الجمعة، 14 أكتوبر 2022 - 06:24 م

قبل أكثر من خمسين عاما، وتحديدًا عام 1967 قدم التليفزيون المصرى مسلسلا بعنوان «القاهرة والناس» كتب له القصة والسيناريو والحوار كل من مصطفى كامل وعاصم توفيق وشارك فى بطولته عدد كبير من الفنانين الذين اصبحوا فيما بعد نجوما كبارا مثل «نور الشريف ومحمود ياسين وصفية العمرى وبوسى ونورا وشهيرة وليلى طاهر وغيرهم» وكان المسلسل أول اعمال المخرج محمد فاضل بعد عودته من بعثة لألمانيا وبلغ عدد حلقاته 84 حلقة وهو عمل اجتماعى يتناول حكايات منفصلة مدة الحلقة نصف ساعة، عن طبيعة العلاقات الأسرية والاجتماعية سواء بالمنزل أو المدرسة أو الجامعة أو مكان العمل، وحملت كل حكاية عنوانا منفصلا منها، وبعد كل هذه السنوات يأتى المؤلف والسيناريست محمد الحناوى ورفيق نجاحه المخرج أحمد عبد الحميد - العائد للدراما بعد غياب طويل - ليقدما عملا دراميا اجتماعيا على طريقة «القاهرة والناس» ولكن بحلقات متصلة تصل الى 45 حلقة، بطولة خالد الصاوى وصابرين وندى بسيونى وطارق عبد العزيز ومفيد عاشوروصبرى عبد المنعم ومحمد مهران ونهال عنبر ونور ايهاب واحمد جمال سعيد، واخرين، فى إطار لايت كوميدى اجتماعى حول الأسرة ومشاكل الأبناء وتعليمهم، حيث تدورالأحداث حول زوجين «ايناس» وتؤديها صابرين وهى مديرة مدرسة، و«عبد الله الفلاني» - خالد الصاوي- مهندس فى الإذاعة المصرية، وبناتهما الاربع واللاتى تمت تسميتهن تيمنًا بنجمات زمن الفن الجميل مثل «فايزة وشادية ونجاة، وثومة»، وهن فتيات فى سن المراهقة ومن خلالهن يناقش المؤلف مشاكل عالم المراهقات، ومنه ينطلق الى قضايا هامة فى المجتمع المصرى منها «التحرش والتنمر والرشوة»، وفى نفس الوقت يبرز أهم القيم التى افتقدناها فى الآونة الأخيرة مثل الصدق والأدب والاحترام والأمانة والشرف والوفاء والجدعنة، وقدم نموذجا للوفاء بين الأصدقاء مؤكدا أن الصداقة من أسمى العلاقات التى يجب أن نزرعها فى أولادنا .

«أعمل إيه» دراما عائلية حقيقية تشبه حياتنا اليومية، فهو يناقش العديد من الموضوعات المهمة فى المجتمع المصرى، أزمات الأسرة متوسطة الحال، والظروف الاجتماعية للتعليم، وكذلك تربية الأبناء، فالعمل هو رصد للواقع الاجتماعى، ولكن بشكل عصرى يتماشى مع التطور الحياتى للأبناء، فهو يقدم معالجة وموعظة غير مباشرة للجمهور، وهذا دورالدراما فى الأساس أن تقدم أعمالا مأخوذة من حياة الناس وتمسهم شخصيًا وهذا يعجب الجمهور، والدراما المصرية بشكل عام تحتاج أن تناقش القضايا المستجدة على الساحة دائمًا وأن تكون الدراما مواتية للواقع.