عصام السباعي
عصام السباعي


الأحـلام أصبحــت حقيقـة

عصام السباعي يكتب: مصر.. وحلقـــات الإصلاح المتصلة

عصام السباعي

الإثنين، 24 أكتوبر 2022 - 01:26 م

أصبحت الأحلام حقيقة، وبخبرة 45 عاما فى الصحافة الاقتصادية والسياسية، ومتابعا عن قريب ومن داخل مطبخ صناع القرار فى ملفات الاقتصاد والطاقة بأنواعها، أستطيع تأكيد تلك الملحمة التى تشهدها مصر خلال السنوات السبع الماضية، ولن أبالغ إذا قلت إن بعض الكوابيس تحولت إلى أخبار سعيدة وواقع أفضل لمصر والمصريين، وما كان ظلاما وكابوسا، أصبح من الذكريات، مثل الكهرباء وأسطوانات الغاز والفيروس سى، والصرف الصحى ومياه الشرب ومعالجة المياه  والإسكان، والتعليم وتعميق التصنيع فى مجالات عديدة واعدة، وغير ذلك من إصلاح وتحديث القطاعات المختلفة، وتم تحويل المشاكل إلى فرص عمل أكبر، ومعدل نمو أعلى، وفى التحليل الأخير توفير مناخ أفضل للاستثمار، وتحقيق الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى، وأصبحنا نعيش واقعا أفضل وفق المعايير العالمية لجودة الحياة، التى أصبح عنوانها المشروع العالمى الفريد «حياة كريمة».

حلم استثمار الرمال السوداء أصبح حقيقة بعد عقود طويلة

كل إنجاز حققناه بالدراسة والعمل مكثف، أو كما أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته أمام المؤتمر الاقتصادى، فكل عنوان من الإنجازات له حكاية وقصة، وأكثر من مؤتمر تم عقده خصيصا له، وتخيلوا كم قصة لكل عنوان ذكره رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أمام المؤتمر، ويكفى أن نعرف أن فاتورة الخسائر الاقتصادية التى تكبدتها مصر، نتيجة عدم الاستقرار السياسى والأعمال الإرهابية بين عامى 2011 و2013 وصلت لحوالى 477  مليار دولار، والرقم يعبر عن  ملحمة وقصة طويلة، وتعب لا حدود له، بحيث لا يمكن أن نتوقف عند العنوان فقط، فضلا عن عناوين ملاحم أخرى عملاقة، تعبر عنها الأرقام التى تتداولها المؤسسات المالية الدولية فى تقاريرها عن مصر، أتوقف عند بعضها مثل ارتفاع نصيب الفرد من إجمالى الناتج المحلى من 2700 دولار إلى 4000 دولار، وخفض نسبة الديون الخارجية وخلق موارد هائلة للدولة، وهو ما انتهى إلى تحقيق مصر معجزة اقتصادية لفتت أنظار العالم، فعلى الرغم من تعرض مصر لخمس أزمات اقتصادية كبرى خلال الفترة الأخيرة، وكل واحدة منها كفيلة بإسقاط دولة، إلا أنها نجحت فى عبورها بسلام، وترجم البنك الدولى تلك الملحمة الكبرى، وتوقع فى تقرير حديث له أن  تحقق مصر معدل نمو بنحو 4٫8 % فى 2022/2023، رغم الزيادة السكانية الرهيبة التى تعادل 21 مليون نسمة، وهى كما نعلم قد تعادل سكان عدة دول!  

اسمحوا لى أن أشير إلى زاوية مهمة جدا تطرق إليها الرئيس السيسى، بصورة غير مباشرة، وتتعلق بالحلول الابتكارية غير التقليدية، وبالتحديد عندما أوضح أن هناك 40 مدينة جديدة أضافت لرصيد الدولة حوالى 10 تريليونات جنيه، وذكر على سبيل المثال وليس الحصر، ملحمة العاصمة الإدارية الجديدة ، فرغم الاستثمار الهائل فيها، والصروح العملاقة التى طالت السماء، لم تتكلف ميزانية الدولة فيها جنيها واحدا، وفوق ذلك، فإن الشركة التى تقوم عليها لديها 42 مليار جنيه فى البنوك، بخلاف نفس المبلغ من ائتمان المستثمرين. 

الترجمة الأخيرة للمشهد توضح الملاحم التى تحققها القيادة السياسية صاحبة الإرادة القوية، عندما تكون مدعومة بالظهير الشعبى، وهو الأمر الذى يجعلنى أتوقع أن المؤتمر الاقتصادى لم يكن كسابقيه، ساحة للكلام، ولكن مطبخا لبلورة الأفكار وصناعة السياسات وصياغة القرارات، أقول ذلك مثلا وأنا أتابع على شاشة التليفزيون كلاما عن أهمية إصدار قانون الإفلاس، وهو مطلب مجمع عليه فى الحكومات السابقة ورجال الأعمال من القرن الماضى، باعتبار أن أهم عوامل جذب المستثمرين هو سهولة الدخول والخروج من السوق.

أعتقد أن الأمر مختلف تلك المرة ومع ذلك المؤتمر، فاليوم هناك إرادة سياسية إصلاحية للتطوير والتنوير والإصلاح والنهضة بلا حدود، وقد لمسناها جميعا فى ملاحم عدة سابقة، ولعل أقربها افتتاح الرئيس قبل أيام لمجمع مصانع الرمال السوداء بالبرلس، وهو المشروع الذى تابعت تعثره لعقود طويلة، وكان يتم طرح المناقصة تلو الأخرى، نظرا لعدم وصولها للمستوى الذى يتناسب مع قيمة وأهمية تلك الرمال اقتصاديا واستراتيجيا، وأتذكر أن الأمر وصل لدرجة أن إحدى شركات الكريستال الشهيرة تقدمت لإحدى المناقصات، وظل الأمر كذلك حتى حرك الرئيس الملف، كما سبق وحرك ملف برنامج مصر السلمى للطاقة النووية بالضبعة، وخرج  مشروع الرمال السوداء للنور بقيمته المضافة التى تصل إلى 6مليارات دولار، وفرص العمل التى يوفرها ذلك المشروع، الذى اعتبره الابن البكر لتلك الهيئة النووية التى خرجت من عباءة مؤسسة الطاقة الذرية عام 1977، وأرجو أن نشهد قريبا مشروعات استثمارية أخرى إلى جانب أدوارها القومية الأخرى، فى إضاءة قومية جديدة لهيئات مصر النووية.

وما أراه أننا أمام تجسيد عملى لاستكمال حلقات الإصلاح الشامل فى مصر، حيث يتقاطع الحوار الوطنى مع الحوار الاقتصادى، بالتكامل مع خارطة طريق متكاملة عرضها الرئيس على المؤتمر، وخاصة ما يتعلق بالمحور الاجتماعى  والإصلاح الإدارى، وكل حلقة تأتى فى وقتها لتتصل بما قبلها، ويتواصل غزل الملحمة المصرية برغم العقبات والخلافات، وليس الاختلافات، فى إطار المظلة الكبيرة للتوافق الوطنى، وفى انتظار الخطوات الجديدة للإصلاح الإدارى، وتطبيق برامج التدريب التحويلى للاستفادة من الطاقات العاطلة فى الجهاز الإدارى للدولة، وتطبيق لوائح منضبطة للأداء، تكافئ وتعاقب، كما هو الحال فى العالم المتقدم، وبناء سياق فكرى للإصلاح فى مصر، يقوم على العمل وإزالة معوقات العاملين، ويعطى الأهمية المطلوبة لعنصر الجودة، يزيل معطلات سوق العمل، ويطبق أخلاقيات العمل فى كل مجال، يطمئن مجتمع الأعمال ويسهِّل خطواتهم، وزيادة وعى الناس بأهمية العمل .. أن تكون حياتنا «علم وعمل وأمل وتفاؤل»، حتى نحقق الملحمة المصرية الكبرى المنشودة. 
ودائما ودوما وأبدا .. تحيا مصر .

بوكس

مهم جدا أن تتوسع وسائل الإعلام المصرية أكثر فى الشئون الخارجية، وتقوم بربط حال العالم بأحوالنا، فى الدول القريبة والبعيدة، النامية والمتقدمة، وخاصة ما يتعلق بالتأثيرات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، حتى يشعر الجميع بعظمة الوطن، ويصبح الإعلام أول حائط صد ضد تلك الغربان، التى تنشر الإحباط واليأس، وتحاول تدمير قيمة العمل، وتشويه كل ناجح ونجاح.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة