علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


علاء عبد الهادى يكتب : معنى جائزة شهاب

أخبار الأدب

السبت، 01 أكتوبر 2022 - 04:02 م

[email protected]

ليست تلك هى المرة الأولى التى يفوز فيها أحد فرسان أخبار الأدب بجائزة، وبإذن الله لن تكون الأخيرة، تقريبا كل أفراد طاقمها التحريرى فازوا بجوائز صحفية، وأدبية رفيعة، وربما فاز بعضهم بنفس الجائزة فى أعوام متفاوتة حتى أصبح لقب صائدى الجوائز ينطبق بالفعل على الزملاء فى أخبار الأدب.


هذه المقدمة ضرورية لكى أتحدث عن فوز أحدث أعضاء هذا الفريق التحريرى - الشاب المتقد حيوية وإبداعا شهاب طارق - بجائزة هيكل للصحافة العربية عن جدارة واستحقاق عن مجمل أعماله المنشورة دفاعا عن قضايا الحفاظ على التراث والآثار.

وعندما تقرأ جملة: مجمل أعماله فقد ينصرف ذهنك إلى أن الفائز بالجائزة ليس صغيرا فى السن، أو أنه بأضعف الإيمان قضى سنوات ليست قليلة فى المهنة، خبرها، وسبر أغوارها حتى تميز فيها وتفرد، وأتى بما يستحق عنه جائزة، ولكنك سوف تتفاجأ عندما تعلم أن هذا «الشهاب» «الطارق» لدنيا الصحافة والإبداع بالكاد أتم عامه السادس والعشرين وأنه استطاع أن يقنع هيئة تحكيم جائزة هيكل الصحفية بأنه المستحق للجائزة متقدما على آخرين يسبقه بعضهم فى السن بعقد كامل وربما أكثر.


أهدانا شهاب طارق بجائزة هيكل الرفيعة بعد تسعة شهور فقد من فوزه بجائزة أخرى لا تقل قيمة، وهى جائزة دبى للصحافة، فرع الشباب وفاز بها عن موضوعات من نفس النوعية: الحفاظ على الآثار والتراث.


منذ أن صدرت أخبار الأدب برئاسة تحرير الأديب والكاتب الصحفى الكبير جمال الغيطاني، وهى تتخذ لنفسها خطًا واضحًا يتعلق بقدسية الحفاظ على التراث وحماية الآثار، ومهما تغير الوزراء فى حقيبتى الثقافة أو الآثار تبقى جريدة أخبار الأدب حارسًا أمينًا لهذا الخط المقدس الذى لا يجوز الاقتراب منه، مهما كان اقتراب شخص الوزير من شخص رذيس التحرير بحكم العمل.. فلا حلول وسط فى شىء يتعلق بهوية هذا الوطن.


وعندما توليت رئاسة التحرير كان شهاب طارق قد سبقنى لأخبار الأدب التى جاءها متدربًا وهو لازال طالبا فى الجامعة وفتح زميلى الكاتب الصحفى طارق الطاهر رئيس التحرير السابق الطريق، عندما لمس فيه بحاسته الصحفية استعدادا وموهبة تحتاج إلى من يرعاها ويوجهها.

وهو ما حدث، ومن حسن حظ شهاب أن طاقم أخبار الأدب صغير فى عدد أفراده، ولكنهم يتعاملون كأسرة، وكل فرد من هذا الطاقم يمثل مدرسة صحفية، فأغلبهم تربوا فى مدرسة جمال الغيطاني، لذلك تعهده زميلى الكاتب الصحفى أسامة فاروق نائب رئيس التحرير.

وقدم له النصح والمشورة والتوجيه، محظوظ شهاب لأن «أسامة» لا يقبل بحل وسط إما الموضوع مستوف لأركانه، وإما لا، والأهم هو عدم المواءمة أو اتباع سياسة «مسك العصا من المنتصف».. سمعت منه كثيرا جملة «هذا خط أساسى فى أخبار الأدب، وانحياز لم نحد عنه أبدًا».


سعيد أنا بهذه «الثُلة» من الأولين الذين تربوا فى مدرسة الغيطاني.. كل منهم حارس أمين على ثقافة وتراث هذا الوطن.
عندما أتيت من «الأخبار» اليومى لموقع رئاسة تحرير «أخبار الأدب» لم أبذل جهدا كبيرا  مع شهاب، كان قد استوى، يعرف خطه، ويعرف قضيته، هدفه جلي، كان كل دورى أن أشجعه وأمهد له الطريق وأن يجد ما يكتبه طريقه للنشر مادمت متحققا من خلو ما يكتب عن الهوى.

وبسبب إصرارى على نشر تحقيقات شهاب تعرضت علاقات صداقة مستقرة لى مع مصادر صحفية منذ عقود للقطيعة واعتقد البعض الآخر أن هناك من يوجهنا لصالح أطراف على عكس الحقيقة، وإذا كان هناك انحياز فى يوم، فكان لهذا الوطن، ولا شىء آخر.


جائزة هيكل الصحفية هذا العام التى اقتنصها شهاب طارق، هى جائزة بالدرجة الأولى لأخبار الأدب التى تنحاز دائما للقيمة، وجائزة للمعنى وسوف تسعد عندما تعلم أن الذى أعد ملف تقدم شهاب لجائزة دبى، ولجائزة «هيكل». زميلتنا الصحفية الشابة عائشة المراغى التى انحازت للقيمة.. هذه هى مدرسة أخبار الأدب.جائزة هيكل الرفيعة أثبتت لنا فى أخبار الأدب أننا نسير فى الطريق الصواب، وأنه لازال هناك من ينحاز للقيم الجادة..

اقرأ ايضا | عن تحقيقاته "دفاعًا عن الآثار المصرية".. شهاب طارق يفوز بجائزة هيكل للصحافة العربية


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة