جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

رياح التغيير.. وصلت بريطانيا!

جلال عارف

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022 - 07:00 م

شهر ونصف من الفوضى السياسية والاقتصادية التى ضربت بريطانيا مع حكومة «ليز تراس» أقنعت حزب المحافظين الحاكم بأنه كان على خطأ حين تردد فى منح ثقته لوزير المالية السابق «ريش سوناك» قبل شهرين وفضل أعضاؤه اختيار «ليز» فدفع الحزب الثمن ودفعه أيضا اقتصاد بريطانيا.

هذه المرة لم يجد الحزب مفرا من إسقاط كل التحفظات السابقة، ليأتى «سوناك» لزعامة المحافظين ورئاسة الحكومة. فشلت بسرعة مناورة «جونسون» للعودة التى كانت ستدمر ما تبقى من سمعة الحزب. ولم يستطع أى مرشح آخر أن يجمع التوقيعات اللازمة لترشيحه من نواب الحزب. ليأتى «سوناك» لحكم بريطانيا كأول رئيس وزراء بريطانى من أصل هندى، وكأصغر من تولى المنصب منذ ٢٠٠ سنة، وكرجل من خارج الكنيسة، وليأتى كل ذلك من الحزب المحافظ وفى مناخ شهد استعراض بريطانيا لمحافظتها على التقاليد وهى تودع ملكتها الراحلة وتحتفل بتنصيب الملك الجديد.

عملية الإنقاذ لن تكون سهلة. الأزمة الأخيرة كشفت الكثير من الضغوط التى يتعرض لها الاقتصاد البريطانى رغم أنه مازال بين أكبر الاقتصادات العالمية. ليست الحرب الأوكرانية ولا تأثيرات «كورونا» فقط هى ما يترك بصماته على الاقتصاد. هناك «البريكست» التى خلقت تحديات هائلة لم يتم التعامل معها حتى الآن. وهناك عشر سنوات من السياسات التقشفية التى سارت عليها حكومات المحافظين.

الرهان أن «سوناك» الملياردير والخبير المالى سيقنع دوائر المال بتقبل سياساته  التى ترفض تخفيض الضرائب على الأثرياء، بل تفرض أعباء إضافية على الشركات الكبيرة وخاصة فى مجال الطاقة التى تحقق أرباحا هائلة فى عز الأزمة. وقد تساعده أصوله الآسيوية فى كسب ثقة الأقليات فى الداخل، ودول الكومنولث فى الخارج وستبقى مشكلته مع «بارونات الحزب» هى الأكبر فهو ـ بالنسبة لهم ـ مرشح الضرورة لا مرشح الاقتناع.

العالم يتغير بسرعة، والاقتصاد يحكم بقوة، «وسوناك» يحكم بريطانيا التى فر جده من قهر استعمارها لبلاده «الهند» قبل عقود. هل كان الجد يحلم بأن يجلس حفيده على مقعد تشرشل؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة