محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد


الخروج عن الصمت

مهارة الرقص

الأخبار

الأحد، 04 سبتمبر 2022 - 08:22 م

محمد عبدالواحد

من يجيد فن الرقص هو من تعلمه منذ الصغر أما من يحاول أن يتصنعه على كبر فيفتضح أمره ويصبح غير متزن ويخجل من أمر نفسه، هكذا حال شابين تزاملا منذ الصغر فاحدهما كان أبوه حلاق القرية والآخر أبوه عامل بسيط كل منهما غرس غرسته فى ابنه فابن الحلاق اكتسب مهارة الفهلوة واختراع القصص من أبيه وكيف يباع للزبون شىء وهو يدرك تماما انه لا يعود عليه بأى فائدة ولكن مهارته جعلت الزبون شغوفا لشرائه.. وابن العامل اكتسب من أبيه الالتزام والصمت وإتقان عمله لإرضاء ربه حتى يبارك الله له فى القليل.


وفى كتَّاب القرية يصبح ابن الحلاق «الألفا» على زملائه بفهلوته لأنه أكل أذُن الشيخ فجعله عينه التى يرى بها وتمضى الأيام ويصبح ابن العامل إمام المسجد الكبير فى القرية وابن الحلاق يعود من القاهرة بعد أن اختفى وسط اضوائها سنين بسيارة اجتمع عليها صبيان وشباب وشيوخ القرية حتى يبصروا أمر صاحبها ولما عرفوا انه فلان انزوى البعض يتمتم: ماذا حدث يجعله فى هذه الهيئة التى عليها؟ والبعض الآخر أخذ يمتدحه ويثنى على ذكائه وسرعان ما تغيرت الأحوال وتبدلت وأغلق الأب صالونه أو منتداه الذى كان يجتمع فيه الصغير قبل

 

الكبير لمعرفة آخر الأخبار وأصبح الأب يمتلك كل شىء يباع فى القرية وانتهت سيرة الحلاق وأصبح البيه وابنه مقصدا لأهلها لقضاء حاجاتهم فهو عندما يزورها يكون فى صحبته علية القوم.. وكعادة أهل القرى عندما تكون فى حضرة أمامهم يبادرونه بالأسئلة يا مولانا كلاكما كان فى القاهرة فأنت عدت خالى الوفاض وكل ما تملكه هى وظيفة الإمام وصديقك عاد ومعه كل الخيرات لأهله وأهل بلده.. ويأتيهم رد الإمام: من يمتلك رضا ربه يمتلك كنوز الدنيا.. ويباغته أحدهم بسؤال آخر: يا مولانا تريد أن تقول ان فلان بيه جمع أمواله من حرام؟ ويأتيهم رد الإمام: انا لا أتهم أحدا ولا أعلم الغيب حتى أقول ان هذا فى الجنة وهذا فى النار، كل ما أمتلكه هو الإرشاد وتوضيح دروب الحلال من الحرام.. وما يبقى من الدنيا إلا رضا ربه فمهما رقصت وزينت لك الدنيا فاعلم أنك ستدفن بفنك ومهارتك وستبقى وحيدا تتمنى يوما أن تعود وتبقى ولو للحظات فى طاعة الله وينقضى أجلك.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة