الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 - 05:31 م

من أمثالنا الشعبية الجميلة « غدانا فى الخزانة!» جملة مفيدة وصحيحة وواقعية، تعبر عن قناعة المصريين . وتعنى أن كل البيوت تربى الطيور المنزلية كتاكيت الفراخ والأوز والبط فى عشة « خزانة » فوق السطوح . تأكل بواقى الطعام وفضلات البيت . لم نسمع عن استيراد الأعلاف كغذاء ضرورى لتربية الدواجن ، حتى ظهرت المزارع العملاقة التى تنتج الفراخ البيضاء غير المغذية كالفراخ البلدى . للأسف ظهرت مع التضخم السكانى الرهيب ، وتبوير الأرض الزراعية الخصبة وهجرة الفلاحين من زراعة الأرض ، والغاء العشش من فوق السطوح لبناء شقق سكنية !.
هذه هى الحقيقة المرة التى أوصلتنا الى أزمة اعدام الكتاكيت . وأرى أن منظر اعدام مليون أو حتى 2 مليون كتكوت كما يشاع مقزز ، ولابد من محاسبة من قام به. ألم يكن من الأفضل أن يذهب صاحب المزرعة الى القرى ويمنح الكتاكيت للناس لتربيتها بالطريقة القديمة ؟!. أم أن هواية خلق الازمات وإطلاق الشائعات ضد الدولة المصرية أصبحت ترندا لكل من هب ودب .

وأرى أن الحكومة تأخرت فى علاج المشكلة قبل استفحالها ، والبطء فى مثل هذه الحالات غير مطلوب . لقد تحرك مجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفى جبالى ، وكلف الحكومة بسرعة اتخاذ ما يلزم لحل أزمة الدواجن . بعد أن تقدم العديد من النواب بطلبات الإحاطة . وهو ماكشف عنه هشام الحصرى رئيس لجنة الزراعة بأن قطاع إنتاج الدواجن يعانى من أزمة كبيرة فى توفير الأعلاف . ما يهدد استثمار يبلغ 100 مليار جنيه ، وكلنا نعلم أن الدواجن والبيض أهم غذاء للشعب ، ويعتبر أرخص بروتين فى مصر.

بالتأكيد الحكومة حريصة على استمرار عجلة الانتاج فى هذا القطاع. وقد بدأت فعلا فى حل أزمة نقص شحنات الذرة والصويا. تم بالفعل الإفراج عن مستندات بقيمة 44 مليون دولار من بذرة فول الصويا. وتستمر الإفراجات بصورة أسبوعية لمستندات الذرة والصويا، والقضاء على السوق السوداء بصورة نهائية .
دعاء : اللهم احفظنا من الفتن.