بأوكرانيا!!


دول أوروبا بذلت جهداً كبيراً لتخطى الأزمة. قامت بتخزين نسبة كبيرة من احتياجاتها للشتاء، واتخذت إجراءات لترشيد الاستهلاك.. لكن الأزمة باقية لأن أسعار الغاز ارتفعت بما يقرب من ٥٠٠٪ بالإضافة الى أن الغاز الروسى كان يصل بعقود طويلة الأجل وأسعار تقارب نصف الأسعار العالمية قبل الأزمة، والنتيجة التهاب الفواتير التى يدفعها المواطن والآثار السلبية على الاقتصاد مع انخفاض إنتاج المصانع وتأثير ذلك على سوق العمل.


ولهذا تخشى أوروبا أن تكون احتجاجات «براج» مجرد بداية فالحقيقة أن العبء ثقيل، وسياسة العقوبات الاقتصادية التى فرضت على روسيا ربما كانت نتائجها أسوأ على أوروبا.


 روسيا - رغم قسوة العقوبات - حققت فائضا فى موازنتها خلال الشهور الستة الاولى من هذا العام بأكثر من ١٨٠ مليار دولار بسبب ارتفاع أسعار الغاز والبترول.


بينما أوروبا ستطفيء الأنوار وتخفض ساعات العمل بالمصانع لتعبر الشتاء القاسي، وتتحسب كل حكوماتها لتأثير الارتفاعات الهائلة فى الأسعار على  المواطنين. اللعبة أصبحت خطرة.. مازالت غالبية شعوب أوروبا ضد الحرب ومع دعم أوكرانيا ـ لكنها تريد حلاً سريعاً ينهى القتال وينهى ايضا معاناتها، وتخشى من التوجه الأمريكى نحو حرب طويلة تستنزف روسيا لكنها أيضا تستنزف أوروبا بأكثر مما تتحمل.
 مظاهرات «التشيك» تدق بقوة أجراس الإنذار، وهى بالتأكيد لن تكون الأخيرة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة