شكري رشدي
شكري رشدي


شكري رشدي يكتب: من يبيع ضميره يبيع وطنه

شكري رشدي

الأربعاء، 07 سبتمبر 2022 - 06:29 م

فى يوم من أيام السبعينات من القرن الماضى زار جنرال أحد قادة الثوار الفيتناميين عاصمة عربية توجد فيها بعض فصائل فلسطينية، فلما شاهد حياة البذخ والرفاهية التى يعيشها قادة تلك الفصائل والسيارات الألمانية الفارهة والسيجار الكوبى و البدل الايطالية الفاخرة والعطور الفرنسية باهظة الثمن وقارنها بحياته مع الثوار الفيتناميين.

قال لتلك القيادات مباشرة بدون مواربة: لن تنتصر ثورتكم: فسألوه لماذا ؟، فأجابهم: لأن الثورة والثروة لا يلتقيان الثورة التى لا يقودها الوعى تتحول إلى إرهاب والثورة التى يغدق عليها المال يتحول قادتها إلى لصوص. وإذا رأيت أحدا يدعى الثورة ويسكن بقصر أو فيلا ويأكل أشهى الأطباق ويعيش فى رفاهية وترف وبقية الشعب يسكن فى مخيمات ويتلقى المعونات للبقاء على قيد الحياة..

فأعلم أن القيادة لا تريد للثورة ان تنتصر
بعد أن تفوق ثوار فيتنام على الجنود الأمريكان قررت الولايات المتحدة الأمريكية التفاوض مع الثوار الفيتناميين فطلبت منهم أن يرسلوا وفدا يمثلهم فى باريس للتباحث حول وقف الحرب.

وفعلا أرسل الثوار وفدا مكون من أربعة ثوار امرأتان ورجلين وكانت المخابرات الأمريكية قد جهزت لهذا الوفد إقامة بأرقى فنادق باريس وجهزت لهم كل أسباب الراحة والمتعة

وعندما وصل الوفد الفيتنامى إلى مدينة باريس ونزلوا فى المطار كانت هناك سيارات تنتظر الوفد لتنقله إلى مكان إقامته، ولكن الوفد رفض ركوب السيارات وطلب مغادرة المطار بطريقته وأنه سيحضر الاجتماع فى الوقت المحدد

استغرب الوفد الأمريكى ذلك وسأل رئيس الوفد وأين ستقيمون فأجاب سنقيم عند طالب فيتنامى فى أحد ضواحى باريس فتعجب الأمريكى وقال لهم قد جهزنا لكم إقامة مريحة فى فندق فخم فأجاب الفيتنامى نحن كنا نقاتلكم ونقيم فى الجبال وننام على الصخور ونأكل الحشائش فلو تغيرت علينا طبيعتنا نخاف أن تتغير معها ضمائرنا.

وفعلا ذهب الوفد وأقام فى منزل الطالب الفيتنامى ليقوم بعدها بمباحثات أدت لجلاء المحتل الأمريكى عن كل فيتنام.
من يبيع ضميره يبيع وطنه.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة