حلوى المولد النبوي الشريف
حلوى المولد النبوي الشريف


«الإفتاء»: الاحتفال بذكرى المولد النبوى من أعظم القربات

الإفتاء: الادعاء بأن الحلوى أصنام «كلام باطل»

الأخبار

الخميس، 29 سبتمبر 2022 - 05:43 م

أكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات وأنه يندب إحياء هذه الذكرى بكافة مظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل فى ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادى بها فى المولد الشريف؛ فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه.

وقالت دار الإفتاء " عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ» رواه البخارى وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة، كما أن التهادى أمر مطلوب فى ذاته؛ لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «تَهَادوْا تَحَابوْا» رواه الإمام مالك فى «الموطأ»، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه فى وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ «للوسائل أحكام المقاصد».

وقد نص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة فى الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم:


يقول الحافظ السيوطى فى «حسن المقصد فى عمل المولد» أنه يستحب لنا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات، ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزرى قال فى كتابه المسمى «عرف التعريف بالمولد الشريف» ما نصه: «قد رُؤِيَ أبو لهب بعد موته فى النوم، فقيل له: ما حالك، فقال: فى النار، إلا أنه يخفف عنى كل ليلة اثنين وأمص من بين أصبعى ماءً بقدر هذا -وأشار لرأس أصبعه- وأن ذلك بإعتاقى لثويبة عندما بشرتنى بولادة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وبإرضاعها له.

 فإذا كان أبو لهب الكافر الذى نزل القرآن بذمه جوزى فى النار بفرحه ليلة مولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم به، فما حال المسلم الموحد من أمة النبى صلى الله عليه وآله وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته صلى الله عليه وآله وسلم! لعمرى إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم».

اقرأ أيضًا هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط ؟ دار الإفتاء المصرية تجيب

وشددت على أن الزعم بأن شراء الحلوى فى المولد أنها أصنام، وأنها بدعة وحرام، وأنه لا يجوز الأكل منها، ولا إهداؤها: فهو كلام باطل يدل على جهل قائليه بالشرع الشريف، وضحالة فهمهم لمقاصده وأحكامه؛ فإنها أقوال مبتدعة مرذولة لم يَقُلْها أحدٌ من علماء المسلمين فى قديم الدهر ولا حديثه، ولم يُسبَق أصحابُها إليها، ولا يجوز العملُ بها ولا التعويل عليها؛ إذ فيها تشبيه للمسلمين المحبين لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالمشركين العاكفين على الأصنام، وهذا مسلك الخوارج الذين يعمدون إلى النصوص التى جاءت فى المشركين فيحملونها على المسلمين، والله سبحانه وتعالى يقول منكرًا على أصحاب هذا المنهج: ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ،مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.

ويلزم من هذه الأقوال الفاسدة تحريم مظاهر الفرح بمولد النبى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا مع مخالفته للفطرة السوية هو مخالف لعمل الأمة المحمدية، فالمسلمون عبر القرون يُهدون ويفرحون بالتوسعة على الفقراء والعيال فى ذكرى المولد الشريف، من غير نكير، فرحًا بمولد الهادى البشير صلى الله عليه وآله وسلم، والنفوس مجبولة على الفرح بمن تحب، والنبى صلى الله عليه وآله وسلم هو أعظم من يُحَبُّ، وأَوْلَى من يُفرَح به، وهذه الدعوى الفاسدة تستلزم تضليل الأمة وتجهيل علمائها عبر الأمصار والأعصار.

وبناءً على ذلك: فشراءُ الحلوى، والتهادى بها، والتوسعةُ على الأهل والعيال، وما إلى ذلك من مظاهرِ الفرح الدنيوية المباحة بمولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم كلها جائزةٌ شرعًا، ويثاب المسلم على قصده فيها من محبة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وفيها فضلٌ عظيم؛ فإن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن باب أَوْلَى مشروعية المظاهر الدينية للاحتفال؛ كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة للنبى صلى الله عليه وآله وسلم، وإحياء مجالس الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد والتغنى بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة صلى الله عليه وآله وسلم.

وأما الأقوال التى تحرم على المسلمين الاحتفال بنبيهم صلى الله عليه وآله وسلم والتعبير عن سرورهم بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بشتى وسائل الفرح المباحة فإنما هى أقوال فاسدة وآراء كاسدة، لم يُسْبَقْ مبتدعوها إليها، ولا يجوز الأخذُ بها ولا التعويلُ عليها.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة