تعبيرية
تعبيرية


الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من تأثيرات تغير المناخ: «نتجه نحو المجهول»

مروة العدوي

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022 - 04:03 م


"العلم المناخي واضح: نحن نسير في الاتجاه الخاطئ." هذا ما جاء في تقرير أممي علمي صدر عن عدد من الوكالات، ركز على زيادة انبعاثات الوقود الأحفوري وزيادة غازات الاحتباس الحراري، التي وصلت الآن إلى مستوى قياسي ما قد يؤدي إلى إحباط المخططات المرسومة لخفض درجات الحرارة العالمية وتجنب الكوارث المناخية.

اقرأ أيضا|جوتيريش يدعو أرمينيا وأذربيجان إلى اتخاذ خطوات فورية لتهدئة التوترات

درس الباحثون الذين أعدوا التقرير المعنون "الاتحاد من خلال العلم"، الذي نسقته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، عدة عوامل مرتبطة بأزمة المناخ - من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وارتفاع درجات الحرارة العالمية، والتنبؤات المناخية، إلى "نقاط التحول"، وتغير المناخ الحضري، والظواهر المناخية الشديدة، وأنظمة الإنذار المبكر.

وكانت إحدى الاستنتاجات الرئيسية للتقرير الحاجة الملحة إلى مزيد من العمل الطموح، إذا أردنا تجنب التأثيرات المادية والاجتماعية والاقتصادية لتغير المناخ الذي سيكون لها عواقب وخيمة على الكوكب.

تستمر تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع إلى مستويات قياسية، ومعدلات انبعاثات الوقود الأحفوري أعلى الآن من مستويات ما قبل الجائحة، بعد انخفاض مؤقت بسبب الإغلاق، مما يشير إلى فجوة كبيرة بين الطموح والواقع.

أكد التقرير أن المدن التي تستضيف مليارات الأشخاص مسؤولة عما يصل إلى 70 % من الانبعاثات التي يسببها الإنسان، وستواجه آثاراً اجتماعية واقتصادية متزايدة يتكبد وطأتها السكان الأكثر ضعفاً.

ويقول التقرير إن التعهدات بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يجب أن تكون أعلى بسبعة أضعاف من أجل تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل بالحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة العالمية على حدود 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.

احتمال كبير بحدوث "نقطة تحول" في المناخ
إذا وصل العالم إلى "نقطة تحول" مناخية، فسنواجه تغيرات لا رجعة فيها في نظام المناخ، ويقول التقرير إنه لا يمكن استبعاد ذلك، فقد كانت السنوات السبع الماضية هي الأكثر دفئاً على الإطلاق، وهناك فرصة تقارب الـ 50 في المائة، أن يكون متوسط درجة الحرارة السنوية في السنوات الخمس المقبلة أعلى مؤقتاً بمقدار 1.5 درجة مئوية عن متوسط المعدل بين عامي 1850 و1900.

يشير مؤلفو التقرير إلى الفيضانات المدمرة الأخيرة في باكستان، التي أدت إلى إغراق ما يصل إلى ثلث البلاد، كمثال على الظواهر المناخية الشديدة في أجزاء مختلفة من العالم هذا العام.

تشمل الأمثلة الأخرى فترات الجفاف الشديدة والممتدة في الصين والقرن الأفريقي والولايات المتحدة وحرائق الغابات والعواصف الكبرى.

قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس: "علم المناخ قادر على إظهار أن العديد من الظواهر المناخية الشديدة التي نشهدها أصبحت أكثر احتمالا وأكثر كثافة بفعل تغير المناخ الذي يسببه الإنسان."

"لقد رأينا هذا مراراً وتكراراً هذا العام، وكان له تأثير مأساوي. من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نوسع نطاق العمل بشأن أنظمة الإنذار المبكر لبناء المرونة في مواجهة مخاطر المناخ الحالية والمستقبلية في المجتمعات المعرضة للخطر."

"لا نزال بعيدين عن المسار الصحيح"
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الآثار الضارة لتغير المناخ تسير بنا إلى "المجهول المدمر."

رداً على تقرير "الاتحاد من خلال العلم"، قال غوتيريش إن أحدث الأبحاث العلمية أظهرت "أننا لا نزال بعيدين عن المسار الصحيح"، مضيفاً أنه من المعيب مدى إهمال بناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المناخية.

وأضاف: "إنها لفضيحة أن الدول قد فشلت في التعامل مع التكيف بجدية، وتجاهلت التزاماتها لمساعدة العالم النامي. من المقرر أن تنمو احتياجات تمويل التكيف إلى 300 مليار دولار أمريكي سنوياً على الأقل بحلول عام 2030."

وكان الأمين العام قد زار باكستان مؤخرا ليرى بنفسه حجم الدمار الهائل الذي سببته الفيضانات. وقال إن هذا يثبت أهمية ضمان تخصيص 50 في المائة على الأقل من التمويل المناخي للتكيف.

الاتحاد من خلال العلم: بعض الاستنتاجات الرئيسية
يقدم تقرير "الاتحاد من خلال العلم" لمحة عامة عن الأبحاث العلمية المتعلقة بتغير المناخ وتأثيراته واستجاباته. ويتضمن مدخلات من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (وبرنامجي المراقبة العالمية للغلاف الجوي وأبحاث الطقس العالمية التابعين لها)؛ برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، والبرنامج العالمي لأبحاث المناخ، ومشروع الكربون العالمي، ومكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، وشبكة أبحاث تغير المناخ الحضري. كما يتضمن التقرير بيانات رئيسية ذات صلة من تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. 
تستمر مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز في الارتفاع في الغلاف الجوي. وكان للانخفاض المؤقت في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2020 أثناء الجائحة تأثير ضئيل على نمو التركيزات في الغلاف الجوي، لأي ما يتبقى في الغلاف الجوي بعد امتصاص المحيط والغلاف الحيوي لثاني أكسيد الكربون.
عادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الأحفوري العالمية في عام 2021 إلى مستويات ما قبل الجائحة في عام 2019 بعد انخفاضها بنسبة 5.4 في المائة في عام 2020 بسبب عمليات الإغلاق واسعة النطاق. وتُظهر البيانات الأولية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية في عام 2022 (من كانون الثاني / يناير إلى أيار /مايو) تزيد بنسبة 1.2 في المائة عن المستويات المسجلة خلال نفس الفترة من عام 2019، مدفوعة بزيادات في الولايات المتحدة والهند ومعظم الدول الأوروبية.
كانت السنوات السبع الأخيرة، من 2015 إلى 2021، هي الأكثر دفئاً على الإطلاق. ويُقدَّر متوسط درجة الحرارة العالمية للفترة 2018-2022 (استناداً إلى البيانات حتى أيار / مايو أو حزيران / يونيو 2022) بما يزيد عن متوسط 1850-1900 بـ 1.17 (± 0.13) درجة مئوية.
يتم تخزين حوالي 90 % من الحرارة المتراكمة في نظام الأرض في المحيط، وكان المحتوى الحراري للمحيط لفترة ما بين 2018 و2022 أعلى من أي فترة أخرى مدتها خمس سنوات، حيث أظهرت معدلات ارتفاع درجة حرارة المحيط زيادة قوية بشكل خاص في العقدين الماضيين.
تُظهر التعهدات الوطنية الجديدة لعام 2030 بعض التقدم نحو خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إلا أنها غير كافية. يجب أن يكون طموح هذه التعهدات الجديدة أعلى بأربع مرات للمضي قدماً في الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى درجتين مئويتين وسبع مرات أعلى للوصول إلى 1.5 درجة مئوية.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة