عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


عبدالقادر شهيب يكتب: شيرين والكتاكيت!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 20 أكتوبر 2022 - 05:08 م

بعد عقود لو سعى أحد الدارسين لبحث ما كان يشغل الرأى العام المصرى خلال شهر أكتوبر عام ٢٠٢٢ سوف يكتشف أنه أولا أمر المغنية شيرين وما حدث ويحدث لها وما أثير حولها وقيل عنها، ثم ثانيا إعدام الكتاكيت الذى قام به على الهواء بشكل متعمد أكثر من (مربى) للدواجن وتم تداوله  على مواقع التواصل الاجتماعى للتنبيه لوجود أزمة فى علف الدواجن!.. وسوف يخلص الدارس   لهذه النتيجة رغم أن هذا الشهر  شهد أحداثا أخرى، داخلية مهمة عديدة، مثل افتتاح مشروع الرمال السوداء الذى ظل لسنوات مطلبا للخبراء، ومثل جولة المفاوضات الجديدة لنا مع صندوق النقد الدولى حول الاتفاق الجديد معه والتى قد تكون الجولة الأخيرة من مفاوضات بدأت فى الربيع وبعدها يتم الإعلان عن هذا الاتفاق الذى سيكون له آثاره الاقتصادية علينا خاصة على الجنيه، وأيضا إعلان وزير التعليم عن التفكير فى تقنين الدروس الخصوصية التى كنّا حتى الأمس نحاربها ونطارد أصحابها ونغلق سناترها، وذلك بمنح هذه السناتر  تراخيص للعمل ومنح من يقومون بالتدريس فيها تراخيص أخرى وتولى شركة خاصة الإشراف على مجموعات التقوية فى المدارس، وكذلك مثل  تصعيد الهجوم الإعلامى علينا فى مصر من قبل وسائل إعلام إخوانية، وتشكيل تيار إخوانى جديد فى تركيا يتبنى علنا ممارسة العنف فى بلدنا لاستعادة الإخوان السلطة. 

غير أن الرأى العام فى أى مكان أو بلد، رغم جاذبية التلصص على أسرار الناس وهواية ممارسة  النميمة، ينشغل عادة بما يتم شغله به.. أى أنه قابل للتوجيه عادة عبر الإعلام ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعى.. ولذلك إذا كان الرأى العام لدينا انشغل أولا بما حدث للمغنية شيرين، رغم أنه أمر شخصى شديد الخصوصية، وانشغل ثانيا بمصير الكتاكيت رغم أن ما حدث لها لم يمثل ظاهرة فى عملية إنتاج الدواجن، فإنه فعل ذلك لأن هناك من دفعه للاهتمام والانشغال به، أو لم يحضه على الاهتمام بأمور أخرى أهم.. وهذا لا ننفرد نحن به وإنما يحدث فى جميع أنحاء العالم.. فهناك دوما من يوجه الرأى العام، ووراء ذلك دوما أهداف سياسية.. وهذه الأهداف السياسية لا تخص قوى داخلية فقط وإنما تخص دولا أخرى وأجهزة مخابرات أجنبية.. وهذا يفسر لنا لماذا تحتضن دول أجهزة إعلام الإخوان لديها بل وتوفر التمويل لها.. ولذلك الرأى العام يجب حمايته من التوجيه الممنهج.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة