صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أحمد عبدالباقى.. الصعيدى الأصيل.. والإنسان الجميل

آخر ساعة

الأربعاء، 07 سبتمبر 2022 - 04:22 م

كتب: شوقى حامد

مشوارى فى بلاط صاحبة الجلالة زاخر بالمواقف حاشد بالأحداث ملىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طال لأكثر من أربع حقب زمنية.. فقد استحق التسجيل واستوجب التدوين.. وعلى صفحات «آخرساعة» أروى بعضا من مشاهده.

لم تغيره الأزمان، ولم تبدله المواقع، ولم يتخل عن مكارمه الفطرية، أو يجـــــارى التقــــاليد القاهرية، فهو الصعيدى الطيب الوديع المخلص الوفى الحريص على مبادئه الأخلاقية والتمسك بمقومــــاته المبدئيـــــة، المحافظ على سلوكياته التربوية، المجتهد المثابر المناضل المواصل لمشواره الرياضى لاعبا فمدربا فمشرفا على أكاديميات الكرة الذى لا يفتأ يمضى جــــل وقته بين الصبية الموهوبين التى يتواردون عليه ويحتاجون لعيون خبيرة تصقلها وأفهام واعية تطورها وعقول مؤهلة ترعاها وأيادٍ أمينة تأخذ بيدها وتنتقل بها إلى الصفوف الأولى لتنعم بالنجومية التى تنشدها.

اقرأ أيضًا

فتحي مبروك: مشاركة "أفشة" أمام إثيوبيا ضرورية 

وأحمد عبدالباقى ـ أبو جليجة ـ من مواليد  محافظة المنيا مركز أبوقرقاص فى أول فبراير عام ١٩٥٢، ومارس كرة القدم ككل أبناء بلدته فى الشوارع والميادين، وعندما شب عوده ونضج قوامه انضم إلى نادى ناصر بالمنيا وكان يلعب كقلب دفاع يوم أن كانت الطرق الدفاعية تخصص لهذا المركز من يملك مقومات بدنية طيبة ويتحلى  بالسرعة الفائقة ويتعامل مع الكرة بكلتى قدميه علاوة على القدرة على اللعب بالرأس والوثب العالى، أطلق عليه الخبراء أبوغيده الصعيد حيث كان الفلسطينى فؤاد أبوغيده يحتل هذا المركز فى الفريق الأول للأهلى، وكان يتألق فى الدفاع عن مرماه ويتعملق  فى الحد من مواجهة فريقه أية خطورة من مهاجمى المنافسين، التقطته العيون الخبيرة من كشــافى الأهـــلى وقدمته لأبـــــو الأشبال مصطفى حسين الذى لم يتردد فى ضمه وليحتل مكانة أساسية فى فريق تحت ٢١ سنة عام ١٩٧١، لم يهنأ عبدالباقى باللعب مع أقرانه ولو لموسم وحيد حيث لمحه المجرى المحنك هيديكوتى فقرر تصعيده للكبار ليلعب مكان الأفذاذ هانى مصطفى وفتحى مبروك ويشارك المشاهير أمثال صفوت ويونس وعبده والخطيب وشطة، واختار مستر كوتى لعبد الباقى مركز الباك رايت للاســتفادة من سرعاته الفائقة وتمــــريراته العــــرضيـــة الدقيقة وكــــذلك ليســـــهم فـــى التكملــــة لتعــــزيز الهجمـــــات والتســـــديد بالرأس، ولم ينتظر طويلا ليعلق الشارة الدولية فقد تم اختياره ضمن عناصر المنتخب، حيث كان معظم عناصر الأهلى هى التى تشكل القوام الأساسى له، لا ينسى كابتن عبدالباقى إسهاماته العديدة فى الحصول على بطولات مع فريقه والمنتخب غير أنه يعتز بصفة خاصة بهدفه فى مرمى مونشن جلادباخ عندما تعادل  مع الأهلى ٢/٢،  ولأنه نهل من تجارب الآخرين واتعظ من مزاملتهم والوقوف على أحوالهم قرر ترك الملاعب الخضراء وهو فى قمة مستواه الفنى وقبل أن تهجره المستديرة اللعوب، واتخذ القرار الصعب فى عام ٨١ وامتهن التدريب لفترة فى دولة الإمارات ثم استقر فى قطاع الناشئين بالأهلى، ولطالما اهتممت بلمسات وتحركات وأداء أحمد عبدالباقى وهو لاعب، غير أننى لم أتعــرف عليه شـــخصيا إلا منـــــذ فـــترة قصيرة وكنت أصلى فى مسجد النادى حيث أرافق حفيدى وهو يتعلم فنون الكرة فى ناشئى الأهلى، ووجدته بجوارى فصافحتــــه وهالنــــى عنــــاقــه الصـــادق وترحابه الــــوفى، ولم أشـــأ أن أرهقـه أو أطالبه بمتابعة حفيدى غير أن أصالته ونقاءه، ووفاءه وأخلاقياته العالية سأل عنه ووصل إليه رغم أعدادهم الكبيرة وظل يتابعه ويشجعه لفترة طويلة، هكذا أحمد عبدالباقى الرجل الأصيل والنبتة الثرية الغنية العفية التى يندر وجودها فى تلك الأيام.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة