إبراهيم عبدالمجيد
إبراهيم عبدالمجيد


إبراهيم عبدالمجيد يكتب: الخروج إلى النهار

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 27 أكتوبر 2022 - 05:15 م

فلنكتب أيضا عن شيء جميل. السبت الماضى حضرت احتفالية رائعة بدعوة من الشابة دينا حشيش التى أنشأت جماعة السنوات الذهبية     
Golden Years Community 

أو العمر الذهبى لكبار السن والقائمين على رعايتهم. أنشأتها منذ بداية الكورونا وقدمت فيها الكثير من وسائل الترفيه والدعم النفسى لهم حتى اختارتها مبادرة الأمم المتحدة للاهتمام بكبار السن كواحدة من أهم خمسين جماعة رائدة فى المجال. كانت الدعوة ليوم مفتوح فى حديقة الميريلاند. ذهبت ومعى زوجتى سندى دائما رغم تعبى الصحى لأكون بين من هم فى عمرى لعلى أستلهم منهم الأمل. كل شيء كان رائعا فى الاستقبال وتنظيم الجلوس لأكثر من ألف من الحاضرين.

لن أتحدث عن فرحتى بمن قابلت ووجدتهم يعرفوننى كاتبا، لكن عن فرحتى بهذا العدد وتسهيل كل شيء، من الوصول إلى الدخول إلى الطعام الخفيف إلى المياه والشاى والقهوة وفريق المتطوعين الرائع من الشباب.

ثم كأنت المفاجأة الرائعة وهى «رالي» المشى أو الجرى البطيء الذى قام به تسعون بالمائة من الجالسين وكنت منهم. مشينا ورغم أنى أفعل ذلك وحدى إلا أن المشى فى فريق يتحدى الزمن له نكهة الأساطير. لقد بدا لى أننا مخلوقات أنزلها الله الآن من السماء لتفرح فى الأرض.

ثم كانت الموسيقى الرائعة مع المعلم الكبير هانى شنودة الذى أمتعنا بفرقة المصريين منذ السبعينات، والذى دعانى مدير أعماله سامح عبد الحميد إلى الذهاب أيضا مع دعوة دينا حشيش. ساعة من الجمال مع الغناء وشباب الفرقة الصغير، وهانى شنودة بين أغنية وأخرى يدخل فى مِزاح رائع مع الحاضرين. كان حاضرا ممثلون لوزارة الشباب ووزارة التضامن وهذا أمر جميل، فهم بلا شك من مشجعى هذه الجماعة للسنوات الذهبية، وكل الشكر والتقدير للوزارتين وممثليهما وغيرهما من الحاضرين.

أخذت أقلب فكرى عن صورة ذلك الصباح. تذكرت يوم البعث عند قدماء المصريين وكيف أسموه الخروج إلى النهار. لم أستطع أن أمنع نفسى ووقفت وقلت ذلك فى ثوان حتى لا أقطع روعة موسيقى وأغانى فرقة هانى شنودة. هانى شنودة الذى لم ولا يتأخر عن الذهاب لإمتاع نزلاء أماكن كبار السن مع هذه الجماعة للعمر الذهبي. كان خروجا لا تتكلف فيه غير أن تصحو من غفوتك فلن يحاسبك أحد، بل أنت موضع الحفاوة الآن، فما أجمله من خروج.

يؤكد مقولة الخروج إلى النهار ليس ما رأيته من سعادة على وجوه الجميع فقط، لكن أن تعرف أيضا أن الشابة دينا حشيش نجحت أن تقيم جروب على الفيسبوك لكبار السن بينهم من بلغوا المائة صار مجتمعا ضخما به متطوعون للأنشطة والخدمات التى تقدمها إلى مؤسسات الرعاية بدءا من تدريب الكبار على استخدام الإنترنت الى الدعم النفسى وغيرها كثير. كان السؤال الذى عدت به هو كيف أن لدينا كل إمكانات الجمال هذه ونتشاءم من أى مشاكل حولنا فى الحياة؟ نحن والله نستطيع الإمساك بالجمال مهما بدا من صعاب فى الحياة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة