جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

الكل فى مركب واحد

جلال عارف

الجمعة، 14 أكتوبر 2022 - 07:47 م

كل دول العالم تعانى فى توفير احتياجاتها الأساسية فى ظل سوق مضطربة ما كادت تخرج من أزمة «كورونا» حتى داهمتها الحرب فى أوكرانيا بآثارها الوبيلة على الجميع. الوضع صعب على الجميع ونحن منهم. الجهد المطلوب لتوفير السلع الضرورية ليس قليلا فى ظل المتاح من النقد الأجنبى والذى ينبغى أن يذهب أولا لتأمين الغذاء والدواء ومستلزمات الإنتاج. ومع الارتفاع الهائل فى الأسعار العالمية والتراجع فى الإنتاج.

هذا الظرف الاستثنائى يفرض على الجميع أن يتحمل مسئولياته. وأن تتضافر كل الجهود لتحقيق الاستقرار فى الأسواق. لا يمكن أن نوفر ما يكفى من القمح ثم يلجأ البعض للتلاعب فى رغيف الخبز. ولا يمكن أن يكون لدينا ما يزيد على الحاجة من الأرز ثم نرى من يحجبه عن السوق لأن السعر العادل الذى حددته الحكومة لا يعجبه. ولا يمكن أن نرى من يلجأون إلى «تعطيش» السوق قبل بدء العام الدراسى ليرفعوا سعر البيضة الواحدة إلى ثلاثة جنيهات!!

نحن فى زمن أزمة لا مفر من أن نجتازها معا. الدولة تبذل جهدها فى ظل ظروف صعبة، والمواطن يتحمل نصيبه وأكثر من الأعباء. ولا يمكن فى هذه الظروف أن يسمح بأى تلاعب فى الأسواق أو مضاربة بأقوات الناس. نعم هناك ارتفاع فى أسعار مستلزمات الإنتاج وآثار لتغيير سعر صرف العملة لابد أن يؤخذ فى الاعتبار.. لكن هذا لا يبرر المبالغة غير المقبولة فى الأسعار. والمضاربة الإجرامية فى الغذاء الأساسى والسلع الضرورية.

نحتاج بالتأكيد لتشديد الرقابة على الأسواق. لكننا نحتاج أكثر لأن يتحمل الجميع مسئولياتهم. نحن فى ظروف استثنائية ولا أحد يعرف متى تنتهى هذه الحرب الكارثية، وحتى إذا انتهت فسيكون على العالم مهمة إصلاح ما تم تدميره. ومع ذلك فنحن قادرون - بإذن الله- على تجاوز الأزمة. والمطلوب وقبل كل شيء أن يدرك الكل أننا فى مركب واحد وعلينا أن نصل به إلى بر الأمان.

ما أكثر الأزمات التى مررنا بها وعبرناها سالمين، وما أكثر التحديات التى واجهناها  وقهرناها حين قدم الكل أقصى ما يستطيع ولعلنا- ونحن مازلنا فى رحاب احتفالنا بأكتوبر العظيم - نتذكر كيف كان الصمود العبقرى لشعبنا وهو يرفض الهزيمة ويتوحد حول هدفه الثأر، ويخوض حرب الاستنزاف، ويتحمل عبء الاستعداد للعبور وهو يستكمل بناء السد العالى ويبنى قلاعا صناعية، ويقدم أغلى التضحيات ليصنع النصر العظيم فى أكتوبر المجيد.

نحن نواجه اليوم ظروفا صعبة لابد أن نعبرها بسلام. لا مجال للتهرب من المسئولية ولا للتربح من الأزمة. تعودنا أن نقدم أفضل ما لدينا فى مواجهة التحديات، وأن نخرج من كل أزمة ونحن أقوي.. ولن نحيد عن هذا الطريق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة