فتحى سند
فتحى سند


أرجوك لا تغضب

‎دورة «الاحتقان»!

أخبار الرياضة

الجمعة، 14 أكتوبر 2022 - 09:20 ص

أصبحت‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬احتقان‮»‬‭..  ‬مثل‭ ‬الفيروس‭.. ‬سريع‭ ‬الانتشار‭.. ‬والمدهش‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭..  ‬يأخذ‭ ‬دورته‭ ‬فى‭ ‬الجسم‭.. ‬ويذهب‭ ‬إلى‭ ‬العقل‭ ‬مباشرة‭.. ‬تبدأ‭ ‬الأعراض‭ ‬عادة‭ ‬‮«‬بلخبطة‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الفكر‭.. ‬ثم‭ ‬تهور‭ ‬فى‭ ‬السلوك‭..  ‬فتدهور‭ ‬فى‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭..  ‬وتظل‭ ‬الحالة‭ ‬تسوء‭.. ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬مبادرة‭ ‬قد‭ ‬تأتى‭ ‬بهدنة‭ ‬قصيرة‭.. ‬ولكن‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تبدأ‭ ‬الموجة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الاحتقان‭.‬

المحزن‭.. ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬فى‭ ‬الساحة‭ ‬الكروية‭.. ‬يظل‭ ‬يشتعل‭.. ‬وتحديدا‭.. ‬بين‭ ‬القطبين‭ ‬الكبيرين‭.. ‬وللأسف‭ ‬كلما‭ ‬التهبت‭ ‬الأجواء‭..  ‬كلما‭ ‬خرجت‭ ‬إلى‭ ‬السطح‭.. ‬المبادرة‭.. ‬تلو‭ ‬الأخرى‭.. ‬وتتوالى‭ ‬التصريحات‭ ‬‮«‬الرنانة‮»‬‭.. ‬والكلمات‭ ‬الرقيقة‭.. ‬والنصائح‭ ‬التقليدية‭ ‬المكررة‭.. ‬وبالفعل‭ ‬‮«‬يتكسف‮»‬‭ ‬المحتقنون‭ ‬‮«‬على‭ ‬دمهم‭ ‬شوية‮»‬‭.. ‬ولكن‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭.. ‬يظهر‭ ‬كل‭ ‬متعصب‭ ‬على‭ ‬حقيقته‭.. ‬ليعود‭ ‬الاحتقان‭.. ‬وهكذا‭ .‬

‭.. ‬إذن‭.. ‬‮«‬أقراص‭ ‬المبادرات‭ ‬المسكنة‮»‬‭.. ‬لا‭ ‬تأتى‭ ‬بنتائج‭.. ‬لأن‭ ‬المرض‭ ‬مزمن‭.. ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬ورم‭ ‬سرطانى‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يستأصله‭. ‬وهنا‭.. ‬يأتى‭ ‬السؤال‭ ‬‮«‬المعضل‮»‬‭: ‬وما‭ ‬الحل؟

الحل‭.. ‬سهل‭ ‬جدا‭.. ‬ومن‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭.. ‬القانون‭.. ‬لابديل‭ ‬آخر‭.. ‬ولا‭ ‬أدرى‭ ‬لماذا‭.. ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الكل‭ ‬دون‭ ‬تفرقة‭ ‬بين‭ ‬كبير‭ ‬وصغير‭.. ‬دون‭ ‬تخاذل‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬مسئول‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مصادر‭ ‬الاحتقان‭ ‬بمنتهى‭ ‬القوة‭ ‬والشراسة‭.‬

على‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭.. ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬المواجهة‭ ‬الشرسة‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الخطيرة‭.. ‬سيزداد‭ ‬الفيروس‭ ‬خطرا‭.. ‬وسيتحول‭ ‬إلى‭ ‬وباء‭ ‬ستدفع‭ ‬ثمنه‭ ‬الرياضة‭ ‬المصرية‭.. ‬سنوات‭ ‬كثيرة‭ ‬قادمة‭. ‬ولعل‭ ‬الدلائل‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دورة‭ ‬الاحتقان‭ ‬الحالية‭ ‬هى‭ ‬الأكثر‭ ‬سخونة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬القطبين‭.. ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الأسباب‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬معروفة‭ ‬ولا‭ ‬تخفى‭ ‬على‭ ‬أحد‭.. ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يجعل‭ ‬العلاج‭ ‬ممكنا‭ ‬بوضع‭ ‬الآليات‭ ‬المطلوبة‭ ‬لإزالة‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب‭.. ‬وبالمناسبة‭ ‬فإن‭ ‬الإعلام‭ ‬الرياضى‭ ‬يتحمل‭ ‬الجانب‭ ‬الأساسى‭ ‬فيما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬الحالة‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬ودون‭ ‬الدخول‭ ‬فى‭ ‬تفاصيل‭ ‬الدور‭ ‬السلبى‭ ‬المتزايد‭ ‬الذى‭ ‬يلعبه‭ ‬الإعلام‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغى‭ ‬عند‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬روشتة‭ ‬علاج‮»‬‭ ‬الاحتقان‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المعنيين‭ ‬بالأمر‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬‮«‬شجعان‮»‬‭ ‬فى‭ ‬تصحيح‭ ‬مسار‭ ‬حيوى‭ ‬ومؤثر‭ ‬جدا‭ ‬فى‭ ‬التوجيه‭ ‬والتعليم‭ ‬والتنوير‭ .‬

الوضع‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يحتمل‭ ‬أى‭ ‬انتظار‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الغول‮»‬‭ ‬المسمى‭ ‬بالاحتقان‭ ‬حتى‭ ‬تعود‭ ‬الروح‭ ‬الرياضية‭ ‬التى‭ ‬أصيبت‭ ‬فى‭ ‬مقتل‭!‬

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة