زينب إسماعيل
زينب إسماعيل


زينب اسماعيل تكتب: أحوالنا.. «ماسبيرو» هل يموت مرتين؟

بوابة أخبار اليوم

السبت، 17 سبتمبر 2022 - 03:47 م

ماذا تعرف عن "ماسبيرو"؟ الذي اطلق اسمه علي مبنى الإذاعة والتليفزيون العريق الواقع على ضفاف النيل والذي يتساءل كل من يمر عليه "مين ماسبيرو ده؟"..هو  جاستون كاميل شارل ماسبيرو، ولد عام 1846، وفي عام 1858 أظهر ماسبيرو حبه للتاريخ وعلم المصريات وحب اللغة الهيروغليفية، بدأ تعلمها في عمر الـ12 ليتقن بعدها اللغة العربية، بعد طلب من الحكومة الفرنسية آن ذاك أن يتقنها ، وصل ماسبيرو إلى مصر عام 1881م، ليشغل منصب مدير مصلحة الآثار المصرية - وكانت فرنسا لا تريد فقدان يدها وسيطرتها على مصلحة الآثار التي أسستها وكانت أهم نقاط قواها ضد النفوذ البريطاني في مصر- وعينه الخديوي عباس حلمي الثاني مديرًا لعموم المتاحف المصرية ومدير عموم الآثار التاريخية ، في ذلك الوقت عاش ماسبيرو في عوامة فوق النيل بجوار المنطقة التي شيد فيها  مبنى الإذاعة والتليفزيون، وبعد وفاته في 1916م عن عمر ناهز 70 عامًا، تم تسمية الشارع والمبنى باسمه تكريمًا لأعماله الجليلة ومساهمته في البحث عن الآثار المصرية والحفاظ عليها. كما أنه أنشا المعهد الفرنسي للآثار الشرقية في القاهرة  ، كما أقام ماسبيرو أول مطبعة هيروغليفية وعربية في مصر، وأطلق اسم ماسبيرو علي مبني التلفزيون المصري أقدم التلفزيونات الحكومية في الشرق الأوسط وأفريقيا، بعد تلفزيون العراق .. ما دعاني لكتابة هذه السطور هو ما تتداوله  بعض صفحات التواصل الاجتماعي بأن هناك توجه بنقل ماسبيرو بالكامل إلى حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية، وتحويل المقر القديم إلى فندق عالمي ومولات تجارية.. في حين  أكدت الهيئة الوطنية للإعلام أن ما يتم تداوله غير صحيح وأن المقر الحالي لمبنى ماسبيرو قائم كما هو، ومستمر في تقديم كافة خدماته الإعلامية بشكل طبيعي باعتباره رمزاً حضارياً و تراثيا ، وأضافت أن لديها مقر في العاصمة الإدارية الجديدة شأنها كشأن كافة المؤسسات الحكومية للقيام بممارسة أعمالها من تغطيات إعلامية ونقل مباشر لكافة الأحداث والفعاليات التى ستشهدها العاصمة الإدارية.. وأغلبنا يصدق قول الهيئة الوطنية للإعلام.. مات ماسبيرو منذعام أعوام جسدا واراه التراب ، هل يموت مبناه العريق الذي خلد اسمه للمرة الثانية ؟ 
[email protected]

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة