كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: إلى القمة العربية

كرم جبر

الجمعة، 21 أكتوبر 2022 - 05:58 م

الملف الفلسطينى هو الأكثر تضرراً من الأوضاع المأزومة فى منطقة الشرق الأوسط، فبعد أن كانت فلسطين هى قضية العرب الكبرى، منذ القمة الأولى فى إنشاص سنة ١٩٤٦ وقبل إعلان قيام إسرائيل، ظل الملف يتراجع فى دائرة الاهتمام العربى، خصوصاً فى السنوات الأخيرة.

رياح الجحيم -المسمى بالربيع العربى- فتحت فى الجسد العربى جراحا اخرى غائرة، بعد أن كانت القمم العربية تتبنى الدعوة لتفعيل مبادرة السلام العربية، ومتابعة تطورات الاستيطان الإسرائيلى، والمحافظة على هوية القدس الشرقية، وغير ذلك من العبارات التى تحتاج تفعيلاً، فالجميع يعلم أن القضية أكبر بكثير من التصريحات والأمنيات، وتخضع لأمرين شديدى الخطورة.

أولاً: إصرار اسرائيل على التهام بقية الأراضى الفلسطينية، مدعومة بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بما يؤكد أن الزمن لم يعد فى صالح القضية الفلسطينية، وأن ما كان مطروحاً عليها بالأمس لن تستطيع تحقيقه اليوم، وأن ما سوف يُطرح اليوم لن يحصلوا عليه فى الغد.

ثانياً: تعثر محاولات لم الشمل ورأب الصدع بين فتح وحماس، وصولاً إلى موقف فلسطينى موحد، يدحض مزاعم إسرائيل ولعبها على الوقيعة وإذكاء للصراع والفتن، فوحدة الصف الفلسطينى هى الخطوة الوحيدة لإحياء السلام، وإخراج القضية برمتها من ثلاجة التجميد.

القمة العربية القادمة عليها إيقاظ الضمير العالمى حول الأوضاع المأساوية التى يعيشها الشعب الفلسطينى، ولكن على القمة -أولاً- أن تعلى شأن لم الشمل ورأب الصدع، ومحاولة اللحاق بحلم التضامن العربى، وبداية اليقظة هى الشعور بالخطر الشديد، والاتفاق على حد أدنى يحمى المصالح العربية، ومؤثر فى المعادلة والسياسات التى يجرى وضعها للمنطقة بعيداً عن مصالحها الحقيقية.

***

الدول المتعافية يحميها شعب مستنير ولديه درجات عالية من الوعى، شعب يبنى ولا يهدم، يحافظ ولا يفرط، يثق ولا يشكك، ويؤمن بأن مستقبله سيكون أفضل، وأن الأمانة حين تتسلمها الأجيال القادمة، ستكون فى الحفظ والصون.

الإعلام شريك فى بناء الوعى، والدفاع عن الدولة الوطنية وهويتها وثوابتها، ونجاحه فى مهمته مرهون بالحفاظ على الدولة والحريات العامة، وتوسيع اطر الحوارعلى قاعدة مشاركة الجميع.
صحيح ان مصر تتعرض لهجمة شرسة من جبهات معادية تعتمد سلاح التشويه والتشكيك فى إنجازات لم تحدث فى تاريخ الدولة المصرية، لكنها تمضى فى طريقها، ولو استمرت معدلات النمو لعشر سنوات قادمة، ستصبح مصر بإذن الله واحدة من الدول المتقدمة.

أدعو الله أن يحفظ مصر، وتبقى دائماً مرفوعة الهامة والقامة، قوية ومتعافية وكريمة وقادرة ومكتفية ذاتيا وقادرة على تلبية احتياجات شعبها.
أتمنى لها الاستمرار فى بناء قوتها الذاتية فى كل المجالات، اقتصادياً وعسكرياً وسياسيا واجتماعيا، وأتمنى لها السلامة والأمن والطمأنينة، فهى أجمل بلد فى الدنيا، قد نتضايق منها أحياناً، ولكن لا نقدر على فراقها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة