وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز


وليد عبدالعزيز يكتب: الكتاكيت .. واستغلال الأزمات

وليد عبدالعزيز

الإثنين، 17 أكتوبر 2022 - 05:35 م

قد يكون صاحب فيديو إعدام الكتاكيت أختار أن يقلل حجم خسائره لاستكمال دورة تربية كاملة للدواجن وفضل الخسارة القريبة بدلاً من دفع أجور العمال وغيرها من مستلزمات تربية الدواجن ..المشكلة ليست فى الكتاكيت ولكنها فى علف الكتاكيت .. دولة بحجم مصر يسهم القطاع الخاص فى إنتاجها بحوالى ٧٠٪  مازالت تعتمد على الاستيراد لتصنيع الأعلاف ..نستورد حوالى ٧ملايين طن ذرة صفراء سنوياً بخلاف فول الصويا لتصنيع وتوفير الأعلاف ..الجميع بمن فيهم صاحب الفيديو يعرفون جيداً أن هناك أزمة عالمية وأن الدول المصدرة للذرة وهى روسيا وأوكرانيا فى حالة حرب الآن وحركة التجارة مع هذه الدول تراجعت بنسبة كبيرة مما أثر بصورة مباشرة على الأسواق العالمية ومنها مصر.

قد يكون صاحب الفيديو الشهير بإعدام الكتاكيت قد تسرع فى إصدار حكم الإعدام على الكتاكيت لأن فى مصر آلافا من مربى الدواجن ويتعرضون لنفس الأزمة والنقص فى الأعلاف إلا أن الكثير منهم وجدوا حلولاً بديلة ومستمرون فى الإنتاج لأننا نعيش فى أزمة حقيقية تضرب العالم أجمع ..المشكلة فى مصر أن الناس مش عاوزة تصدق إن فى أزمة وإن هناك آثاراً سلبية انعكست على حركة التجارة فى كل دول العالم ..فى الأزمات دائماً يكون الموقف الأسهل هو الهروب من المشكلة والاستسلام ..أما مواجهة المشكلة والبحث عن حلول بديلة فهو الأصعب ولكنه الأفضل لأن قوة الدول أو ممثلى القطاع الخاص تقاس بمعيار كيفية التعامل مع الأزمات والخروج منها بأقل الخسائر ..مشكلة البضائع المكدسة بالموانئ ستحل فى القريب العاجل ولكن المشكلة الكبرى هى أننا نخرج من هذه الأزمة بدون أى دروس مستفادة وهنا سنصبح دولة يتحكم فى غذائها الموردون فقط و لا نستطيع التحكم فى الأسعار والإنتاج ..قد يكون فيديو الكتاكيت رسالة للجميع الحكومة والقطاع الخاص لنبحث معاً عن حلول بديلة تضمن استمرار  تواجد الأعلاف طوال العام وعدم إغلاق المزارع بل يجب أن نشجع  المستثمرين الجدد على الاستثمار فى مشروعات تربية الدواجن والمواشى لنستطيع أن نحقق الاكتفاء الذاتى من منتجات أساسية ارتفعت أسعارها بطريقة جنونية وأقصد اللحوم والدواجن بحجة أننا نستورد الأعلاف.

ما حدث مع الكتاكيت من الممكن أن يحدث فى قطاعات أخرى لو لم يفكر  الجميع فى حلول سريعة وخارج الصندوق لأن الأزمة العالمية قد تطول وهناك دول حتماً ستخرج من الأزمة بأكبر المكاسب ودول أخرى ستتعرض لخسائر كبيرة ..أتمنى أن نكون من الدول التى تخرج من الأزمة بأكبر المكاسب بشرط أن يتعامل الجميع مع الوضع الحالى فى ظل وجود أزمة حقيقية تتطلب تغيير الفكر والاستراتيجية لتقليل الخسائر بل وتحويلها إلى فرص قد تساعدنا على استكمال مشوار البناء والتنمية ..دعونا نتعاون بأفكار جديدة وتوفير بدائل محلية تضمن لنا على الأقل ألا يفكر أى شخص فى التخلص من الكتاكيت ولكن يبحث عن مصدر محلى جديد  لضمان استمرار دورة الإنتاج ..دعونا نبدأ..وتحيا مصر

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة