الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين


بوتين يؤكد على وجوب إنهاء صراع «قره باغ» بين أرمينيا وأذربيجان

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 31 أكتوبر 2022 - 03:05 م

صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين 31 أكتوبر، بأن نزاع قره باج يجب أن ينتهي في وقت ما ولدى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الإرادة السياسية المطلوبة لذلك.

وجاءت تصريحات بوتين، خلال اجتماعه مع باشينيان في سوتشي، قال إنه "تم مؤخرًا بمبادرة من أرمينيا عقد اجتماع عبر الإنترنت على مستوى رؤساء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي ونحن نرى مقاربات زملائنا لما يحدث على الحدود الأرمينية الأذربيجانية وحول قاه باغ.

اقرأ أيضًا: بعد تعليق مشاركتها بصفقة الغذاء.. روسيا ستفي بكافة التزاماتها لتوريد القمح لمصر

وأضاف قائلًا: "أن هذا الصراع مستمر منذ عقود، لذلك مازلنا بحاجة إلى وقت لإنهائه، هل توافق على هذا؟ أعرف ذلك لديكم الإرادة السياسية لذلك ونحن ندعم ذلك بكل وسيلة ممكنة".

وتابع الرئيس الروسي، يجب علينا بالطبع الآن، وبعد ذلك في شكل ثلاثي أن نجد النقاط الرئيسية التي ستسمح لنا بالمضي قدما، مضيفا، اسمحوا لي أن أذكر كيف تم التوصل إلى اتفاق أثناء وقف النزاع المسلح انطلقنا جميعا من حقيقة أن أهم شيء هو ضمان السلام وتهيئة الظروف للتنمية، بما في ذلك تنمية الاقتصاد الأرميني، معتبر أن كل هذه القضايا، بما في ذلك فتح البنية التحتية للنقل تتعلق بتنمية الاقتصاد والمجال الاجتماعي. وخلص بوتين بالقول "في النهاية هذا ما نعمل من أجله لصالح الشعب".

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الأرميني باشينيان: "في فالداي ذكرت حضرة الرئيس أنك ستؤيد اختيار تلك المبادئ التي سيعبر الجانب الأرميني عنها والمرتبطة بالمبادئ ومعايير إقامة العلاقات بين الدول، أرمينيا وأذربيجان".

وأضاف قائلا: "آمل أن تؤيدوا المقترحات الخاصة بالإشارة إلى هذه الوثيقة في نص البيان الثلاثي المحتمل اليوم عقب الاجتماع واقترحت أرمينيا ذلك، ولكن حتى الآن لا يوجد تأكيد على أن روسيا تؤيد هذا الاقتراح.

وتابع بالقول: "أود أن أؤكد أن هذا لا يتعارض مع الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال محادثات براج".

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي، إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

واتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة