زينب عفيفي
زينب عفيفي


زينب عفيفي تكتب: فى حضرة طه حسين

أخبار اليوم

الجمعة، 30 سبتمبر 2022 - 09:24 م

حين أعلنت اللجنة العليا المنظمة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب القادم، عن اختيار الفنان والعبقرى صلاح جاهين كشخصية للمعرض سعدت سعادة بالغة، لما تمتلكه هذه الشخصية من مقومات الفنان الشامل المؤثر فى الوجدان المصرى بكتاباته وأشعاره ورسوماته، التى مازالت باقية بكل ما تحمله من مرحلة مهمة من تاريخ مصر العريق، لكن حين اكتشفت بالصدفة وأنا أطالع كتاب د. ممدوح فراج النابى «استرداد طه حسين» فى دراسة شاملة تناول فيها حياة وأفكار وقضايا عميد الأدب الفكرية، عرفت أنه فى العام القادم سوف تمر الذكرى الخمسون على رحيل طه حسين، وتمنيت لو أن لجنة تنظيم المعرض جعلت منه شخصية المعرض مع احترامى وحبى الشديدين للفنان صلاح جاهين، فكما تعلمنا فى مهنة الصحافة أن كل احتفاء بشخصية لابد أن يكون له مناسبة، ولا أجد أهم من مرور خمسين عاما على رحيل طه حسين كمناسبة لمناقشة قضاياه الفكرية التى ملأت الدنيا صخبا، ومازلت كمثال للدراسة التى شملها د. النابى فى كتابه وخاض فيها قضايا إشكالية على حد قوله «لم يكن من السهل مجرد الاقتراب منها أو حتى إثارتها بالسؤال لا بتقويضها وتفكيكها كما فعل طه حسين».

لا أحد يستطيع أن ينكر أن طه حسين (1989-1973) حالة فريدة وخاصة جدا فى الفكر والإبداع العربيين، لقد كانت أفكاره كما جاءت بالدراسة والتحليل والتدليل، تحمل تنويرا وخرقا للسائد وكسر الجمود والتحجر، وهذا ما نحتاج إليه لتحريك المياه الراكدة وإثارة روح التجديد والتنوير للأفكار الظلامية السائدة، فالكتاب كما يقول كاتبه يسعى إلى استرداد طه حسين من براثن الأيادى الآثمة التى عبثت بتراث الرجل وأفكاره دفاعا عن القيمة لا دفاعا عن الشخص. مثل هذه النوعية من الدراسات الواعية لابد أن تناقش فى المحافل الثقافية لمعرفة القضايا الفكرية الحقيقية بعيدا عن الأفكار المتطرفة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة