يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

قالـوا

يوسف القعيد

الخميس، 15 سبتمبر 2022 - 07:07 م

لست أدرى السبب الذى دفعنى للعودة لكتاب أنيس منصور "18 أغسطس 1924-21 أكتوبر 2011" فى جزءيه: قالوا.

الصادر عن دار نهضة مصر التى تشرف عليها داليا محمد إبراهيم.

وهو من الكتب القديمة التى فوجئت أثناء ترتيب مكتبتى بوجود جزءيه الأول والثانى. رغم مرور سنوات طويلة على صدورهما. فقد صدرا فى السنوات الأولى من القرن 21.

وقد جمع أنيس منصور فى الكتابين معاً رغم صفحاتهما التى تكاد تصل إلى 700 صفحة من القطع المتوسط ما تَمَكَّنَ من الوصول إليه من الأقوال المأثورة أو الخالدة.

وأعتقد أن مثل هذا النوع من الكتب صدر فى مجتمعات أخرى كثيرة. وبلغات لا نهاية لها.

فهى كتب خفيفة يقرأها الناس لقضاء الوقت لا أكثر ولا أقل. أو ببساطة هذه تجربتى مع مثل هذه الكتب.

أنا أكتب عن كاتب رحل عن الدنيا.

ولهذا أحاول أن أكون دقيقاً وموضوعياً فيما أكتبه. فليست هناك أى بطولة فى الكتابة على هوى الكاتب عن كُتَّاب لم يعد لهم وجود فى الدنيا. إنه نوع من الوقوف على قبور الموتى والهجوم عليهم.

أمرٌ واحدٌ فقط أذكره بالنسبة لأنيس منصور، ألا وهو سفره مع الرئيس أنور السادات إلى القدس المحتلة فى الرحلة التى رفضناها جميعاً.

ورُفِضت فى الوطن العربى كله.

ومع هذا أصرَّ الرئيس على القيام بها، ورافقه عدد من الصحفيين، كان أبرزهم أنيس منصور..

رأيته أكثر من مرة.

لقاءات عامة وعابرة. ولكن لا يمكن نسيان تراثه الأدبى وتجاهله حتى بعد مرور كل هذه السنوات على رحيله.

والمجلة التى أسسها ويرأس مجلس إدارتها الآن سعيد عبده. ويرأس تحريرها محمد أمين..

يعترف أنيس منصور أن العبارات التى فى كتابه بجزءيه ليست إلا نوعاً من الترتر الشائك حاول أن يُزيِّن بها جسد المرأة.

أو ربما كانت خيوطاً من الحرير.

ومع أن قُرَّاءه من الرجال والنساء فهو كان يركز كثيراً جداً على المرأة فيما يكتبه.

ولا أنفى الآن أنه كانت له جماهيرية.

وكان له قُرَّاء يُتابعونه ويلهثون وراءه.

ويحاولون الوصول إلى ما يكتبه مهما كلفهم ذلك من عناء وجهد..

وأعتقد أن كتاباً من نوع: قالوا، موجود فى كل ثقافات الدنيا بلغات مختلفة.

يقوم الكُتَّاب والأدباء والمؤلفون فى أخريات عمرهم، وبعد ما يقولون ما لديهم بممارسة كتابة جمع أغرب ما قرأوه فى حياتهم.

ونشره فى كتب، أتصور أن إقبال القارئ العادى عليها يكون كثيراً.

ويتواصل لسنوات طويلة.

وإن كنتُ ألاحظ اختفاء كتب أنيس منصور من المكتبات العامة وحتى دور النشر التى تخصصت فى نشرها توقفت عن إعادة طبع أعماله مؤخراً.

ولا تستطيع أن تلومهم على ذلك.

فالنشر مسألة تجارية ومن النادر أن نجد من يُحكِّم ما يؤمن به، أو ما يعجبه فى هذه العملية الغريبة.

من كتبه: حول العالم فى 200 يوم، واليمن ذلك المجهول، وأنت فى اليابان وبلاد أخرى.

ومن أقواله: أول ضحايا الحرب: الصدق، أول ضحايا التجارة: الضمير، أول ضحايا الزواج: الحب..

رحم الله أنيس منصور رحمة واسعة الذى ترك لنا حوالى مائتى كتاب كتبها فى حياته.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة