علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

فن إهدار الوقت!

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 26 أكتوبر 2022 - 05:48 م

«فوت علينا بكرة»!

يبدو أننى كنت حالما بأكثر مما ينبغى، حينما تخيلت أن هذا الرد الذى كان محل تندر أيام الصبا والشباب، قد اختفى من قاموس الإدارة المصرية، لكن شاءت الظروف أن أتعامل مع عدة جهات خلال الفترة الأخيرة، ليواجهنى واقع مؤلم صادم، حيث يدوى فى أرجاء معظم الجهات التى كان ضروريا الاحتكاك بموظفيها، ذات الرد الممجوج!

الانطباع الذى يفرضه المشهد المتكرر، أنه لا قيمة للوقت، سواء أكان يتعلق بالمواطن أو الموظف، أو «السيستم» إذا كان موجودا بالأساس فى تلك الجهات.
تشعر أن ثمة تفننا فى كيفية إهدار الوقت، بل أحيانا تلمح عمدية أو قصدا يضمره بعض الموظفين، فلا سبب منطقيا يدعو للتأجيل، إلا إذا كان الهدف رغبة سادية فى تعذيب من لا حول لهم ولا قوة، ولا سبيل إلا الرضوخ للأمر الواقع!

لماذا لا تلجأ لرئيس هذا الموظف أو من هو أكبر منهما؟

ومن قال لك إننى وغيرى لم نتصرف على هذا النحو، غير أنه رهان فى غير محله، فكأنما أنت أمام مستنسخات من أصل واحد، هل يحملون نفس الچينات؟
هل ضربهم ذات الڤيروس؟

أغلب الظن أن الإجابة القاطعة: نعم! بل ثمة ما يدعو، للغيظ والأسى أكثر وأكثر.

الرد على المحمول والرغى أهم من الإنصات لشكواك، الاحتفاء بضيف مقدم على انجاز معاملتك، التوقيع على كومة أوراق روتينية له الأولوية على طلبك العاجل و..و..

حاول أن تطلب موعدا محددا، ولو بعد فترة غير قليلة، عندها سوف تواجه المستحيل!

دائما تجد من يفرض عليك السير فى دوائر لا نهائية، عبر إجراءات طويلة، يركز من ينجزها على أمور تفصيلية أو ثانوية، يفترض أنها شأن داخلى لا علاقة لك بها. وعند تقييم الموقف تجد أن حجم الوقت، لا يتناسب أبدا مع النتيجة المرجوة، لاسيما مع استمرار عملية التسويف، التى تتحول بحد ذاتها إلى بند أساسى من الروتين المتبع.

عندما يفيض الكيل، وتذكر الموظف المحترم أن فاقد الوقت لا يمكن تعويضه، وأن الزمن هو أعمارنا، بل إنه مورد نادر، بل إنه الأهم إذ لا نستطيع تخزينه كالمال مثلا، يكون الرد ابتسامة بلهاء «تفرسك»؟!
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة