الرئيس الأمريكى جو بايدن
الرئيس الأمريكى جو بايدن


استراتيجية الأمن القومى الأمريكى.. أولوية للصين وروسيا

الأخبار

الأحد، 16 أكتوبر 2022 - 10:05 م

بقلم : مرام عماد المصرى

وسط صراع دولى محموم على الريادة وفى عالم يبدو أنه يتجه لتعدد القوى، نشرت إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن، الأسبوع الماضى، استراتيجيتها للأمن القومى، معلنة أن التحدى الكبير للولايات المتحدة والهدف المزدوج يتمثل فى «التغلب على الصين وكبح جماح روسيا»، بالإضافة إلى تقليص الاعتماد على الخصوم، وتعديل العولمة.


حددت الاستراتيجية وهى وثيقة مكونة من 48 صفحة والتى تأخر طرحها بسبب الحرب الروسية فى أوكرانيا الصين باعتبارها المنافس الوحيد لواشنطن الذى لديه نية فى إعادة تشكيل النظام العالمى، ووصفت روسيا بأنها «شديدة الخطورة».


ورغم نفى بكين المتكرر أنها تسعى إلى الهيمنة، ترى الوثيقة الاستراتيجية الأمريكية أن لدى الصين «طموحات لإنشاء مجال نفوذ معزّز فى المحيطين الهندى والهادى وأن تصبح القوة الرائدة فى العالم».


وحددت الوثيقة بعض السياسات الأمريكية للرد على الصين، والتى تتمثل فى استمرار التدخل فى الشئون الداخلية للصين، من خلال عدد من السياسات؛ منها توظيف ورقة حقوق الإنسان من خلال فضح الأساليب الصينية للتعامل غير الإنسانى مع الإيجور.

وحقوق الإنسان لسكان التبت، وأيضًا دعم الديمقراطية فى هونج كونج، ومنع الصين من ضم تايوان من خلال رفضها أى محاولات أحادية من جانب الصين لتغيير الوضع الراهن بالقوة. وعلى الرغم من نفى واشنطن نيتها دعم استقلال تايوان، فإنها أكدت مواصلة تقديم الدعم العسكرى لتايوان.

وأيضاً التعاون مع الصين فى بعض الملفات مثل: التغير المناخى والصحة العامة العالمية، ولذلك قد يمكن للطرفين التعاون وضمان رخائهما فى الوقت نفسه.. ولا تنظر الوثيقة إلى روسيا وجمهورية الصين الشعبية على قدم المساواة بل تطرحان تحديات مختلفة، حيث جاء فى الوثيقة أن روسيا تشكل تهديدًا فوريًا للنظام الدولى الحر والمفتوح.

وتنتهك بشكل متهور القوانين الأساسية للنظام الدولى اليوم، كما أظهرت حربها العدوانية الوحشية ضد أوكرانيا. وأكدت الاستراتيجية ضرورة احتوائها، فى إعادة تطبيق السياسات الأمريكية ضد الاتحاد السوفييتى. كما حاولت الوثيقة تأطير الحرب الأوكرانية ليس باعتبارها صراعا جيوسياسيا بين الغرب وروسيا.

ولكن باعتباره دفاعاً عن المبادئ الأساسية للأمم المتحدة الخاصة بالسيادة، ووحدة أقاليم الدول. ووضعت الاستراتيجية الآليات للتعامل مع التحدى الروسى، والذى يتمثل فى ‌الدعم المستمر لأوكرانيا، لكى تتمكن من الدفاع عن نفسها ودعمها اقتصادياً وإنسانياً من خلال جمع المساعدات من الحلفاء والدول الصديقة، بحيث تتحول الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

إلى «خطأ أو فشل استراتيجى».. وأيضًا استنزاف الاقتصاد الروسى من خلال توجيه الولايات المتحدة ضربات اقتصادية تهدف لإضعاف مجال الدفاع والفضاء الروسى، وزيادة قدرات الناتو لردع روسيا من الاعتداء على الدول الأوروبية، من خلال الترحيب بالسويد وفنلندا فى الحلف. كما تضمنت الاستراتيجية أيضًا منع روسيا من استخدام النووى.

وترى الوثيقة أن إضعاف روسيا، عسكرياً واقتصادياً، عبر استنزافها فى أوكرانيا، وأكدت الاستراتيجية أن الولايات المتحدة: «لن تسمح لروسيا، أو لأى قوة أخرى، بتحقيق أهدافها من خلال استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها»، لكن الوثيقة لم تناقش رد الولايات المتحدة وحلف الناتو إذا اختار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين استخدام سلاح نووى تكتيكى فى أوكرانيا.


وفى وقت لاحق، اتهمت الحكومة الصينية، الولايات المتحدة بممارسة الحرب الباردة ودعت إلى بذل جهود لإصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين، بعدما أصدر الرئيس الأمريكى استراتيجية للأمن القومى تدعو إلى منافسة بكين خارجيًا وعرقلة جهودها لإعادة تشكيل الشئون العالمية.

 

يشار إلى أن وثيقة بايدن، كانت قد اتهمت الصين أيضًا بمحاولة «نحر التحالفات الأمريكية». ودعت إلى «منافسة بكين خارجياً» فى التحالفات السياسية و«الحوكمة العالمية»، بالإضافة إلى الأعمال والتكنولوجيا والشئون العسكرية.

اقرأ أيضا | بريطانيون ينتقدون بايدن بسبب تعليقه على السياسة الاقتصادية لتراس

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة