محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: 7 أفلام لا تفوتك في أسبوع النقاد بمهرجان القاهرة السينمائي

محمد قناوي

الخميس، 03 نوفمبر 2022 - 02:00 م

ما يميز برنامج أساسي أو مواز في أي مهرجان سينمائي، القدرة علي جذب الجمهوروهذا لا يتحقق إلا بتميزالأفلام المشاركة فيه،ويعد برنامج"اسبوع النقاد"في المهرجانات الكبري مثل"كان وبرلين"وغيرها من المهرجانات الدولية برنامجا مهما لهواة الافلام الفنية، وهو ما ينطبق علي برنامج أسبوع النقاد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي،"والذي يديره الناقد أسامة عبد الفتاح "فلا توجد اختلافات كبيرة بينه المهرجانات الكبري،فخلال السنوات القليلة التي انطلق فيها هذا البرنامج ليضاف الي البرامج الموازية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وهو يشهد تطورا عاما بعد عاما ليصل هذا العام لمرحلة النضج، بعد أن تم اختيار سبعة أفلام لتشارك في الدورة الـ44، لا يمكن أن"تفوت"هواة هذه النوعية من الأفلام وجمهور السينما الحقيقي لما تمثله من تيارات سينمائية جديدة، تتسم بالجرأة والطرح المغاير.


ففي فيلمها الروائي الطويل الأول"لديّ أحلام كهربائية" تختار المخرجة من أصول فرنسية"فلانتينا ماوريل" نوعية أفلام البلوغ التي صارت محببة للعديد من المخرجين حول العالم، حيث تتابع رحلة "إيفا" الصغيرة من الطفولة للمراهقة، وتصيغ بمهارة علاقتها المتوترة مع أمها وما صار يجمعها مع أبيها من مشاعر مراهقة وجد كل منهما نفسه فجأة غارقا فيها، بورتريه دقيق ومؤثر لفتاة تتمزق بين براءة الطفولة ووعورة عالم البالغين الذي تكتشف أنه ليس كما تخيلته، وبانوراما صادقة لكوستاريكا اليوم 
وبجرأة كبيرة تدور أحداث الفيلم الباكستاني "جويلاند" للمخرج سايم صادق حول عائلة"رانا"المحافظة التي ترغب في مولد حفيد ذكر للحفاظ على اللقب والممتلكات، ينضم ابنه الأصغرسرا إلى فرقة للرقص الإيروتيكي، ويقع في حب نجمة طموحة متحولة جنسيا، وبسبب شجاعته واختلافه وأسلوب سرده الممتع، استحق هذا العمل أن يكون أول فيلم باكستاني يشارك في مهرجان"كان" السينمائي- ضمن الاختيار الرسمي - في قسم "نظرة ما"، وأن يكون ممثل باكستان في مسابقة أوسكار أفضل فيلم دولي، قصة حب مستحيلة تكشف تدريجيا عن رغبة أسرة تقليدية - ترمز بوضوح للمجتمع الباكستاني المحافظ - في التمرد على سنوات من الكبت الجنسي والقيود والعادات والتقاليد، ورغم وعورة الموضوع، يتميز السرد بالرقة والدفء ، أما الفيلم المصري "نورعلى نور"للمخرج البلجيكي كريستيان سور فهوعبارة عن رحلة فلسفية طويلة تنطلق من القاهرة وتجوب مصر بحثا عن معاني ودلالات النور كمفهوم ديني وروحاني في مصر ما بعد ثورتي 2011 و2013، ثم تصل لأوروبا سعيا لاستكمال ما ينقص اللوحة الإنسانية، وقد جرت العادة أن يبحث السينمائيون المصريون عن تمويل أوروبي لأفلامهم، لكن هنا، وربما للمرة الأولى، تنتج شركة مصرية فيلما طويلا لمخرج أوروبي، ليس فقط عملا تسجيليا يسعى لإجابة عن سؤال فلسفي حول النور الحقيقي في القلوب، ويحلق في روحانيات ليست دينية بقدرما هي إنسانية، لكنه أيضا إبحار في العلاقة الشائكة والجدلية مع الآخر في لحظة عالمية فارقة، وتساؤل عن الهوية في توقيت اهتزت فيه كثير من القناعات والثوابت..اما المخرج المغربي محمد رؤوف الصباحي في فيلمه الروائي الطويل الثاني،"واحة المياه المتجمدة" يقدم عملا ذاتيا نوعا ما، يحكي بحرية تامة عن مرحلة من حياته بأسلوب هادئ يترك فيه المجال للتعبير بالصورة أكثر من الكلمات، ويحاول فيه رد الاعتبار للجماليات البصرية في السينما حيث تدور الاحداث  حول "فضيلة"، طبيبة الطوارئ، التي تتزوج "قادر"، كبير الممرضين في المستشفى الذي تعمل به بعد قصة حب منذ الطفولة، ولكن يوشكان على الطلاق في الوقت الذي يكتشفان فيه إصابة "قادر" بسرطان قاتل قد يتعاهد اثنان على الحب حتى الموت، وقد يتعاهدان على الحب حتى الحياة أيضا، صياغة سينمائية بليغة للحظة فارقة في حياة زوجين شابين يربطهما الحب وتهددهما أوضاع وظروف أكبر من قدرتهما على المواجهة. 


وفي الفيلم الاوكراني "بامفير" يود "بامفير" أن يصبح رجل عائلة مستقيم، تجبره الظروف على أن يتخلى عن مصدر رزقه الشريف حتى يساعد أسرته ، حيث تنطلق الاحداث  في غرب أوكرانيا، عشية كرنفال تراثي محلي، يعود "بامفير" إلى أسرته بعد شهور من الغياب،بعد أن يتسبب ابنه في حريق بالكنيسة، فيضطر للعودة إلى ماضيه المضطرب لإصلاح خطأ طفله الصغير،عمل قوي يتعامل بذكاء شديد مع موضوعه ومع المكان الذي يدور فيه"منطقة حدودية ضبابية غارقة في الفساد وتفوح من كل ركن فيها رائحة الخطورة"، أقنعة خشبية كبيرة يرتديها المواطنون بمناسبة الكرنفال المحلي، لكنها في نفس الوقت تُستخدم كرمز للازدواجية والغموض، ويحمل البطل اسم"بامفير"،الذي يعني"حجر"،كرمز لصلابته في التعامل مع المشكلات التي وجد نفسه غارقا فيها،وفي مواجهة عصابات الجريمة المنظمة بمنطقة يُعد التهريب فيها الطريقة الوحيدة تقريبا لكسب المال 


ولا يفوتك مشاهدة الفيلم السلوفيني"ضحية" والذي يدور حول"إيرينا"أم مهاجرة عزباء من أوكرانيا تعيش بمدينة تشيكية صغيرة عندما تتم مهاجمة ابنها، يتضامن معها الجميع ويتهمون العنصريين من كارهي المهاجرين،لكن مع شفاء الابن، يُرفع الستار عن الحقيقة..حكاية إمرأة تبحث عن العدالة وعن الحياة الكريمة في مجتمع عنصري، عبر رحلة طويلة تناضل فيها ضد الأحكام المسبقة وضد الزيف والادعاء، خاصة عندما تختلط الحقيقة بالكذب ويصبح من الصعب التمييز بينهما، مما يتسبب في أزمة شخصية لها تهدد حياتها هي وابنها، ومن القضية الشخصية إلى القضية العامة، وإلى سؤال مهم عن الانتماء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين: هل الوطن هو الذي نحمل أوراقه ونردد نشيده، أم الذي نشعر فيه بالأمن والاستقرار؟ .. وفي فيلمها الروائي الطويل الأول "المخربون الصغار" تختار فنانة المؤثرات البصرية شيلا باي الابتعاد عن الإبهار التكنولوجي وتعود نحو 40 عاما - في الثمانينات-  إلى الوراء لتحكي قصة مثيرة ومؤثرة، وتطرح أسئلة صعبة عن الصداقة والسلامة النفسية، طوال مغامرتهن، وداخل مقرهن البديل الذي تختار أربع مراهقات أن يكون منزلا متهالكا، في أحد المجتمعات الزراعية الواسعة المعزولة بكندا الريفية، تستولي أربع مراهقات – تعاني كل منهن من مشكلة نفسية مختلفة – على بيت قديم ويتعاملن على أساس أنه ملكهن رغم المشكلات، يتم اختبار صداقتهن وقدرتهن على الدفاع عن بعضهن البعض وعن "وطنهن" المختار، وتسقط العديد من الأقنعة ليتم الكشف عن الكثير من الوجوه والنوايا الحقيقية.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة