د. أحمد عفيفي
د. أحمد عفيفي


د. أحمد عفيفي يكتب: «تدويل» التعليم

أحمد عفيفي

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022 - 05:49 م

مسار نكتشف به المعارف و نصقل المهارات ونثرى الخبرات بُغية تحسين جودة الحياة و صنع التطوير..إنه «التعليم»، ذلك السلاح الناعم الذى اعتراه العطب وتحول إلى خنجر فى ظهر الأمه.. تسعى الدولة جاهدةً لنزعه من «الخلف» ووضعه «أمام» تحديات تتجدد كل يوم.. متبنية فلسفة مستوجبة قائمةً على «التعليم الحلقي» فى تتابع منهجى وتسلسل منطقى حتى ينهض دليلاً على التقدم والرقي. فيكون «التعليم الأساسي» لبناء قواعد الانطلاق، ثم «الجامعى» لتحديد مجالات الخبرة، وتأتى «الدراسات العليا» لتعزيز القيمة المضافة ودعم التنافسية. ونبراس تلك «السلسلة» اقتصاديات سوق العمل والاستثمار فى رأس المال البشري.

وعندما يصدر عن التعليم «تقرير»، فيجب أن تدور حوله النقاشات وتنفذ التوصيات لتصير القرارات ممارسات تُغير ملامح الواقع. الحديث هنا عن تقرير«البنك الدولي» فى 2020 بعنوان: «تدويل التعليم ما بعد الثانوى فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» بالشراكة مع «مركز التكامل المتوسطي».

عبر104صفحات من القطع الكبير، اتسم التقرير ببلاغة الطرح ووضوح السرد، ويعرض نصاً محكماً مدعماً بأهم المراجع والإحصائيات التى منحته المصداقية والجدارة العلمية وأظهرت أجزاءه وفصوله فى أبهى حُلة. وبين ثناياه إنتشر إسم «مصر» في14 موضعاً متفرقاً، نشيرفقط إلى الأكثر أهمية والأعمق دلالة.

رأى «التقرير» أن مصر تمتلك «أضخم نظام تعليم ما بعد الثانوي» فى المنطقة. وتعد مقصداً تاريخياً بارزاً لإلحاق الطلاب الأجانب، نظراً لعراقة الجامعات المصرية وانخفاض الرسوم الدراسية وتقديم المنح المختلفة خاصة فى مجال الدراسات الدينية، كما أنها تحتضن فروعاً لجامعات أجنبية. وتقف مصر والسعودية بـ 49 جامعة لكليهما فى المركز الرابع خلف المغرب (156جامعة) وإيران (150جامعة) ثم الجزائر(92جامعة). يُقدم التقريرمصر نموذجاً «للتدويل فى الوطن»، لاهتمامها البالغ بدراسة الشئون الدولية والإقليمية، من خلال دوائر جاذبة لاستقدام الأجانب.

يسلمنا «التقرير» أحد أكبر مفاتيح إصلاح التعليم والتدريب.. إنه «التدويل» الذى يستهدف الانفتاح على سوق العمل الاقليمية أوالدولية. الأمر الذى يفرض إيقاعه على مؤسسات التعليم ما بعد الثانوى وتعظيم عائده وفقاً لقياسات الجودة العالمية، وذلك بإعادة تركيبه وتطوير برامجه والارتقاء بمحتواه وإقامة تعاونات عابرة للحدود تحقيقاً للفوز خارج القواعد،عن طريق تحلى الشباب بمعارف مبتكرة و مهارات إحترافية و قدرات تنافسية وإرتباطات عميقة بعناصر الحضارة والحداثة.
- استاذ بكلية العلوم - جامعة القاهرة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة