جلال عارف
جلال عارف


جلال عارف يكتب: المعركة الأهم.. عودة المدرسة!

جلال عارف

الجمعة، 30 سبتمبر 2022 - 07:43 م

نأمل خيرًا مع انطلاق عام دراسى جديد نريده (ويريده وزيرالتعليم رضا حجازي) أن يكون عام العودة للمدرسة.. أو ـ على الأصح ـ عام عودة المدرسة لدورها الذي غاب، لتصبح «السناتر» هي البديل الذي يثبت أن القبح يمكن أن ينتصر حين تختل الموازين وتتضارب المصالح ونبتعد عن الأساسيات!

صرخنا كثيرًا من أجل عودة المدرسة، وبأن «السناتر» والدروس الخصوصية لا يمكن أن تكون بديلاً، المدرسة هي المؤسسة الأهم في إعداد الأبناء ليكونوا بناة المستقبل الأفضل لهم وللوطن. التفريط في هذه المسئولية خطيئة لا يمكن تبريرها، والعمل لتصحيح هذا الوضع هو القضية الأهم التى ينبغى أن يتكاتف الجميع لإنجاحها ـ الأسرة مع المدرسة، ومؤسسات الدولة والمجتمع المدنى كلها مع وزارة التعليم لكى تعود المدرسة لدورها، ويعود الطالب والمعلم لإدراك قدسية العلم واستحالة أن نستبدل بالمدرسة هذا الوباء الذى نراه فى «السناتر» حيث يتحول الطلبة إلى «زبائن» ويتحول «المعلم» إلى «وحش الكيمياء»، وتتحول «التربية والتعليم» إلى جريمة إفساد لأبنائنا مع سبق الإصرار، ومع أوخم العواقب!!

كنا أجيالاً محظوظة، كان التعليم العام هو الأرقى، وكان التعليم الخاص درجة ثالثة، وكانت الدروس الخصوصية لا توجد وكان تقديرنا للمعلم لايوازيه إلا شعوره بالواجب وحرصه على أن نكون الأفضل، كان يوم بداية العام الدراسى موعداً مع الفرح والأمل، لم تكن هناك ضغوط مادية، فالدراسة مجانية، والمدرسة هى  كما يتمناها وزير التعليم اليوم ـ هى البيت الثانى وهى الباب المفتوح أمامنا لكى ندخل للحياة ونحن مستعدون بالعلم والمعرفة فى سباق لم يكن يعترف إلا بالكفاءة.

اختلفت الأوضاع، وتراكمت المشاكل. لكن يبقى الأمل فى اختراق حقيقى يعيد للتعليم احترامه، وللمدرسة وضعها. وعلينا جميعاً أن ندرك صعوبة المهمة التى لن تستطيع وزارة التعليم القيام بها إلا إذا تضافرت معها كل الجهود بدءاً من الأسرة وامتداداً لكل المؤسسات الحكومية والخاصة، إصلاح التعليم عندنا ليس مهمة تتم فى يوم وليلة، لكن نقطة الانطلاق هى أن تعود المدرسة بكل معنى الكلمة، أن يعود الطلبة ويعود المعلم وأن نوفر كل الوسائل التى تعيد الحياة للعملية التعليمية الحقيقية وتغلق الطريق أمام مافيا الدروس الخصوصية وعصابات إفساد التعليم التى ستبذل كل جهدها لكى لا تعود الحياة للمدرسة، ولكى تبقى «السناتر» عنواناً على بقاء التعليم تحت سيطرة من يريدونه سلعة فى سوق التجارة.. ولو كانت هذه التجارة تصادر مستقبل وطن بأكمله!

لابد من الاعتراف بأن طريق اصلاح التعليم صعب بعد أن تراكمت الأخطاء والخطايا.. لكننا أمام بداية صحيحة حين نحدد أن الهدف هو عودة المدرسة الحكومية لدورها، وعودة ملايين الطلاب من «السناتر» الى المدارس، وعودة «المعلم الحقيقى» بديلاً عن «وحش الكيمياء» و«أسطورة الفلسفة»!

الكل مطالب بأداء واجبه لإنقاذ العملية التعليمية. علينا جميعاً أن نقف وراء هدف «عودة المدرسة» وأن ندرك أن المهمة صعبة، والظروف الاقتصادية أصعب.. لكن يبقى الرهان الوحيد على مستقبلنا هو التعليم، ويبقى الطريق الوحيد لذلك هو أن تعود «المدرسة» التى احببناها وأحبتنا ـ وأن يعود اليقين بضرورة التصحيح وإنقاذ أبنائنا من عصابات الفساد التى حولت التعليم إلى «سناتر» وحولت المدارس إلى «خرابات» وحولت التعليم إلى تجارة!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة