الإثنين، 10 أكتوبر 2022 - 08:04 م

هذه السطور ليست للتحريض على التجار المحترمين أصحاب الضمير ولكنها ضد تجار الأزمات الذين يستغلون المواقف ويسعون لتحقيق أرباح خيالية بدون وجه حق.. المتابع لحركة السوق خلال الفترة الأخيرة سيكتشف تراجع أسعار بعض السلع وتحديداً الخضراوات والفاكهة وبعض السلع التى تنتج بخامات محلية.. أما السلع التى تعتمد فى مدخلات الإنتاج على الاستيراد فهى مازالت غير مستقرة نتيجة لعدم استقرار الأسواق الخارجية حتى الآن.. وبطبيعة الحال ستنعكس الحالة الخارجية على السوق المحلى.. المستهدفون بالمقاطعة فى هذه المرحلة هم تجار البيض والفراخ.. الجميع يعلم أن هناك ارتفاعاً فى أسعار الأعلاف نتيجة للحرب الروسية - الأوكرانية ولكن حجم الزيادة فى أسعار الأعلاف لا يمكن أن يصل بثمن السلع إلى هذه الأرقام.. المقاطعة هى إحدى أهم أسلحة المستهلك لأنه سيد السوق وهو من ينفق على شراء السلع.. هناك سلع لو تمت مقاطعتها ستتعرض للتلف وفى هذه الظروف يضطر التاجر إلى عرضها بأسعار عادلة دون مغالاة..

كرتونة البيض سعرها تعدى ٨٠ جنيهاً وهو رقم كبير على سلعة كانت تباع منذ عام واحد فقط بـ ٣٠ جنيهاً للكرتونة ونفس الحال ينطبق على الفراخ.. المقاطعة أسلوب متحضر ومشاركة إيجابية من المواطنين لمساندة الحكومة للسيطرة على أسعار السلع.. السيارات أيضاً تحتاج إلى مقاطعة لأن حجج الدولار والاستيراد وارتفاع الأسعار لدى الوكيل كلها مبررات لا يمكن أن تؤدى إلى مضاعفة سعر السيارات واستمرار أساليب الأوفر برايس رغم تحذيرات المسئولين إلا أن ألاعيب التجار والوكلاء ساهمت فى استشراء حركة الارتباك والعشوائية فى سوق السيارات.. مازلت أرى أن المستهلك هو المتحكم الرئيسى فى الأسعار لأن زيادة الإقبال على سلع تباع بأغلى من السعر الحقيقى بنسبة كبيرة تمنح التاجر شرعية الاستقرار فى استغلال المواطنين.. اعتقد أنه حان الوقت لتبنى حملة توعية لتعريف المستهلكين بحقوقهم ودورهم المهم فى ضبط الأسعار فى حالة لو كانت هناك جمعيات أهلية تعمل لصالح المستهلك وتستطيع أن تصل إليه لتساعده فى مواجهة أزمة الغذاء التى يسيطر عليها بعض التجار الذين يعشقون الأزمات ليحققوا مكاسب مضاعفة.. دعونا نواصل تغيير ثقافة الاستهلاك لأنها ستساعد على ضبط الأسواق بنسبة كبيرة.. وتحيا مصر.