وزير الخارجية الياباني هاياشي يوشيماسا
وزير الخارجية الياباني هاياشي يوشيماسا


اليابان: بلادنا لا يمكنها التسامح مع برامج كوريا الشمالية النووية

وكالات

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2022 - 10:27 ص

أعلن وزير الخارجية الياباني، هاياشي يوشيماسا، اليوم الثلاثاء 11 أكتوبر، أن بلاده لا يمكنها التسامح مع برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية مجددًا، وذلك بعد مرور يوم واحد على إعلان بيونج يانج عن عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة.

وصرح هاياشي،  بحسب ما أفادت هيئة الإذاعة اليابانية "إن إتش كيه"، أن سلسلة التصرفات الكورية الشمالية الأخيرة تشكل تهديدًا لسلام وأمن اليابان والمنطقة والمجتمع الدولي.

اقرأ أيضًا: وكالة أنباء اليابان: 40% من اللاجئين الأفغان غادروا البلاد بسبب نقص الدعم

 وأضاف يوشيماسا، أن اليابان ستنسق الجهود مع الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية والمجتمع الدولي للتعامل مع هذه المسألة، مشددًا على أهمية هدف نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية من خلال التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وفي نفس السياق، كانت كوريا الشمالية قد أعلنت أمس الإثنين، أن السلسلة الأخيرة من عمليات إطلاق الصواريخ كانت بمثابة تجارب لأسلحتها النووية التكتيكية "لضرب والقضاء" على أهداف كورية جنوبية وأمريكية محتملة، وذلك حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية، وألمح الزعيم كيم جونج أون إلى احتمالية إجراء المزيد من التجارب خلال الأسابيع المقبلة.

وفي سياق أخر، أدانت الحكومة اليابانية الضربات الصاروخية الروسية على أوكرانيا، والتي أسفرت عن مقتل 19 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء اليابانى هيروكازو ماتسونو، خلال مؤتمر صحفي نقلته هيئة الإذاعة اليابانية "إن إتش كيه"، إننا "ندين بشدة الهجوم على المدنيين"، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات تنتهك القوانين الدولية.

وتابع المسئول الياباني: "نعمل بشكل وثيق مع أعضاء مجموعة السبع والأطراف الأخرى في المجتمع الدولي، وسنناشد روسيا بقوة الانسحاب من أوكرانيا ووقف العدوان فورًا".

ويُشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن أمس أن قوات بلاده نفذت ضربات مكثفة بأسلحة دقيقة وصواريخ طويلة المدى على البنية التحتية في العاصمة كييف، فضلًا عن عدة مدن أخرى مثل لفيف ودنيبرو وترنوبل، فضلًا عن خاركيف وزابوريجيا.

وقد جدد بوتين اتهام أوكرانيا بتنفيذ الهجوم الذي استهدف يوم السبت الماضي جسر القرم الذي يربط البر الروسي بشبه الجزيرة التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي. 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة