الأحد، 11 سبتمبر 2022 - 09:23 م

خلافًا لتوجُّه يشى باقتراب قرع طبول حرب إسرائيلية ضد إيران، لاحت فى الأفق مؤشرات تنزع الخيار العسكرى من جذوره؛ ورأى فيلق عسكرى فى تل أبيب أنه دون مصادقة أو على الأقل تنسيق مع واشنطن، لن تمتلك إسرائيل قرار الحرب، وأن ما يشاع غير ذلك لا يعدو كونه حملة دعائية، تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية، وترجمتها إلى رصيد فى صناديق انتخابات الأول من نوڤمبر المقبل، وتصاعد صوت الچنرال المتقاعد إسحاق باريك، وغيره من كوادر معسكر المراقبين لتأكيد هذا التقدير؛ وربما عكس هذا المدلول زيارة رئيس الموساد ديفيد بارنيع الأخيرة إلى واشنطن، إذ حاول عبثًا وسبقه فى ذلك وزير الدفاع بنى جانتس تحريض البيت الأبيض على تفعيل الخيار العسكري. وفى حين رفض جو بايدن ضغوطات إسرائيل، حافظت الأخيرة على ماء الوجه، وروَّجت لتناغم المواقف مع الولايات المتحدة حتى فى ضوء الخلاف على طبيعة التعاطى مع ملف إيران النووي.

ولا يولى قدامى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أهمية لترويجات المستويين السياسى والأمني، ويؤكدون أن تل أبيب لا تمتلك حتى حرية قرار إطلاق النار فى الجبهة الداخلية، ويعكس ذلك إيعازات أمريكية لإسرائيل بمراجعة سياسة فتح النيران، سواء فى القدس، أو الضفة الغربية، أو قطاع غزة؛ لاسيما فى أعقاب استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة.

وثبوت إدانة جندى إسرائيلى فى إطلاق النار عليها. فى ظل هذه القيود، لا تؤمن التقديرات المغايرة لتوجه المستوى الرسمى فى تل أبيب بإمكانية تفعيل خيار إسرائيلى أحادى ضد طهران، حتى بعد استعراض رئيس حكومة تسيير الأعمال يائير لاپيد قوته بصورة مسرحية فى قاعدة «نفيتيم» الجوية.

وادعائه بأنه «إذا واصلت إيران محاولة امتلاك سلاح نووي، فستفاجأ بذراع إسرائيل الطويلة»؛ مؤكدًا استعداد بلاده لأى سيناريو محتمل. واستخف الچنرال المتقاعد، مراقب الجيش الإسرائيلى السابق إسحاق باريك بتصريحات لاپيد، قائلًا: «ما هذه التصريحات المهينة والمحرجة؟! ما الذى يقوله لاپيد؟! هل يمكننا الهجوم على إيران؟! بأى سلاح يمكنه فتح جبهة ضد إيران؟! هل يدرك معنى تطويق إسرائيل بالصواريخ من كل جانب؟! إنها اللامسئولية الجسيمة. لاپيد يصر كغيره من ذوى النعرات خالية المضمون على إطلاق تهديدات جوفاء، ولا ينتبه إلى خطر حديقة إيران الخلفية وهى حزب الله، الذى سبق وأطلق مئات الصواريخ على شمال وعمق إسرائيل، وهو ما لم نتعرض له منذ حرب 1948». 

اقرأ ايضا | إسرائيل تعدل قواعد تأشيرات الدخول إلى الضفة الغربية