الشيخ عبد التواب قطب
الشيخ عبد التواب قطب


جرائم بدعاوى العشق.. العلماء: الحب الحقيقي تسامح وإيثار مقرون بضوابط شرعية

نادية زين العابدين

الخميس، 15 سبتمبر 2022 - 11:01 م

الحب من المعانى العظيمة التى يسعد بها الإنسان وهو غريزة طبيعية فى البشر، يسمو بالنفس والروح إذا كان منضبطًا بالآداب الشرعية والإنسانية، حتى لا يتحول إلى كراهية ثم جرائم قتل بين الشباب وبين الأزواج والزوجات. 

 قال فضيلة الشيخ عبد التواب قطب وكيل الأزهر الأسبق عن مفهوم الحب فى الإسلام وأنواعه وضوابطه: الحب فى الإسلام هو إيثار وإيمان وتضحية، وصلاح المسلم أن يصرف حبه لله فيحب فى الله ويوالى فى الله، فالحب الحقيقى هو حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وبرهان هذا الحب اتباع أوامر الله واجتناب ما نهى عنه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. 

والحب المشروع فى الإسلام هو بين الأزواج و بعد الزواج، لأنه حب محكوم بآداب شرعية حث عليها الدين فهو  يقوم على الايمان والتقوى بضوابط ثلاثة هى، أولا: الحب فالزوج يحب زوجته والزوجة تحب زوجها قال تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون»، وثانيا: الثقة، فيثق كل منهما فى الآخر ثقة مطلقة لا إفراط ولا تفريط فى غيرة الزوجة تجاه زوجها ولا شك ولا ريبة تجاه الزوج لزوجته وثالثا: الود مع حسن العشرة قال معاوية القشيرى من حديث النبى صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله: ما حق زوجة أحدنا عليه قال صلى الله عليه وسلم: (أن تطعمها إذا طعمت وأن تكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا فى البيت). 

وأكد: أن لفظ الحب ذكر فى القرآن فى مواضع كثيرة منها قوله تعالى: «إن الله يحب المحسنين» وأيضا قوله تعالى: «إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين». 

اقرأ أيضًَا | الحجار: نعيش فرحة العيد بطقوس تتغير وشعارنا «نلتزم لننتصر»

وذكر لفظ الحب فى السنة من حديث رب العزة مع سيدنا دواود عليه السلام  قال نبى الله داود: (يا رب من أحب العباد إليك؟ قال سبحانه وتعالى: أحب العباد نقى القلب ولا يمشى فى الناس بالنميمة أحبنى وأحب من يحبنى وحبب عبادى فيّ قال يا رب كيف حبب عبادك فيك؟ قال يذكرهم بنعمى وآلائي)، فإذا اختلت هذه الروابط، حل الشقاق والخلاف وارتكبت الجرائم ومنها القتل، بسبب الخلل الذى انتاب الأسرة مع أن الإسلام وضع الضوابط عند اختيار الزوجين فقال النبى صلى الله عليه وسلم لولى الفتاة: من ترضون خلقه ودينه وقال للشاب: فاظفر بذات الدين تربت يداك، وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: (إياكم وخضراء الدمن، قالوا ومن هى قال المرأة الحسناء فى المنبت السوء). 

وأشار د. على سليمان أستاذ الدراسات النفسية والتربوية بجامعة القاهرة الى أننا الآن فى وقت نحتاج فيه إلى وجود الحب الحقيقى بعد أن أصبحت  الحياة وايقاعها سريعة وتحول البشر  كذلك إلى آلات سريعة جامدة، نحن نريد الحب المبنى على التسامح واحترام الآخر والرغبة فى تنمية الطرف الثانى وتحقيق الذات وتحمل المسئولية فى السراء والضراء، نريد أن نعيد هذه المفاهيم إلى المجتمع بعد أن أصبحت شبه غائبة مع التطور التكنولوجى واستخدام الآلة والانفصال بين الأفراد، فأصبحت حتى العلاقات الأسرية باردة، وهنا يظهر الجانب السلبى فى الاستغناء عن الأخرين وتبلد وتجمد للمشاعر فيحل محل الحب الكراهية والحقد والحسد المؤدى إلى العزلة ثم جرائم القتل باسم الحب. 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة