الجمعة، 16 سبتمبر 2022 - 08:07 م

فى بلدنا ممكن تكتب بوست على الفيس بوك فتلاقى نفسك فجأة مرفوع ضدك قضية من محام غير معروف غالبا، لأن كلامك لم يعجب سيادته مثلا!

وهووب.. تلاقى نفسك متهم بتكدير السلم العام، ونشر أخبار كاذبة واشاعة روح التشاؤم فى المجتمع.. يعنى باختصار.. انت سودت على الناس عيشتهم.. وتعبت أعصابهم.. وزعزعت ثقتهم فى مستقبلهم.. ولخلخت إيمانهم الراسخ بأن بكرة أحلي! لا .. وكمان وشوهت مفاهيمهم ومعتقداتهم بأنه لسه فى أمل فى الحياة.. وحطمت معنوياتهم.. وتسببت فى جعل المجتمع فريسة للكوابيس المفزعة فى احلامه...

وبمجرد ما تعرف كل ما تسبب به المنشور الذى نشرته على الفيس بوك او تويتر.. حتى تقول بمنتهى العمق والأسى.. يانهاااار  اسود.. ياليلة طين ياولاد!
انا عملت كل ده!

وبنفس المعيار.. تتساءل : لماذا لم يُحاسَب سيادة رئيس الحى السابق او الحالى الذى تغاضى عن بناء عشرات العقارات فى كل مكان فى مصر بدون جراجات، وكذلك مهندس الحى الذى سمح ببناء أدوار مخالفة تسببت فى أزمات للكهرباء والصرف الصحي؟ ولماذا لم يُحاسَب ذلك المسئول الذى تسلم طريقا مرصوفا انهار بمجرد سقوط الأمطار عليه؟ وياترى ماذا حدث لذلك المسئول الذى عرض سمعة مصر للإساءة بتعاقده مع فنانة مغمورة أو قل محتاله،  باعت للدولة رسومات فنان روسى على أنه إبداعها.. مقابل ملايين الجنيهات! بل وكيف تمت محاسبة هذه المحتالة! 
ولماذا لم يُحاسَب كل مسئول دافع عن قرارات خاطئة اتخذها وهو فوق كرسى الوزارة أو الجهة التى كان يرأسها، فضاعت بسبب قراراته حقوق، وأهُدرَت أموال طائلة، وظُلمَت كفاءات  نتيجة لقراراته؟

ولماذا لا يتقدم نائب فى البرلمان بقانون لوضع تشريع يبيح محاسبة كل مسئول سابق عن قراراته، خاصة التى تسببت فى خسائر لخزانة الدولة، أو فى زيادة معاناة المواطنين، حتى يدرك كل مسئول فوق الكرسى أنه سيحاسب، ويؤاخذ على قراراته بأثر رجعي، فيدرسها كويس قبل ما يأخد قرارات عنترية يدفع المجتمع ثمنها، بينما ينعم سيادته بمعاش كبير بعد تركه الكرسى.. واهمًا بأنه مافيش حد بيتحاسب!  

أما آن الأوان لنغير هذه القاعدة  ونبدأ تطبيق شعار جديد يقول: كله لازم.. يتحاسب؟