جمال عبد الناصر يوقع اتفاقية الجلاء مع «أنتونى ناتنج» وزير الدولة البريطانى
جمال عبد الناصر يوقع اتفاقية الجلاء مع «أنتونى ناتنج» وزير الدولة البريطانى


كنوز| الذكرى 68 لتوقيع جمال عبد الناصر اتفاقية الجلاء

عاطف النمر

الأربعاء، 26 أكتوبر 2022 - 05:23 م

بعد احتلال غاشم استمر 73 عاما وتسعة أشهر وسبعة أيام، نحتفى بذكرى مرور 68 عاما على توقيع البكباشى جمال عبد الناصر على اتفاقية جلاء بريطانيا عن مصر فى 19 أكتوبر 1954 مع «أنتونى ناتنج» وزير الدولة للشئون الخارجية بالمملكة المتحدة، بحضور عبد الحكيم عامر، وعبد اللطيف البغدادى وصلاح سالم، ووزير الخارجية محمود فوزى، وتعمد جمال عبد الناصر أن تتصدر الطرقة المؤدية للقاعة التى شهدت توقيع الاتفاقية صورة كبيرة للزعيم أحمد عرابى وكأنه أراد ان يقول للإنجليز: «دخلتم بلادنا باحتلال بعد فشل ثورة عرابى بالخيانة، وها هو يشهد خروجكم من بلاده ونحن امتداد له».

ومما نفخربه فى تاريخنا المعاصر أن توقيع اتفاقية الجلاء جاء بعد نضال وطنى مستمر قدم خلاله الشعب المصرى تضحيات ضد احتلال غاشم دخل مصر بالخيانة لأحمد عرابى، وظل الشعب يناضل فى سبيل حريته واستقلاله حتى ثورة 1919، واستمر فى النضال حتى وقع النحاس باشا معاهدة 1936 لتحصل مصر على استقلالها وتأخر تنفيذها بسبب الحرب العالمية الثانية، إلى أن جاءت أولى مراحل الإجلاء فى 31 مارس 1947 عندما رفع الملك فاروق علم مصر فوق ثكنات قصر النيل معلنًا جلاء الإنجليزعن القاهرة والإسكندرية، واستمر النضال بالكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال بعمليات نوعية التى قامت بها المقاومة الشعبية فى قناة السويس فور انتهاء نكبة حرب فلسطين، وفى عام 1951 ألغى النحاس باشا اتفاقية 1936 قائلاً: «من أجل مصر وقعتها ومن أجل مصر ألغيها» مشيرًا إلى أن وجود القوات البريطانية فى منطقة القناة أصبح غير شرعى..

ومن حق الحكومة دعم الفدائيين، وكان كلامه بمثابة الشرارة التى أشعلت حرب العصابات على القوات البريطانية فى القناة من أبطال المقاومة المسلحة التى وجهت ضربات موجعة لمعسكرات الاحتلال، وعقب ثورة يوليو 1952 وجد الاحتلال نفسه مجبرا على استئناف المفاوضات، وإبرام اتفاقية الجلاء التى تنص على رحيل 80 ألف جندى بريطانى من الأراضى المصرية بالكامل خلال 20 شهرا على خمس مراحل، مدة كل مرحلة أربعة أشهر، ونصت الاتفاقية على عدم استخدام مصطلح التحالف الذى كان متفقا عليه فى اتفاقية 1936، وإعلان قناة السويس مجرى مائيا دوليا لا يتجزأ من الأراضى المصرية، وقد أزالت القوات البريطانية أعلامها من مبنى قناة السويس فى بورسعيد، باعتباره أول مبنى قامت القوات البريطانية باحتلاله عام 1882. 

تم جلاء آخر جندى بريطانى فى 18 يونيو 1956، ليكون يوم الجلاء عيدا قوميًا أطلق عليه «عيد الجلاء»، قابله أفراد الجاليات الأجنبية الذين كانوا يعملون فى المعسكرات والقواعد الإنجليزية بالسخط والغضب، وفى هذا اليوم الخالد رفع جمال عبد الناصر العلم المصرى على مبنى البحرية البريطانية «النيفى هاوس» فى بورسعيد، ووجه خطابا للشعب قال فيه: «لقد التقيت بكم منذ أكثر من عام وكانت جنود الاحتلال ترتع فى أرض هذه المنطقة وقلت لكم إننا نحس بإحساسكم ونشعر بشعوركم واليوم أشعر بالعزة وأشعر بالفرحة وانا بينكم الآن فى هذه المنطقة التى يرفرف عليها علم مصر، علم العزة وعلم الكرامة وعلم الحرية، اليوم أنا أشعر معكم أن الشرف قد اسُترد فلا شرف بغير حرية، واليوم أيها المواطنون قد استكملت مصر حريتها، واليوم نستطيع أن نعتز بشرفنا ونعتز بشرف الوطن، اليوم انتهت مرحلة كبرى من مراحل الكفاح.

هذه المراحل لم نقم بها نحن وحدنا ولكن قامت بها أجيال عدة، أجيال سبقتنا منذ عشرات السنين كافحت وقاتلت ولم تستسلم ابدا واسُتشهدت فى سبيل هذا اليوم وفى سبيل هذه اللحظة الخالدة، اليوم نحقق النصر الذى سعى اليه أجيال متعددة من أبناء هذا الوطن، اليوم نسترد شرفنا ونسترد حريتنا ولكنا نشعر من كل قلوبنا أن هذا ليس نهاية الكفاح ولكنه نهاية مرحلة من مراحل الكفاح، اليوم وقد استكملنا حريتنا وقد استعدنا شرفنا إننا سنعمل بعزم وسنعمل بجد وسنعمل بإيمان حتى نبنى مصر قوية عزيزة كريمة حتى لا يعود التاريخ مرة أخرى، وحتى لا يرفرف على أرض هذا الوطن علم أجنبى، اليوم سنعمل جميعا متحدين متكاتفين من أجل المحافظة على هذه الحرية ومن أجل المحافظة على هذا الشرف، فإلى العمل أيها المواطنون لقد انتهت مرحلة كفاح وبدأت مرحلة كفاح». 

« كنوز »

إقرأ أيضاً|نشأت الديهي: جنازة جمال عبد الناصر كانت الأضخم على وجه الأرض

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة