محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: ألغام دراما السيرة الذاتية

محمد قناوي

الجمعة، 28 أكتوبر 2022 - 04:28 م

لا شك أن التصدى لتقديم أعمال درامية تتناول السير الذاتية سواء كان الذى يتصدى مؤلفا أو مخرجا أو ممثلا، أشبه بلاعب السيرك الذى يسير فوق الحبال الدقيقة ليعبر إلى ممر السلامة، يمشى بحذر لما يحيط به من أزمات ومنعطفات وأهوال، فالسيرة الذاتية للمشاهير بصفة عامة، منطقة مُلغمة ووعرة فنيًا، وقبل أن يخطو الكاتب او المخرج أو الممثل داخل أسوارالمِنطقة لابد أن يتسلح بالذكاء ومهارة التحرك بخفة، متوخيا الحذر التام من الخطوات السابقة، فأى تحرك خاطئ ربما يفسد تاريخ الفنان السينمائى أو الدرامى، فالكاتب لابد أن يتميز بالجرأة الشديدة فى تناول حياة الشخصية بما لها وما عليها، فالبشر ليسوا ملائكة، والمخرج لابد أن يكون يمتلك رؤية وفهما للشخصية، وللفترة التاريخية التى يتناولها، والممثلون يمتلكون القدرة على التقمص والذوبان فى الشخصيات التى يقدمونها ويكونون مناسبين للأدوار شكلا وموضوعا، كما أن هذه النوعية من المسلسلات تحتاج لقوة فى الإنتاج والإنفاق وإلا فقد العمل مصداقيته، أقول هذا بمناسبة عرض الحلقات الأولى من مسلسل «الضاحك الباكى» الذى يتناول السيرة الذاتية لنجيب الريحانى تأليف محمد الغيطى وإخراج محمد فاضل، وأؤمن تماما بعدم الحُكم على أى عمل درامى من حلقاته الأولى، ولابد من التمهل حتى انتهاء الحلقات حتى يتسنى تقييم العمل بمنطقية وبعيدا عن أى أهواء، إلا أن هناك عددا من الملاحظات كشفت عنها الحلقات الأولى، لا يمكن تجاهلها أفقدت العمل عنصرى الدهشة والمفاجأة الكفيلتين بجذب المشاهد لمتابعته، فمن المآخذ الدرامية ظهور الفنانة فردوس عبد الحميد «وهى بكل تأكيد فنانة قديرة» فى سن أم لطفل رضيع بنفس ملامح وجهها الحقيقى الذى نراه الآن، وكان الأولى الاستعانة بممثلة مناسبة للدور فى تلك المرحلة، كما أن ظهور الفنان عمرو عبد الجليل «الذى تجاوز عمره الستين عاما» بشكله الحالى فى دور طالب ثانوى، أفقد العمل مصداقيته من اللحظة الأولى، ويبدو أن مشكلة تسكين الأدوار فى الحلقات الاولى لم تكن مقصورة على «فردوس عبد الحميد وعمرو عبد الجليل» فى المرحلة العمرية الصغيرة، بل وصلت لاختيار ممثل عمره الحقيقى أربعون عاما وهو «مؤمن نور» ليجسد دور الشقيق الأكبر لنجيب الريحانى «عمرو عبد الجليل الذى تجاوز الستين».

هذه الأخطاء كان يمكن أن يتم تجاوزها ببساطة شديدة لو لم تتدخل العواطف فى الاختيار، فقد تسببت هذه الهفوات فى حالة الإنتقاد الشديدة التى يتعرض لها المسلسل فى أسبوع عرضه الأول، أتمنى متابعة العمل حتى حلقاته الأخيرة، بعدها يتم التقييم واصدار الحكم النهائى إما بنجاح المسلسل أو ينضم إلى أعمال السيرة الذاتية التى أصبحت فى طى النسيان.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة