الأحد، 30 أكتوبر 2022 - 08:00 م

من أحب وأقرب ما تعلمته ودرسته إلى قلبى وأنا فى قسم الفلسفة بكلية الآداب مادة الاخلاق التى انبثقت من القرآن الكريم وكان يدرسها لنا الأستاذ الدكتور فيصل بدير عون أستاذ الفلسفة الإسلامية وبأسلوبه المهذب الذى يجعل المعلومات تتسرب الى وجداننا فى يسر وعذوبه جعلنى لا انسى حوارى معه وقت ان كنت احبو نحو المعرفة وقد وقفت اسأله مندهشة عن تفسير الآية الكريمة (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وكيف ان الله جل جلاله يخشى من العلماء... لم ينهرنى ولم يتهكم على تفكيرى السطحى وانما بابتسامته المعهودة أوضح لى قائلا.. ان المفعول به متقدم على الفاعل فالعلماء هم الذين يخشون الله... كان هذا أول درس تعلمته  ليس فى تفسير القرآن فقط وانما فى الأخلاق التى علمنا اياها هذا العلامة العظيم بتواضعه وأدبه الجم فكنت أحصل على أعلى التقديرات فى هذه المواد من الفلسفة الإسلامية رغم صعوبتها.

اعذرونى ان كنت قد اسهبت فى مقدمة ما اريد ان اتحدث عنه وهى الأخلاق التى لو استقامت لاستقامت الحياة.. والأخلاق فروعها كثيرة ولا تنحصر فى الصلاة والصوم وانما فى كل معاملاتنا اليومية فإلقاء تحية الصباح على حارس عقارك وانت تهرع الى عملك دين وأدب وجبر خاطر وأخلاق ... اصلاح ما بين المتشاحنين من الاخلاق.. احترام الكبير والعطف على الصغير.. عدم الوقيعة بين البعض... البعد عن التدخل فى شئون الغير.. التلفظ بكل ما يسعد الآخرين. . الاعتراف بالجميل.. إزاحة الأذى عن الطريق وكف الاذى والظلم.. وتتعدد صور الأخلاق والتدين  بداية من عدم رفع صوتك على والديك وحتى صرف المتسول بالحسنى..

وهنا احيى الشركة المتحدة لمبادرتها بإطلاق حملة تستهدف التأكيد على الأخلاق التى تربى عليها المسلمون والمسيحيون بمصر والتى تدعو للأمانة والشرف وحسن المعاملة وإرساء قيم تاهت فى زحمة الحياة واختلط مفهوم الحرام بالفهلوة فهذا يسرق شبكة الانترنت الخاصة بجاره والآخر يمحو رقما من ارقام سيارته او يغطيه باللون الابيض معتقدا انه يهرب من المخالفات ولا يدرى وربما يعلم ان الغرامة يدفعها له شخص آخر ارقام سيارته هى تلك التى اختلقها هذا اللص الذى استباح ان يسرق غيره..