الشاعر الكبير فؤاد حداد
الشاعر الكبير فؤاد حداد


كنوز| 95 شمعة لـ «المسحراتي» مبدع «الأرض بتتكلم عربي»

عاطف النمر

الأربعاء، 02 نوفمبر 2022 - 05:50 م

فى 30 أكتوبر 1927 أطلق الشاعر الكبير فؤاد حداد صرخة وجوده الأولى فى الدنيا مثل كل من ينزلون من بطون أمهاتهم لتتلقفهم يد الحياة، اسمه بالكامل هو فؤاد سليم حداد، وهو من مواليد حى «الضاهر» بالقاهرة، وترجع جذور والده إلى بلدة «عبية» بلبنان، اهتم والده بتعليمه حتى تخرج فى الجامعة الأمريكية ببيروت، وجاء به الى القاهرة قبيل الحرب العالمية الأولى ليعمل مدرسا بكلية التجارة جامعة القاهرة، ويحصل على لقب البكوية عندما تأسست نقابة التجاريين التى منحته العضوية رقم «1»، أما والدته فهى من مواليد القاهرة، وجذورها تعود لأجدادها السوريين الكاثوليك الذين جاءوا الى مصر واستقروا بها. 

ويقال إن فؤاد حداد عندما وُلد كان مفنجل العينين يزغر لمن حوله باندهاش وتولت تربيته فى طفولته الأولى مربية روسية، ولم ينطق فؤاد حداد البليغ فى العامية المصرية بأية كلمة حتى أصبح عمره ثلاث سنوات، تعلم فؤاد مع شقيقه توفيق بمدرسة الفرير، وكان يكفيه شرح المدرس للدرس فيحفظه عن ظهر قلب، وكان يتبادل مع شقيقه توفيق المركزين الأول والثانى فى فصلهما..

وفى إحدى السنوات احتل فؤاد المركز الأول على جميع مدارس الفرير فى نهاية العام الدراسى، وشهد له الجميع بالنبوغ فى الرياضيات واللغتين العربية والفرنسية التى كان يرفض ان يتكلم بها غير فصول الدرس. مما سبب له مشاكل كثيرة مع رهبان مدرسة الفرير الذين كانوا يمنعون الكلام باللغة العربية داخل جدران المدرسة، أدرك فؤاد حداد منذ الطفولة أن مصر هى الأم..

مصر التى لجأ إليها أجداده وأبوه وذابوا فيها وأصبحوا من أهلها وأبنائها، وأحب مصر وكأنه يختار عروسه الأبدية، وأوضح أنه فى سن الطفولة أحب الذوق البلدى، والخلخال فى أرجل النساء والورد فى ملابسهن وكان مؤمنا بأن المصريات هن أجمل نساء العالم، وأحب شهامة أولاد البلد وأخلاق العمال وفصاحة الفلاحين، فأختار ان ينتمى للبسطاء ويدافع عن حقوقهم، وصادق فى المعتقل العمال والفلاحين، ومن أجلهم دفع أجمل سنين عمره فى المعتقلات والسجون، كان دائم الحمد على النور والشعر واللغة العربية والزوجة والأصدقاء ونسيم العصرية وكباية الشاى وقلة الماء البارد وضحك الأبناء ورغيف العيش. 

انتقل من مدرسة الفرير إلى مدرسة الليسيه، وأخذ يقرأ كل ما يقع فى يده من دواوين الشعر والزجل، ويحتل المتنبى الصدارة فى قلبه، وتعرف على أزجال بيرم التونسى وأفتتن بها، وكان يكتفى بحفظ شعره الذى كان يلقيه بصوت عال، واعترف صلاح جاهين فى حوار إذاعى بأنه من تلاميذ فؤاد حداد، ونشر ديوانه الأول «أحرار وراء القضبان» بعد خروجه من المعتقل عام 1956، واعتقل مرة أخرى عام 1959 لمدة خمس سنوات، وكتب لسيد مكاوى «المسحراتى» عام 1964، وعمل معه فى البرنامج الإذاعى «من نور الخيال وصنع الأجيال» عام 1969 الذى تضمن أغنية «الأرض بتتكلم عربى».

ومن أبرز الأشعار التى كتبها ضمن تلك السلسلة: «سلام - حسن أبو عليوة - الاستمارة - الكحك - النسمة هلت - والله زمان - يا هادى - بعلو حسى - افتح يا سمسم - فى الغيط نقاية - عنتر - ألف باء، هلال - حرفة هواية - التبات والنبات - دواليب زمان - على باب الله - كلمة مصر - الحضرة الزكية - الشاطر حسن - الحمل الفلسطينى - استشهاد جمال عبد الناصر» وله أعمال أخرى منها: «أدهم الشرقاوى - حسن المغنواتى - أم نبات - مرآة الصمت»، وظل يبدع ويبدع حتى رحل عنا بعد معاناة قصيرة مع المرض فى الأول من نوفمبر1985.

إقرأ أيضاً| فيديو| المسحراتي بقنا.. أغاني رمضانية وترانيم مسيحية «الكل فرحان»

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة