الأربعاء، 07 سبتمبر 2022 - 05:50 م

إذا كانت أعباء الديون الخارجية تمثل حملاً ثقيلاً على موازنة الدولة المصرية التى تمر بمرحلة إعادة بناء شاملة أشاد بها الجميع، فلماذا لا يشارك القادرون، لن أقول بالتبرع ولكن بسداد ما عليهم من التزامات ضريبية ومجتمعية حتى نجتاز هذه المرحلة ـ المعركة ـ الصعبة.

كلنا نتذكر الدور الوطنى والتاريخى الرائع لسيدة الغناء العربى السيدة أم كلثوم بعد هزيمة 67 وكيف بدأت بالتبرع للمجهود الحربى لاستعادة الأرض وتحريرها من المحتل، تبرعت بأموالها وأغلى ما كانت تملكه من مجوهرات، بل وطافت عواصم العالم لإحياء حفلات وجمع تبرعات يوجه كل عائدها للدولة المصرية، مما دفع غير القادرين والبسطاء للتبرع لهذا الهدف المقدس.

ما دفعنى لهذه القضية هو إعلان أحدث بيان عن أعداد المتهربين من سداد ما عليهم من ضرائب وقد بلغ تعدادهم ٣٩٢ ألف متهرب ووصلت التقديرات المستحقة عليهم ٦٥٢ مليار جنيه «مستنديا»!!

أين الدور المجتمعى للفنانين الذين صنعت مصر نجوميتهم محليا وعربيا وحققوا مكاسب طائلة لم نسمع عن فنان أو فنانة تبرع أو ساهم فى تخطى الأزمة الاقتصادية، عشرات الفنانين يتقاضون الملايين من الجنيهات والدولارات، حتى أن فنانة شابة لم تظهر لها بصمة فنية طلبت أربعة ملايين دولار للظهور فى قناة فضائية عربية تبث من القاهرة مقابل لقاء لا يتعدى الساعة، ولم توافق القناة إلا على مليون دولار فقط! وفشل الاتفاق!

المطربون والمطربات الذين حققوا الملايين من الجنيهات والدولارات من الحفلات الصيفية التى وصلت قيمة التذكرة عدة آلاف من الجنيهات وحفلات داخلية وخارجية طوال العام وعلى مدى تاريخهم حققوا عشرات بل مئات الملايين ولم يقدموا جنيها واحدا تبرعا حتى ولو لمشروع خيرى أو اجتماعى ومنهم من هو متهرب من أداء الضرائب!!

لاعبو كرة القدم الذين ارتفعت دخولهم بشكل يفوق الخيال وتخطت عشرات الملايين من الجنيهات والدولارات لموسم رياضى أو أكثر، أين دورهم الوطنى فى سداد الضرائب أو التبرع! ونستثنى منهم النجم العالمى محمد صلاح.

أما رجال الأعمال الذين حققوا ثروات ضخمة وأودعوها فى الخارج ولا يكفون عن الحديث فى مجالسهم عن خسائرهم وتناسوا موقفهم من سداد الضرائب ودورهم المجتمعى!!